أكد أن الرحمة العالمية لها باع طويل في التعامل مع الكوارث الإنسانية
تحديات تواجه العاملين في مجال العمل الإنساني سواء في الداخل السوري أو خارجه
نعمل على توفير الاحتياجات الأساسية للإخوة السوريين في الداخل السوري أو اللاجئين
أعلن منسق الإغاثة السورية في تركيا وليد السويلم عن استعداد الرحمة العالمية في تركيا لشهر رمضان المبارك من خلال عمليات الإغاثة التي تطلقها الرحمة العالمية، مؤكداً في الوقت ذاته اهتمام الرحمة العالمية بالجانب التنموي، بالإضافة إلى المشاريع التنموية المميزة في الداخل السوري مثل المخابز والسوبر ماركت بالإضافة إلى مشاريع مشاغل الخياطة.
وقال السويلم في حوار خاص: الرحمة العالمية لها باع طويل في التعامل مع الكوارث الإنسانية، فثلاثون عاماً منحتها قدرة على تنظيم وترتيب الأوراق عندما تقوم ببرامجها، وهذا انعكس على مكاتبنا وقيادات العمل الميداني لدينا، والرحمة تعمل باحترافية من خلال مكاتبنا في الخارج “(الأردن ولبنان وتركيا) لما تملكه من خبرة طويلة.
وأضاف السويلم: الرحمة العالمية ومن منطلق استشعارها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها، وضعت السوريين في الداخل نصب عينيها؛ لأن النازحين في الداخل يعانون ويلات الحرب، بالإضافة إلى نقص المواد الغذائية فهم أشد حاجة؛ لأنهم محاصرون في الداخل ولا يستطيعون الوصول إلى الأماكن التي يوجد بها إغاثات.
صف لنا واقع اللاجئين في الداخل والخارج السوري؟
– الواقع مؤلم والمشاهد مروعة وحجم الدمار يفوق الوصف، فقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مأساة سورية أزهقت أرواح أكثر من 230 ألف إنسان، وأصبح من الطبيعي أن نقرأ يومياً مناشدات واستغاثات من المنظمات الإقليمية والعالمية، وذلك بما يفيد أن هناك مأساة أخرى لا تقل عن مأساة القتل وهي أزمة اللاجئين والنازحين في الداخل والخارج؛ حيث إنه وفقاً لأرقام الأمم المتحدة، فإن تعداد اللاجئين السوريين في الخارج 3,5 مليون سوري موزعين بين لبنان، الأردن، تركيا، ومصر، أما التوقعات و”الخطط الدولية” ترسم لمساعدة 4 ملايين لاجئ في الخارج، متوقعين في نهاية عام 2015م، فملايين السوريين تركوا ديارهم بسبب القتال وأجبروا على الفرار إلى البلدان المجاورة في حين بلغ عدد النازحين في الداخل أكثر من 6 ملايين سوري تركوا ديارهم وأماكن سكنهم وخرجوا إلى مناطق أكثر أماناً وأبعد عن الاشتباكات.
ما التحديات التي تواجه العاملين في العمل الإنساني خاصة فيما يتعلق بسورية؟
– هناك العديد من التحديات التي تواجه العاملين في مجال العمل الإنساني سواء في الداخل السوري أو في البلدان المختلفة، فالإغاثة الإنسانية المطلوب تقديمها لصالح الشعب السوري تواجه تحديات وواقعاً أليماً يصعِّب كثيراً من مهمتها، فهناك تحدي الأعداد، فحجم المأساة كبير، ويومياً نحتاج لملايين من الدولارات لكي تطعم المتضررين الذين تستطيع الوصول لهم سواء في المخيمات الحدودية أو في الداخل، هذا بخلاف الدواء ومواد الإعاشة، ويرتبط بالأعداد توزعهم على دول عدة، بعضها لديه خبرة في التعامل مع مثل هذه الكوارث ولديه متسع من الجهد كي يقدمه لهم، والبعض لا يملك ذلك، كما أن هناك تحدياً آخر يتمثل في تحدي خطورة الواقع، خاصة الوصول إلى المنكوبين، وسرعة ذلك، وهو التحدي الذي يظهر مع ارتفاع أعداد المتضررين يومياً، وتحدي الإغاثات المطلوبة، وهو تحدي نتلمسه يومياً، فاللاجئون يفرون من بيوتهم حاملين أطفالهم ولا شيء آخر، وعندما نصل إليهم نجد أنهم بحاجة لكل شيء، وهو تحدٍّ يصعِّب من المهمة، خاصة أن أماكن اللجوء والتجمعات كالمخيمات وغيرها يصعب علينا في غالبها أن نوصل كل المساعدات، خاصة إذا كنا نتحدث عن احتياجات المأكل والمسكن والإعاشة والدواء وغيرها، أما التحدي الأخير فيتمثل في تحدي الوضع الصحي: جميع التقارير والإحصاءات والمشاهد على الأرض تؤكد أن عدد الجرحى السوريين الملايين.
