منذ نحو أربع سنوات لم تتوقف مسيرة كفر قدوم غربي مدينة نابلس الفلسطينية عن الانطلاق عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع للمطالبة بفتح المدخل الرئيس للقرية والمغلق بطلب من المستوطنين في مستوطنة “كدوميم”.
ويستهدف قناصة الاحتلال المشاركين في المسيرة التي امتدت ليومين بدلاً من يوم واحد تحدياً للاحتلال، ومع تساقط الضحايا الفلسطينيين يوماً بعد يوم ابتكر الشباب الفلسطيني فكرة جديدة للتشويش على قناصة الجيش “الإسرائيلي” باستخدام المرايا العاكسة.
وفي هذا السياق، يقول الناشط المشارك في المسيرة الأسبوعية خالد اشتيوي: لن نتوقف عن المسيرة بالرغم من تزايد الإصابات القاتلة في صفوف المشاركين، وفي الجمعة الماضية جرى استخدام وسيلة مبتكرة من قبل المشاركين لمنع قنص المتظاهرين عبر إحضار عشرات المرايا وعكس أشعة الشمس على أعين قناصة الاحتلال.
وأضاف أن الفكرة قد نجحت في منع استهداف قناصة الاحتلال للمتظاهرين، وشاهدت كيف يحاول الجندي القناص تغيير مكان تمركزه بسبب انعكاس ضوء الشمس عليه بفعل المرايا العاكسة الموجودة مع المتظاهرين.
واستطرد قائلاً: اللجوء إلى هذه الفكرة يؤكد أننا مصرون على استمرار المسيرة حتى تتحقق مطالبنا بحرية الحركة من خلال فتح الشريان الرئيس للقرية وضمان حرية الحركة نحو مدننا وقرانا المجاورة.
وأشار الناشط أشتيوي إلى أنه إضافة إلى هذا الابتكار الجديد فإننا نستخدم واقي الغاز القديم الذي جرى توزيعه في حرب الخليج الثانية عام 1991م في مواجهة المياه العادمة والكيمائية والغاز السام، ولا أقول عنه: المسيل للدموع؛ لأن آثاره ظهرت على الجهاز التنفسي للعديد من المشاركين واستشهد مسن منه على الفور قبل عامين.
من جهته، شدد أحد المشاركين في المسيرة ويدعى إبراهيم القدومي: لن نتوقف عن المسيرة الأسبوعية حتى لو ارتقى في كل مسيرة شهيد، فحياتنا والمدخل الرئيس مغلق لا تطاق.. إننا سجناء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
من جانبهم، أكد المسعفون في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لمجلة “المجتمع” أن جيش الاحتلال في المسيرة الأخيرة أصاب عدداً من المشاركين في المسيرة بإصابات حرجة في منطقة البطن وبرصاص حي قاتل.
وأضافوا: نرافق المسيرة الأسبوعية لكفر قدوم منذ انطلاقتها، إلا أن استخدام الرصاص في الآونة الأخيرة أصبح كبيراً والتخوف من ارتقاء شهداء في المرة القادمة لقمع المسيرة وعدم استمرار انطلاقتها.
أما الناشط في مقاومة الاستيطان بالضفة الغربية صلاح الخواجا، فأوضح لمجلة “المجتمع” أن الاحتلال لا يريد لا مقاومة شعبية ولا مسلحة، ويريدنا أن نظل صامتين خانعين، واستخدام الرصاص الحي في قمع المسيرات الأسبوعية رسالة قاسية للفلسطينيين، مفادها أن الحجر سيقابل بالرصاص، ولن يكون هناك تهاون، وهذه من ملامح الحكومة اليمينية الجديدة.
ويقول مراد أشتيوي، منسق المسيرة الأسبوعية: هذه المسيرة تطورت منذ انطلاقتها بوسائلها بالرغم من وحشية الاحتلال في قمعها، وقبل أيام استبدلت قوات الاحتلال الجنود بقوات من حرس الحدود المعروفين بوحشيتهم وساديتهم، واستخدموا الرصاص الحي في الجزء العلوي من الجسد دون مراعاة لسلمية المسيرة.
ولفت إلى أن الاحتلال تطور في قمع مسيرة كفر قدوم بدءاً بالمياه العادمة ذات الرائحة الكريهة، ثم بالمواد الكيماوية الملونة وبالكلاب البوليسية المتوحشة وبالاعتقالات المكثفة والتهديد بقتل الأطفال واعتقالهم ثم باستبدال القوات بفرقة حرس الحدود التي تستخدم كل الوسائل لقتل المتظاهرين.