ذلك المبدع والمحسن والصالح والناجح، وذلك الفاسد الكبير والمجرم المحترف والحقود الممتلئ بالكراهية يكمن سرهم في طفولتهم.
ذلك المبدع والمحسن والصالح والناجح، وذلك الفاسد الكبير والمجرم المحترف والحقود الممتلئ بالكراهية يكمن سرهم في طفولتهم.
الاسم الذي يعتز به الطفل قد يوظف للتملق أو السياسة، طفله الأول “فاروق”، ثم “عبدالناصر”، ثم “أنور”، ثم “حسني”، ويُروى أن إحدى المواليد سميت بـ”المتصدرة”! بسبب فوز فريق والدها.
عند السابعة يتكون الطفل نفسياً، وتكون بنيته الأساسية قائمة وراسية.
حين نصغي إلى الأطفال سنفهم الكثير:
عدوانية الطفل وتمرده هي دفاع عن غريزة التملك أو إثبات وجود.
التخريب استكشاف وولع باللعب.
الصراخ والبكاء سلاح في وجه الأبوين لتحقيق المطالب.
قضم الأظافر أو لف شعر البنت على الأصبع، أو وضع الشعر في الفم أو التلعثم، هو تعبير عن الضغط النفسي وعدم القدرة على التعبير عن القلق والمخاوف على نفسه أو على شخص يحبه.
البحث عن السبب بهدوء، التعبير عن الحب والمساندة، السعي ألا تتطور العادة العصبية لتؤثر على الحياة التعليمية والاجتماعية، فذلك أمر يبعث على القلق.
“هادئ”، أو “مطيع، أو “عصبي”، أو “متمرد” أياً كان الطفل فهو قابل للتعلم أكثر من غيره، هي مرحلة تكوين، وهنا أهمية بناء العادات.
التدريب على الصلاة، الوضوء، النوم على طهارة، قراءة القرآن، ذكر الله، احترام الآخرين، شكرهم، القراءة، الكلام الطيب، احترام الوالدين، الاهتمام بالدروس، تطوير المهارات.
النظافة، الاغتسال اليومي، تفريش الأسنان، ترتيب السرير والغرفة، تسريح الشعر، النوم مبكراً، الخدمة الذاتية.
الكذب بسبب الخوف غالباً.
العنف، منتج تلفزيوني اجتماعي، يمكن تجربة فكرة “أسبوع بدون تلفاز” وجمع أهل المنزل عليها بعد الإقناع، ثم مراجعة رد الفعل.
“سوبر مان” يطير ولا يخترقه الرصاص ويحمل عَبَّارة ونظره يخترق الجدران!
“الرجل الوطواط” يتنكر لإخفاء هويته ليحارب عصابات المجرمين.
“الرجل الآلي جرانديزر” أبطال صاغهم الخيال لأطفال لا يُحكمون التمييز بين الافتراض والواقع.
الخيال يحمل الطفل على اختيار شخصية يتقمصها، وقد لا يرد على من ينادي عليه باسمه هروباً من الواقع.
الغيرة سلوك طبيعي، حين يفقد الطفل الحنان والإشباع للتقبيل والاحتضان والحب، يلجأ لجذب الوالدين عن طريق عمل أو عادة سيئة.
الفصل الكامل بين الطفلين يعطي نتائج عكسية، ويصنع لدى الابن الكبير فضولاً، فيتحين الفرصة لاكتشاف هذا المخلوق الجديد، بعيداً عن إشراف الوالدين، لندع الطفل يكتشف أخاه، يمسك بيده، يحمله تحت إشرافنا، يساعد في إحضار أغراضه، لا يتعرض لعقاب إذا اعتدى على أخيه الصغير، فالعقاب يزيد من كراهيته له، يكفي التوجيه.
الدلال الزائد كالقسوة يجعله غير قادر على بناء علاقات اجتماعية ناجحة، أو تحمل المسؤولية ومواجهة الحياة والأحداث.
التعاطف والحنان والرحمة ضرورة لكنها تتحول حيناً إلى سبب في تدمير الأبناء.
أهم من المال القدوة الحسنة والتربية والوقت الذي نمنحه لأطفالنا، أعطى الأب ابنته ألف ريال هدية نجاح، فردتها إليه وقالت: خذ هذه الألف وأعطني ساعة من وقتك.
عدم الثبات في المعاملة يجعله في متاهة، يحتاج أن يعرف ماذا نتوقع منه، ويجب أن نضع الأنظمة الواضحة البسيطة ونشرحها ونناقشها، وعندما يقتنع سيصبح من السهل عليه اتباعها، ويجب مراجعتها ومناقشتها بين فترة وأخرى، ليس مقبولاً أن نطبق عليه القانون يوماً ونتجاهله يوماً آخر فنصنع الإرباك.
قد تكون الأم ثابتةً في جميع الأوقات ويكون الأب عكس ذلك، فيصبح الطفل تحت ضغط نفسي شديد يدفعه لارتكاب الخطأ.
العدل بين الأولاد واجب، «وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ»؛ الذكور والإناث.
تفضيل طفل لذكائه أو جماله أو تفوقه أو لأنه ذكر يصنع لدى الآخرين الغيرة، فيعبرون عنها بالسلوك العدواني بهدف الانتقام من الكبار.
نفرح حين يتحدث الأطفال ونصفق للألفاظ البذيئة أول ما يتفوهون بها!
كان طفلي بارعاً في تحويل كلمات يحفظها من مشاهداته إلى شتائم: يا شنطة الظهر، أيها الطائر الغامض… وما لا يقال!
لم يكن جديراً بي أن أضحك.. وأقول له: عيب!
علينا البحث عن مصدر هذه الألفاظ في قاموسهم، فهم لم يخترعوها، بل جاءت نتيجة محاكاة الأسرة أو الجيران أو الأقران أو الحضانة، ويجب عزلهم عن مصدر هذه الألفاظ.
يجب إظهار الرفض لهذا السلوك بشكل علني، مع التحلي بالصبر والهدوء والتدرج.
يمكن مكافأة الطفل بالمدح والتشجيع على التعبير بطريقة سوية.
إذا لم يستجب يعاقب بالحرمان من شيء ما، كالنزهة أو الذهاب للبقالة.
“الأطفال من الجنة” حقيقة إسلامية، وهي عنوان كتاب جميل لـ”جون جراي” يؤكد التربية بالحب والتعاون ومعرفة الدوافع والإقناع، مقابل التربية بالإهانة والتحقير والعنف.
@salman_alodah
SalmanAlodah/