لا تكاد الحملة البوذية في بورما ضد الوجود الإسلامي في آراكان تضع أوزارها حتي انطلقت حملة بوذية جديدة ضد المسلمين في سريلانكا
لا تكاد الحملة البوذية في بورما ضد الوجود الإسلامي في آراكان تضع أوزارها حتي انطلقت حملة بوذية جديدة ضد المسلمين في سريلانكا .. ولا يمكن لعاقل أن يفصل بين هذه وتلك عن الحملة الشاملة ضد المسلمين في شبه القارة الهندية وفي جنوب شرق آسيا التي توجه ضرباتها ضد المسلمين بصورة منتظمة وعلي فترات متقطعة حتي لا تبدو الحملة حربا شاملة من القوي البوذية والهندوسية الحاكمة في معظم بلاد تلك المنطقة .
في بورما تسود حالة عارمة من الحقد والكراهية والعنصرية البوذية البلاد ولا يستثن من ذلك السلطات الحاكمة وقد ولدت تلك الحالة حربا شعواء ضد الوجود الإسلامي ، تدور رحاها منذ عقود لكنها كانت أكثر اشتعالا في السنوات الماضية حيث تجري عمليات قتل وطرد جماعي للمسلمين ( الروهنجيا ) في إقليم أراكان بعد حرق منازلهم وتأميم ممتلكاتهم وقد باتت مساكن الروهنجيا خاوية علي عروشها تقريبا بعد أن فر معظم السكان من مساكنهم . وتجري في نفس الوقت عمليات محو لهوية المسلمين( 15% من عدد السكان البالغة 55مليون نسمة ) سعيا لتطهير البلاد منهم ومن أسمائهم ومن رسمهم بل ومن خيالهم .. ولا ننسي أن تلك البلاد كانت يوما مملكة إسلامية عادلة .
نفس السيناريو يتكرر اليوم في سريلانكا حيث بدأت رحي حرب ضد المسلمين هناك ( 2مليون نسمة من بين 22,238,000 نسمة،إجمالي عدد السكان ) . الجاني هو نفس الجاني في بورما ( المتطرفون البوذيون ) والضحية هي نفس الضحية وهم المسلمون .. والصمت العالمي هو سيد الموقف فلا ضمير ولا عقل ولا حياء عند العالم المتحضر !
لقد شهدت سريلانكا رحي حرب أهلية انتهت عام 2009م وقد أثخنت تلك الحرب سريلانكا كلها بالجراح لكن منظمة بوذية متطرفة هي “بودو بالاسينا” البوذية؛ خرجت من رحم تلك الحرب بخطابها الديني العنصري المعادي للمعتقدات الدينية الأخرى في البلاد. وتقود تلك المنظمة الحرب الدائرة اليوم ضد المسلمين في جنوبي سريلانكا .. حرب تحرق كل ما تقابله من ممتلكات وتدمرها بعد نهبها وقتل من يقف في طريقها .. هي ذات الحرب المجنونة التي نشاهدها ونحن نمصمص أصابعنا في افريقيا الوسطي وبورما وكشمير وغيرها وغيرها .
وقد خلفت تلك الحرب حتي الآن ثمانية من الشهداء حسبما ذكرت مصادر طبية بأحد المستشفيات المحلية ويختبئ عدد كبير من النساء والأطفال في مدارس المنطقة خوفا من القتل .
ربما تختلف سريلانكا عن بورما في سماحها بحرية تشكيل الأحزاب حيث يمثل المسلمين حزبا خاصا بهم هو حزب “المؤتمر الإسلامي” – الحزب الإسلامي الأكبر في البلاد – ويوجد لهذا الحزب ثلاثة نواب بالبرلمان
وهو ما وفر للمسلمين غطاء لا بأس به من الحرية في البلاد لكن عندما يقدح المتطرفون زناد الحرب العنصرية .. فلا حرية ولا حقوق للإنسان ولا سماع لأي صوت من أصوات الاحتجاج مثل صوت بعثة الاتحاد الأوروبي في سريلانكا أو صوت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان “نافي بيلاي” أو المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية “جين بساكي” فكل تلك الأصوات لا جدوي منها لأنها نددت أو احتجت بطريقتها الروتينية الباهتة والتي تعود عليها العالم .. وسئم منها المقتول واحتقرها القاتل لأنها عديمة الجدوي .. فلم توقف تلك الأصوات يوما مجزرة .. ولا عاقبت معتد ولا اقتصت لمعتدي عليه خاصة إن كان مسلما .
والهند الهندوسية التي تسيم المسلمين في كشمير العذاب وتحتل أرضهم توفر غطاء ودعما كبيرا للبوذيين المتطرفين في سريلانكا وبورما .. والهند وسريكلانكا تقيما علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني تلك الجرثومة التي تقف داعمة لأي حملات ضد المسلمين . بينما ترفض حكومة بنجلاديش العلمانية التي تحكم شعب غالبيته الكاسحة من المسلمين ترفض السماح لأي لاجئ بورمي باجتياز أراضيها ولم لا وتلك الحكومة العلمانية المتطرفة تعادي الإسلام وتقيم مقصلة مجرمة للإسلاميين هناك أدت لإعدام العديد من قيادات الجماعة الإسلامية .
وبينما تتحالف القوي البوذية والهندوسية وكل ملل الكفر ضد الوجود الإسلامي في تلك المناطق لا يجد المسلمون من يغضب لهم أو يهب لنجدتهم أو الضغط لكف يد البغي عنهم .. فقط تصدر منظمة التعاون الإسلامي مشكورة !! بياناتها المعتادة حول الأزمة نيابة عن العالم الإسلامي وهي بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع … ولله الأمر من قبل ومن بعد !