قال رئيس منتدى الشرق للأبحاث الإستراتيجية وضاح خنفر: زلزال سياسي يتردد صداه في أنحاء العالم بعد فوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
1- فرصة مريحة:
وأوضح خنفر، في تقدير أولى حول نتائج الانتخابات الأمريكية، نشره عبر حسابه على منصة «إكس»، أن فوز ترمب، وفوز حزبه بمجلس الشيوخ يمنحه فرصة مريحة لتشكيل إدارته بالشكل الذي يراه.
وقال: إنه لن يعاني ما عاناه سلفه، سيكون قوياً، وأكثر ثقة ببرنامجه وسياساته، وهو يعود منتقماً، ويرى التفويض الجديد له تصحيحاً لما اعتبره تزويراً واستهدافاً شخصياً.
2- تصاعد حظوظ اليمين عالمياً:
وأشار خنفر إلى أن فوز ترمب فوز لليمين عالمياً، وضربة قوية لليبراليين، ولذلك قد نرى تصاعد حظوظ اليمين في أي انتخابات قادمة في أوروبا.
3- أوروبا في صدمة:
وذكر الإعلامي الفلسطيني أن أوروبا تعيش أجواء صدمة وقلق، فـ«الناتو» سيعود مرة أخرى إلى دائرة التردد التي وضعها فيها ترمب في دورته الرئاسية الأولى، موضحاً أنه سوف يجبر الأوروبيين على مزيد من المشاركة المالية وتحمل مسؤولية الدفاع عن أنفسهم.
وأضاف أن الاقتصادات الأوروبية ليست بخير، كما أن أوروبا منقسمة سياسياً بين يمين صاعد ويسار محتار، لافتاً إلى أن القيادات الأوروبية الحالية هي الأضعف منذ الحرب العالمية الثانية.
4- فرحة روسية:
فيما يتعلق بروسيا، أشار خنفر إلى أنها تعيش أجواء احتفالية، مشيراً إلى أن ترمب هو الحليف الذي كانت روسيا تعمل جاهدة لكي يفوز، والآن يمكنها أن تحسم ملف أوكرانيا، وأن تحقق ما تعمل له من إضعاف الناتو وصده عن جوارها الإستراتيجي.
5- تصاعد للحرب الاقتصادية مع الصين:
أما فيما يتعلق بالصين فيقول خنفر: إنها لا تعيش نفس الأجواء الاحتفالية التي تجتاح الكرملين، فسياسات ترمب ضد الصين أكثر عدوانية في موضوع الحصار، وقد نرى تصاعداً للحرب الاقتصادية والتقنية بين أمريكا والصين.
وتابع: غير أن ترمب مفيد للصين من ناحية واحدة وهي عدم ميله للصدام العسكري المباشر، وهنا نستدعي سياسته تجاه كوريا الشمالية ومحاولته غير التقليدية للتوصل إلى صفقة.
وتساءل قائلاً: هل يخطو خطوات مصالحة تجاه بكين كما فعل مع بيونج يانج؟ لا أظن ذلك، فموضوع الصين يتعلق بالإستراتيجية الأمريكية ومصلحتها القومية، ولن تتسامح الدولة العميقة مع تغيير بهذا الحجم.
6- في المنطقة العربية:
أما بالنسبة للمنطقة العربية، فيشير خنفر إلى أنه من المبكر الحكم على سياسات ترمب تجاهها، غير أنه رجل صفقات، ولا يسير في مسارات متماسكة، وقد يتخذ خطوات غير متوقعة في أي من الاتجاهات.
وأكد أن هزيمة هاريس ليست خبراً حزيناً على الإطلاق، فإدارة بايدن الديمقراطية والغة في دماء أهل غزة، ولو أن هاريس فازت لسارت في نفس الطريق.
7- وقف الحرب:
مضيفاً أن هذا لا يعني أن ترمب سيكون حمامة سلام بالنسبة لنا، قد يتخذ قرارات في غاية السوء كما فعل في دورته الأولى في موضوع القدس والجولان، لكنه ولأسباب تخص أسلوبه وطموحه الشخصي سوف يسعى لوقف الحرب وعقد صفقة ما، قد لا تكون صفقة جيدة، وهذا حديث آخر.
8- قلق إيراني وتفاؤل تركي:
وأشار إلى أن طهران قلقة وأنقرة متفائلة، لأن ترمب أبدى عنفاً لفظياً واضحاً ضد إيران، ووعد بقصف منشآتها النووية، قد يكون ذلك مزايدات انتخابية، لكن ينبغي أن نستحضر هنا أنه دائماً ما كان يهاجم سياسة الديمقراطيين التي يتهمها بالتساهل والتواطؤ مع إيران، هذا الواقع سوف يدفع إيران إلى تقديم قياداتها (المعتدلة) مثل الرئيس ونائبه للواجهة لإبداء قدر من المرونة وكسب الوقت، بينما قد تعمل على إنجاز مشروعها النووي بشكل أكثر إلحاحًا.
أما بالنسبة لتركيا، فيرى خنفر أن تجربتها مع الديمقراطيين سيئة لا سيما في الملف الكردي بسورية، وعلاقة أردوغان بترمب أكثر وداً من علاقة الرئيس التركي ببايدن وإدارته.
9- نقطة تحول في الداخل الأمريكي وتداعيات دولية خطيرة:
وأضاف خنفر: علينا هنا أن ننظر إلى فوز ترمب كنقطة تحول مهمة جداً في الداخل الأمريكي المنشطر بقسوة لا مثيل لها من قبل، كما أن شكوكاً كثيرة سوف تجتاح الواقع الدولي مما سيسرع حالة الاستقطاب والقلق وسيدفع إلى مزيد من التكتلات الإقليمية والتحالفات الجديدة، فالنظام الدولي متداعٍ أصلاً، وهو اليوم أكثر ضعفاً.
وتابع قائلاً: نحن أمام مرحلة في غاية الإثارة، تحمل أخطاراً كبيرة، وفي الوقت نفسه ستفتح أبواب التغيير وإعادة تموقع القوى الإقليمية والدولية، على حد سواء.
10- التعددية القطبية وغياب المركز الجيوسياسي:
وأوضح أنه في الوقت الذي يتحول فيه النظام الدولي نحو التعدد القطبي وبناء تحالفات إقليمية، فإن دول المنطقة لا تزال بعيدة عن أن تصبح مركزاً جيوسياسياً متكاملاً، لا نزال ممزقين، ولذلك؛ فإن دولنا ستميل وفقاً لهوى واشنطن؛ ما يفقدها مزيداً من العمق الإستراتيجي، وبذلك يفقدها مزيداً من الشرعية الشعبية.