قبل أن نتحدث عن جهودكم الإغاثية، كيف ترى تفاعل الجمهور مع مشاريع الخير وخاصة سورية؟
– تفاعل جمهور المتبرعين مع حملات الرحمة حقيقة كان مبهراً، وإن أصابه بعض الفتور في فترة من الفترات، فقد تجسدت معاني الرحمة والإنسانية من خلال تبرعات الكويتيين، وقد ضرب الكويتيون أروع الأمثلة في البذل والعطاء، كما أن الكويت قدمت العديد من الجهود للاجئين السورين، فقد تم إقامة مؤتمر المانحين الأول والثاني والثالث لصالح الشعب السوري، كما أن حصول سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على لقب أمير الإنسانية لم يأتِ من فراغ، بل جاء عبر أعمال خيرية وإنسانية قام بها سموه على جميع المستويات.
كما أوضحتم أن أحد التحديات هو توزع اللاجئين على عدة، دول كيف تفاعلتم مع ذلك؟
– الرحمة العالمية لها باع طويل في التعامل مع الكوارث الإنسانية، فثلاثون عاماً منحتها قدرة على تنظيم وترتيب الأوراق عندما تقوم ببرامجها، وهذا انعكس على مكاتبنا وقيادات العمل الميداني لدينا، والرحمة تعمل باحترافية من خلال مكاتبنا في الخارج (الأردن ولبنان وتركيا) لما تملكه من خبرة طويلة، والأزمة السورية نعترف أنها من أقسى وأشد ما تعاملنا معه، والوضع أكثر تعقيداً، لكن بفضل الله وجهود المخلصين كانت لنا مبادرة نتائجها ممتازة، وهي مبادرة الوفود الإغاثية والتي تقوم بمهمات رئيسة تتمثل في تقديم المساعدات والرقابة المباشرة على ذلك، وإرسال رسائل معنوية للإخوة أبناء الشعب السوري، فشعور أنك معهم بجانبهم كنا نلمس أثره في عيونهم ونسمعه في كلماتهم وتقييم الوضع على الأرض لمعرفة الاحتياجات والضرورات، وعلى سبيل المثال كنا من أوائل المؤسسات الخيرية التي اهتمت بتأمين الطحين والتمور للمناطق الأكثر تتضرراً.
نريد أن نتحدث عن القوافل الإغاثية في تركيا التي تقدمها الرحمة العالمية وأهدافها؟
– قوافل الرحمة الإغاثية المقدمة إلى تركيا هي مشروع نوعي قامت بإطلاقه الرحمة العالمية منذ فبراير 2012م، وذلك باستهداف محاور إغاثية منوعة، حيث اشتملت على (تقديم مبالغ نقدية للأسر – طرود غذائية – مستلزمات واحتياجات منزلية – تركيب أطراف صناعية – سداد إيجارات شقق سكنية – كفالة أيتام وأسر – أدوية ومستلزمات طبية وحقائب طبية – ألعاب أطفال وكتب تعليمية – مستلزمات تدفئة – برامج ثقافية وتربوية)، وكانت تلك الإغاثات على في تركيا وعلى الحدود السورية التركية.
وما أسباب نجاح تلك الحملات؟
– أسباب نجاح فكرة القوافل وتنظيمها برغم الصعوبات القائمة يرجع لعدة أسباب هي خبرة 30 عاماً من العمل الخيري سهلت عملية التنظيم ومكاتب مؤسسة وفقاً لمعايير الجودة والإتقان والشفافية، وكوادر لديها خبرة وقدرة على العطاء عبر تجارب سابقة في مناطق عدة، والدعم الرسمي عبر سفرائنا في الخارج، والدعم الشعبي جسد معاني الجسد الواحد، وأكد عظمة وعطاء أهل الكويت واهتمام وحضور إعلامي فاعل ساهم في نشر الفكرة وتطويرها.
وما أهداف تلك القوافل؟
– أهداف القوافل تتجسد في تحقيق عدة نقاط، أهمها تعزيز العمل التطوعي عبر استيعاب الطاقات التي ترغب في المساهمة في إغاثة إخواننا في سورية بشكل مباشر، بجانب السعي من قبل الرحمة العالمية لخلق شراكات فاعلة مع مكونات المجتمع المحلي «أفراد – مؤسسات – فرق تطوعية – مناشط دعوية – قيادات رسمية وشعبية»، وذلك للعمل على دعم وتعزيز الثقة بين جمهور المتبرعين والرحمة العالمية عبر اطلاعهم ومشاركتهم المباشرة في برامج الرحمة العالمية.
