تحديات كثيرة تصادف أطفال أفريقيا، كوارث وحروب وعدم استقرار سياسي، انتشار للأوبئة والأمراض القاتلة وعلى رأسها فيروس “إيبولا”، نقص الموارد والطاقة، الفقر والعوز، أطفال في مفترق الطرق ومهب الريح، أطفال لاجئون ومهاجرون، أطفال أفريقيا في خطر وتحديات تتغير، وتتباين وتتلاحق بشكل سريع يصعب معه ملاحقتها.. بهذه الكلمات وصف رئيس القطاع الأفريقي في الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي سعد العتيبي حال الطفل الأفريقي في يومه العالمي، مشيراً إلى أن قضية حقوق الطفل تحظى باهتمام بالغ خلال العقود الأخيرة من المجتمع المحلي والإقليمي والدولي؛ باعتباره الحلم والأمل لبناء مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً.
وأضاف العتيبي أن الاهتمام بالطفل الأفريقي تجلى من خلال اهتمام الرحمة العالمية – كنموذج إيجابي في القارة الأفريقية – من خلال قيامها بالعديد من المشروعات التنموية الكبرى والتي تستهدف بناء الإنسان وعلى رأسها الأجيال الناشئة والأطفال، وهي الرسالة السامية للإسلام، مشيراً إلى أن الرحمة العالمية وضعت على رأس اهتماماتها بالقارة الأفريقية قضية التعليم كأولوية؛ حيث إن التعليم هو الوسيلة الطبيعية التي تقود التنمية في المجتمعات، مبيناً أن العديد من القطاعات في القارة الأفريقية تعاني من ضعف القدرة على تعليم الأبناء، بل إن هناك نسبة ليست بالقليلة من الأمية تنتشر في القارة السمراء وبنسب متفاوتة.
وأوضح العتيبي أن الرحمة العالمية أخذت على عاتقها الاهتمام بالجانب التربوي لدى الطفل من خلال إنشاء العديد من المجمعات التنموية والتعليمية كمجمع الرعاية الخيري في تنزانيا، ومجمع الرحمة في جيبوتي، ومجمع الرحمة في السودان، وقرية “مؤمنة 1و2″، وقرية الإيمان، بالإضافة إلى العديد من مشروعات التأهيل المهني والتربوي والتي بلغت 8 مجمعات تنموية و31 مركزاً و129 داراً تدريبية و15 معهداً حرفياً وفنياً، بالإضافة إلى قيام القطاع بتنفيذ أكثر من 20 مدرسة و45 مكتبة علمية وكفالة8716 طالباً للعم في 7 دول أفريقية.
وبين العتيبي أن الطفل يحتل مكانة مميزة وفريدة في المجتمع الأفريقي، وأنه من أجل التنمية الكاملة لشخصيته يجب أن ينمو في بيئة تساهم في تنشئته باهتمام خاص فيما يتعلق بالجوانب الصحية والتنمية البدنية والعقلية؛ ولذا حرصت الرحمة على الاهتمام بالمجال الصحي في القارة الأفريقية، فقامت ببناء العديد من المستشفيات، ومنها مستشفى الرحمة في جيبوتي والمستشفى الدولي بالصومال.
وأكد العتيبي أن هناك مسؤولية على القائمين على العمل الخيري فيما يتعلق بالطفل الأفريقي؛ من حيث إن الظواهر التي يتعرض لها بصفة عامة مازالت ملموسة حيث تتنامى الصراعات والتوترات فضلاً عن بعض العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتي قد لا تكون ملائمة لتوفير مناخ يحقق منظومة مواتية لنضوج هذا الطفل على نحو صحيح يضمن له الحياة الكريمة التي يستحقها، وتوفير برامج طموحة تدفع باتجاه التعليم الإلزامي وفقاً لمعايير الجودة التعليمية، بصورة تساهم في تدعيم مرتكزات بناء الإنسان التنموي في أفريقيا؛ وهو ما سعت وتسعى الرحمة العالمية إلى تحقيقه من خلال مشاريعها المختلفة.