تشهد منطقة جباليا في شمال قطاع غزة عدواناً غير مسبوق، حيث أعلن جيش الاحتلال، اليوم الأحد، عن إحكام قواته الحصار على المنطقة، وسط مخاوف متزايدة من تدهور الأوضاع الإنسانية.
موجة نزوح جديدة
في وقت سابق من اليوم، أصدر جيش الاحتلال أوامر للسكان بالتوجه نحو منطقة إنسانية في المواصي جنوب القطاع، رغم التحذيرات الصادرة من المسؤولين الفلسطينيين والأمم المتحدة، التي تشير إلى عدم وجود مكان آمن في القطاع، ومع بدء العدوان في المنطقة، لوحظت موجة نزوح كبيرة من مخيم جباليا وسط قصف مدفعي متواصل، بحسب موقع «الجزيرة نت».
وأعلن جيش الاحتلال أنه استكمل تطويق جباليا، حيث قامت الفرق القتالية للواء 401 واللواء 460 بمواصلة العمليات العسكرية، بينما كثف سلاح الجو من غاراته على الأهداف العسكرية.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل: إن «إسرائيل» نفذت عدة غارات على جباليا طوال الليل مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.
وذكر مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني أن 20 فلسطينياً على الأقل استشهدوا منذ مساء أمس السبت في شمال قطاع غزة بعد أن أرسل جيش الاحتلال دبابات إلى مناطق هناك لأول مرة منذ شهور وأصدر أوامر للسكان بالإخلاء.
خطة الجنرالات
وفي تقرير له أشار المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أن الجيش «الإسرائيلي» يكرر مراحل الإبادة الجماعية، حيث شهدت المنطقة قصفًا عنيفًا على المدن والمخيمات في شمال القطاع.
ووفقًا للمرصد، تم توثيق أكثر من 70 غارة جوية خلال فترة قصيرة، استهدفت العديد من المنازل ومراكز الإيواء، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وأكد المرصد على أن القوات بدأت بالتوغل في الأطراف الشمالية الغربية لمدينة غزة وشرق جباليا، مع استمرار القصف المدفعي العنيف.
وفي خطوة جديدة، أصدر الاحتلال خرائط توضح المناطق التي يتوجب على السكان إخلاءها؛ مما يزيد من المخاوف حول نيته إخلاء كامل لمناطق غزة وتحويلها إلى منطقة عسكرية.
وعبر الأورومتوسطي عن قلقه من أن تكون هذه الخريطة تمهيدًا لسعي «إسرائيل» تنفيذ «خطة الجنرالات» القاضية بإخلاء كامل لمحافظتي غزة والشمال وتحويلهما إلى منطقة عسكرية؛ ما يعزز هذه المخاوف المنهجية التي عمل عليها جيش الاحتلال بقصف مراكز الإيواء والتجمعات السكنية منذ شهر يوليو الماضي، التي طالت أغلب مراكز الإيواء المقامة في المدارس بهدف إعدام فرص العيش المحدودة في المنطقة.
المقاومة تتصدى
في ظل التصعيد، أعلنت «كتائب القسام» عن تمكنها من استهداف دبابات الاحتلال وتفجير عبوات ناسفة، مؤكدةً تصديها للهجمات في مختلف محاور التوغل.
وقالت الكتائب: إن مجاهدينا تمكنوا من تفجير عبوة شديدة الانفجار في دبابة صهيونية من نوع «ميركفاه 4» حولها عدد من الجنود، واستهداف مجموعة الإخلاء بقذيفة مضادة للأفراد خلال محاولتها نقل الجنود القتلى والجرحى قرب ستوديو سلطان شرق معسكر جباليا شمال قطاع غزة.
فيما تمكن مجاهدو «القسام» من قنص جندي صهيوني في شارع البنات شرق بيت حانون شمال قطاع غزة.
كما أعلنت «سرايا القدس» عن استهداف غرفة قيادة وتحكم للاحتلال، في حين أكدت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى» مشاركتها في المعارك ضد قوات الاحتلال.