مع قدوم عيد الأضحى المبارك، واشتداد حرارة الصيف، يجدر الأخذ ببعض النصائح التي توفر السلامة الصحية والنفسية والإيمانية للإنسان، بعد أن أخذ نصيبه من العبادة والصوم والعمل الصالح في العشر الأوائل من ذي الحجة.
ومن الحكمة الاستفادة من هذه المناسبة الكريمة في الحصول على وجبة متنوعة وثرية من التآخي، والتكافل، والترفيه، وتحسين الحالة المزاجية، بعد انتهاء العام الدراسي، واختبارات نهاية العام.
من هذه النصائح ما يلي:
أولاً: لا تتكاسل عن صلة الرحم، وزيارة الأقارب، خلال العيد، وبعد ذلك، واحرص على أن تصل من قطعك، والبدء بالسلام والمصافحة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله» (رواه مسلم)، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه» (رواه البخاري).
ثانياً: لا تنس حق الفقراء والمحتاجين في أضحيتك، قال تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) (الحج: 28)، وقوله عز وجل: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) (الحج: 36)، وأرجح الأقوال في تقسيم الأضحية وتوزيعها أن يقسمها أثلاثاً؛ ثلثاً للفقراء، وثلثاً للأقارب والجيران، وثلثاً لنفسه، والتصدق بأكثرها أو كلها أكمل وأفضل، وقد ثبت نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ادخار اللحوم في سنة من السنوات من أجل وفود من الفقراء، قال العلماء: فإذا عاد سبب النهي، عاد النهي عن الادخار، وهو ما ينطبق على كثير من البلدان اليوم مع زيادة الغلاء وارتفاع أسعار اللحوم، وهو ما يرجح ادخار القليل وتوزيع أكثرها على الفقراء والمحتاجين.
ثالثاً: لا تكثر من أكل اللحوم في العيد، واحذر من التخمة وعسر الهضم والإسهال حال تناول كميات كبيرة خلال أيام العيد، لا سيما هؤلاء الذين يعانون من بعض الأمراض المتعلقة بالأوعية الدموية والشرايين وارتفاع الكوليسترول، مع الأخذ في الاعتبار أن اللحوم تعد من الأغذية التي ترهق الجهاز الهضمي والكبد، ولذلك ينصح الخبراء بعدم الإفراط في تناول اللحم، وأن يكون الطهي إما بطريقة الشواء أو السلق.
رابعاً: لا حرج في إخراج ما يسمى بـ«العيدية»، وهو من باب إدخال السرور إلى قلوب الصغار، مع مراعاة العدل في الإعطاء، فلا يصلح إعطاء بعض الأبناء دون الباقين، ولا بعض الأخوات دون الباقيات؛ ولا يلزم إعطاء قدر المبلغ نفسه لكل أفراد الأسرة، بل يراعى في ذلك الأعمار، فيُعطى للكبير ما لا يعطى للصغير، ويُعطى للمتزوج ما لا يعطى للأعزب، بحسب اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، في المملكة العربية السعودية.
خامساً: لا تتجاهل مراقبة الصغار والمراهقين في الأعياد؛ لأنهم قد يكثرون اللهو غير المباح، والخروج للسهر في أماكن مشبوهة تتيح تناول الخمور والمسكرات، كذلك تفتح النوادي ودور السينما، فيكثر التحرش وما يغضب الله، لذا وجب على الأسرة أن تراقب أبناءها أو أن تصحبهم عند الخروج للتنزه، حتى لا يقع منهم ما يخالف الشرع.
سادساً: لا تترك الأطفال فريسة لاستخدام الألعاب النارية والمفرقعات والمسدسات المليئة بالخرز ابتهاجاً بقدوم العيد؛ وذلك لتلافي أخطارها الصحية من خطر الحرائق، والتلوث البيئي، والجروح، وإصابات العيون، والإصابات السمعية، فضلاً عن إهدار المال فيما يضر ولا ينفع، لذلك يجب توعية الأبناء بخطر الألعاب النارية، ومعرفة الطرق الصحيحة للتعامل مع الأضرار الناجمة عن استخدامها، إذا حدث ذلك.