أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج خالد مشعل أن ترتيب البيت الفلسطيني واجب واستحقاق في جميع الأحوال وليس أمرًا مستجداً.
وقال مشعل، خلال ندوة بعنوان «معركة طوفان الأقصى وانعكاساتها على ترتيب البيت الفلسطيني»، التي نظمها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات: إن ترتيب البيت الفلسطيني بعد معركة «طوفان الأقصى» أصبح ضرورة وحتمية، ولا يستطيع أحد أن يحتكر القرار الفلسطيني، أو أن يصادر المؤسسات الفلسطينية.
وذكر مشعل 7 نقاط يجب على الفلسطينيين التركيز عليها لترتيب صفهم، وهي:
1- ما بعد «أوسلو»:
أشار مشعل إلى أن اتفاقية «أوسلو» لها مظاهر موجودة من الناحية النظرية، لكنها فعليًا توارت منذ الانتفاضة الثانية، لافتاً إلى أن الراحل ياسر عرفات انقلب عليها بطريقة ذكية وزاوج بين السياسة والمقاومة عندما رأى أنها وصلت إلى طريق مسدود، وأن الاحتلال انقلب عليها.
وقال: «أوسلو» ينبغي كأحد استحقاقات ما بعد «طوفان الأقصى» وترتيب البيت الفلسطيني، والأساس الذي نرتب عليه البيت الفلسطيني، أن نعتبر أنفسنا دخلنا في مرحلة ما بعد «أوسلو» فعليًا، وليس المؤثر الوحيد فيه هو «طوفان الأقصى» وتأثيراتها الهائلة، إنما أيضًا سلوك الحكومة «الإسرائيلية».
وأضاف: فما قيمة الحديث عن «أوسلو»، واليوم نتنياهو، وبن غفير، وسموتريتش يعملون على تغيير الواقع في الضفة الغربية، ويطبقون أجندة طرد الشعب الفلسطيني، وفرض الواقع الجديد على القدس و«الأقصى».
وتابع: نحن اليوم في واقع جديد، وعلينا تجاوز أوسلو فعليًا، وهذا استحقاق لا بد منه، وينبغي ألا تكون موضع خلاف بيننا.
2- إستراتيجية المقاومة:
لا طريق لتحرير فلسطين إلا المقاومة، وأي رهان آخر ثبت فشله، فالمقاومة هي من تخلق الفرص والآفاق، حتى الآفاق السياسية تصنعها المقاومة، بحسب مشعل.
ودعا مشعل الجميع الانخراط في المقاومة سواء كفصائل وقوى وأجنحة عسكرية، كجغرافيا وساحات، وألا يترك العبء على غزة وحدها.
3- المشروع الوطني:
أكد مشعل أن المطلوب اليوم الاتفاق على مضمون المشروع الوطني الفلسطيني ومفاهيمه وعناوينه المركزية، والإستراتيجية المتبعة لتحقيقه سواء عسكرية أو سياسية، والثوابت والمتغيرات، والسياسات المتفق عليها فلسطينيًا، وقيادة المشروع، ودور الداخل والخارج.
وأضاف: كل هذه مسائل ينبغي أن تكون حاضرة، ولا نسمح لأحد أن يحتكر عناوين أو مؤسسات، أو أن يحول دون أن تفتح كل هذه العناوين لصالح الشعب الفلسطيني، كما ليس من حق «حماس» أو غيرها من قوى المقاومة التي تبذل الجهد الكبير في معركة «طوفان الأقصى»، أن تترجم دورها المركزي في المعركة لصالح تفردها، فنحن نريد أن نبني المشروع الوطني معًا.
4- الدولة الفلسطينية:
وأشار رئيس الحركة في الخارج إلى أن النقطة الرابعة حول موضوع الدولة الفلسطينية، قائلًا: هل الدولة أولًا أم التحرير أولًا؟، متسائلاً: هل نريد الدولة ثمرة ونتيجة لاتفاق سياسي، أم ثمرة ونتيجة للتحرير وتقرير المصير؟
وبين: ثبت أن أي اتفاقات سياسية مع المحتل وبرعاية دولية أو إقليمية، لا ينتج لنا دولة ذات سيادة حقيقية على الأرض، كما جرى في «أوسلو»، فمن حقنا أن نطالب بالدولة، لكن لا أن نعيش وهم أن الدولة هكذا أو بحصولنا على عضوية مراقب في مجلس الأمن أننا أصبحنا دولة.
5- المرجعية الوطنية:
أوضح مشعل أن النقطة الخامسة تتعلق بالقيادة الفلسطينية والمرجعية الوطنية وبناء المؤسسات الفلسطينية، قائلًا: للأسف، لنا أكثر من ربع قرن في هذا المخاض، منذ عام 2005م وحتى الآن، وهذا عبث لا يمكن الصبر عليه، ولا يمكن تكرار هذه المحاولات بنفس السردية وبنفس المقاربات، وفي ظل هذا الفراغ جرت محاولات متعددة منها المؤتمر الشعبي، ولقاءات الفصائل، والمحاولات الشعبية والنخبوية الآن، وجرت محاولات بناء جبهة وطنية قبل «طوفان الأقصى» بسنة، وكل ذلك تعثر، لأن المشكلة أن من يملك مفاتيح المؤسسات لا يسمح بهذا وأصبح الأمر واضحًا.
وأضاف: لتسهيل الأمر، ما آلياتنا لترتيب هذه المؤسسات، القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير وبناء كل مؤسساتنا السياسية الفلسطينية، آلياتنا هي الانتخابات والتوافق والشراكة، والتمسك جميعًا بذلك، وتفعيل وإعمال العقل والجهد السياسي بهذه الآليات، لتمرير المرحلة الانتقالية بيسر.
6- حكومة توافق:
وبالحديث عن النقطة السادسة، قال مشعل: إنها تتعلق بحكومة توافق وطني وإدارة الوضع في غزة ما بعد الحرب، وتحدي الإيواء وإعادة البناء وإغاثة الناس، مؤكدًا أن هذا عنوان مهم واستحقاق طبيعي، ليس على قاعدة المتربصين أو المنتظرين، ولا على قاعدة ما تريده أمريكا أو العدو نفسه على تباين بينهم من يملأ الفراغ، وأن الفراغ ليس موجودًا أصلًا، وحاولوا خلق فوضى وفراغ وفشلوا.
وأكد مشعل أن الأولوية تكون لحكومة توافق وطني يسهل تفرغها لإعادة البناء والإعمار وإيواء الناس، وأن نقدم شخصيات تمثل الشرائح الاجتماعية المؤثرة في الساحة الفلسطينية في غزة والضفة، والفصائل تكون ساندة لها.
7- وضع القدس والضفة:
اعتبر مشعل وضع القدس والضفة الغربية القادم والقائم تحدياً كبيراً وينبغي أن يشغلنا جميعاً، وهذا استحقاق له ما بعده، وإن كنا منهمكين في معركة غزة.
وأضاف: لكن هذا هو الوطن الفلسطيني، الجرح في غزة يعنينا، والجرح في القدس والضفة والثمانية وأربعين والمخيمات، فأي قيادة فلسطينية يجب أن تعيش لشبعها وهمه، وتتقدم الصفوف وأن تضحي.