وما نوعية المساعدات التي تقدمونها للشعب السوري؟
– تتنوع المساعدات التي نسعى لتوفيرها بشكل أساسي للإخوة من أبناء الشعب السوري وذلك لمواجهة التحديات التي أشرنا لها، ولعل أبرز الجهود تكون بتقديم مساعدات نقدية كدفع الإيجارات أو المصاريف الشخصية، خاصة أن الإخوة في سورية تركوا ديارهم وغالبيتهم لا يملك من دنياه شيئاً حتى الملابس فهي فقط ما يستره وأهله، كما وفرنا لهم مستلزمات منزلية (فرشات – مخدات) وأجهزة وأدوات كهربائية (ثلاجات – غسالات – مراوح)، ومع ارتفاع حالات المرض والصعوبات البالغة نتيجة معدلات الجرحى دفعتنا للاهتمام بتوفير أدوية ومستلزمات طبية وتركيب الأطراف الصناعية وتأسيس مشافٍ ميدانية، بالإضافة إلى أن العمل الإغاثي ليس هو العمل الأساسي للرحمة العالمية، فنحن نسعى إلى تنمية الإنسان على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها سورية.
حدثنا عن أبرز استعداداتكم في رمضان؟
– نحن منذ فترة نعمل على توفير الاحتياجات الأساسية للإخوة السوريين في الداخل السوري أو اللاجئين، فالمبلغ المستهدف 250 ألف دينار كويتي لمشروع إفطار الصائم للإخوة السوريين في لبنان سورية والأردن وتركيا، وهذه النسبة ستكون على حسب الأولويات، فنحن نستهدف من هذا المبلغ 36% إلى الداخل السوري و10% للداخل السوري المحاصر و20% للاجئين السوريين في الأردن و20% للاجئين السوريين في لبنان و145 للاجئين السوريين في تركيا، كما أن لدينا 6 قوافل إغاثية تنطلق لعمليات الإغاثة في شهر رمضان المبارك.
لوحظ أن النسبة الأكبر للداخل السوري.. لماذا؟
– الرحمة العالمية ومن منطلق استشعارها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها وضعت السوريين في الداخل نصب عينيها؛ لأن النازحين في الداخل يعانون ويلات الحرب، بالإضافة إلى نقص المواد الغذائية فهم أشد حاجة لأنهم محاصرون في الداخل ولا يستطيعون الوصول إلى الأماكن التي يوجد بها إغاثات، فنحن نحرص على أن يكون أكبر نسبة من مشروعنا الإفطاري في رمضان بالداخل السوري.
وما آلية التوزيع؟
– ستكون آلية التوزيع عبر جهات لدينا شراكة واتفاقيات معهم، وقد تم الاتفاق على خريطة جغرافية توزع فيها تلك المساعدات على حسب الأولويات، فكل جمعية لدينا اتفاق معها تقوم بعمل خريطة ودراسة عن الأماكن التي تعاني نقصاً شديداً في الخدمات، ومن ثم يتم العمل وفقاً لتلك الخريطة.
وماذا عن المشروعات التنموية هناك؟
– لدينا العديد من المشاريع التنموية المميزة في الداخل السوري، مثل المخابز والسوبر ماركت، بالإضافة إلى مشاريع مشاغل الخياطة والتي يوجد بها أكثر من 100 متدربة سورية ومشروع الأرانب.. وغيرها بالإضافة إلى المشاريع التنموية الأخرى بالمدارس التعليمية والتي تستهدف جانبان؛ الأول هو تعليم الطلاب حيث يوجد في تلك المدارس أكثر من 2000 طالب، بالإضافة إلى تعيين معلمين ومعلمات مما يساهم في تشغيل الأيدي العاملة السورية ومساعداتها على عمليات الكسب، ونحن نحرص على أن يكون لدينا تنوع في المشاريع التنموية والتي غطت أكثر من 90% من سورية، لكن بعض هذه المشاريع أصبح يعاني الآن بسبب نقص في المواد الأساسية التي يمكن من خلالها تشغيل تلك المشاريع، لذلك فتلك المشاريع تحتاج إلى دعم حقيقي لاستمراريتها خصوصاً وأن تلك المشاريع نقوم فيها بتشغيل الأيدي العاملة السورية.