ساهم إعدام السلطات السعودية، رجل الدين الشيعي ” نمر باقر النمر” ، وما أعقبه من إضرام النار بسفارة السعودية في العاصمة الإيرانية “طهران”، وقنصليتها في مشهد، إلى رفع حدة التوتر في العلاقات، التي كانت تشهد تذبذبات خلال السنوات السابقة، بين الرياض وطهران.
ومنذ تأسيس الحكومة المذهبية في إيران عقب الثورة التي جرت عام 1979، اعتبرت السلطات السعودية، هذه الحكومة، منافسة جديدة لها في المنطقة، واستمرت العلاقات الثنائية بين البلدين، منذ ذلك الحين على هذا الأساس.
تطور العلاقات الحافلة بالتوترات بين إيران والسعودية
1. في عام 1988، تمّ احتلال السفارة السعودية بالعاصمة الإيرانية “طهران”، وقتل أحد الدبلوماسيين السعوديين فيها، الأمر الذي أدّى إلى إعلان الرياض، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، واستمرت هذه القطيعة حتّى عام 1991
2. أدّى تسليم الولايات المتحدة الأمريكية، إدارة العراق في عام 2003، إلى الجماعات الشيعية الموالية للإيرانيين، إلى زيادة المخاوف الأمنية للسعوديين
3. تمّ تفسير التفوق النفسي والسياسي النسبي، الذي حققه حزب الله اللبناني المدعوم من قِبل الإيرانيين، على إسرائيل، في حرب عام 2006، على أنه صعود الجيوسياسية الشيعية في المنطقة.
4. تعاظم النفوذ الإيراني في العراق عام 2007، إضافة إلى زيادة المطالب السياسية للأقليات الشيعية في دول الخليج العربي، أدّى إلى إحداث قلق لدى حكومات دول المنطقة.
5. رفعت السعودية من حجم ضغوطها على الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008، وذلك بداعي أنّ الإدارة الأمريكية، ساهمت في خلق مساحة للنفوذ الإيراني في العراق.
6. أرسلت السعودية عام 2011، وحدات عسكرية لإخماد المظاهرات التي نظمتها حركات شيعية مدعومة إيرانيًا في البحرين.
7. في عام 2011، تمّ اعتقال شخصين يحملان الجنسية الإيرانية، عقب محاولتهما اغتيال السفير السعودي السابق لدى واشنطن، وزير الخارجية الحالي، عادل الجبير.
8. قامت القيادة الإيرانية وحزب الله اللبناني، بدعم النظام في الحرب السورية التي بدأت 2011، حيث تدخلا بشكل فعلي في هذا الصراع، من خلال إرسال قوات مقاتلة إلى جانب النظام، فيما تبنّت المملكة موقفًا داعمًا للمعارضة.
9. سيطر الحوثيون المدعومون من طهران عام 2015، على أجزاء واسعة في اليمن، ولجأ الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إثر ذلك إلى السعودية، حيث بدأت قوات التحالف العربي، الذي تشكل لاحقًا بقيادة المملكة، بقصف مواقع الحوثيين في اليمن.
10. توصلت إيران خلال يوليو 2015، إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، مع دول (5+1) المتمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وكانت هذه الاتفاقية بمثابة إشارة لتحسن العلاقات الإيرانية مع الغرب، الأمر الذي أدّى إلى خلق تخوفات لدى المملكة وعدد من الدول الخليجية، من الامتداد الإيراني وتوسعه في المنطقة.
11. اتهمت إيران، السعودية بالإهمال وإخفاء العدد الحقيقي لضحايا الازدحام الذي حصل في موسم الحج الماضي في مِنى، والذي تسبب بمقتل أعداد كبيرة من الحجاج، بينهم مئات الإيرانيين.
12. عقد الطرفان الإيراني والسعودي خلال ديسمبر المنصرم، اجتماعًا على مستوى نوّاب وزراء الخارجية، لتقييم العلاقات الثنائية بينهما.
13. أعدمت السلطات السعودية مطلع الشهر الجاري، 47 محكوما بينهم رجل الدّين الشيعي نمر باقر النمر، وعبّر الشارع الإيراني عن سخطه، بإحراق السفارة السعودية في طهران، وقنصليتها في مشهد، الأمر الذي دفع المملكة إلى إعلان السفير الإيراني لدى الرياض، شخصًا غير مرغوب فيه.