قاربت “عاصفة الحزم” على بلوغ السنة والنصف سنة منذ انطلاقتها في ردع الحوثيين، وإعادة الشرعية المخطوفة إلى أهلها، وقمع التمرد الذي يشكل خطراً على اليمنيين، وعلى دول الخليج؛ إذ إن إيران تهدف للسيطرة على اليمن من خلال الحوثيين.
طوال هذه المدة والحرب كر وفر بين المتمردين ودول التحالف، والعلامة البارزة في هذه الحرب هم جنودنا الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم، وقدموا أرواحهم في حماية المسلمين من هذه الفئة العدوانية.
هؤلاء الأبطال مع مرور هذا الوقت – والله أعلم كم ستستمر الحرب – نسيهم الإعلام، فالقنوات مشغولة بمسلسلاتها وإعلاناتها التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وكذا انشغل المجتمع بالسياحة، والمهرجانات ومطاردة فعاليات الإجازات.. وحدهم جنودنا مرابطون على الثغور في الحر والبرد، لا فرق عندهم بين شتاء وصيف، وإجازة ودوام.
صحيح أنهم يؤدون عملهم المطلوب منهم، لكن هم يحتاجون الدعم المادي لهم ولأسرهم، والدعم المعنوي الذي لا يقل عن الدعم المادي.
غريب أمر “بنوكنا” لا تزال مصرة على بخلها، وتقف متفرجة، دون أن تقدم مبادرة أو مساعدة ولو على استحياء، ألا يمكنها إسقاط قروض المرابطين، أو حتى ربعها، أو عشرها.. حتى “الاتصالات” هي الأخرى لمَ لا تتبنى إسقاط الفواتير، وإعفاء المرابطين من رسوم خدماتها، وكذا الكهرباء تستطيع القيام بذات الخدمة، وكذا رجال الأعمال وأصحاب الشقق يستطيعون المساهمة في دعم أبطالنا سواء بخفض الإيجارات وغيرها.
في “تويتر” ينشط المغردون بين فينة وأخرى بالمطالبة بمبادرات من قبل المؤسسات والشركات وما أكثرها، فالأستاذ خالد العلكمي اقترح مبادرة “صندوق المرابطين”، فمنه تسدد التنمية الاجتماعية الالتزامات المالية التي تتعلق بالمرابطين من إيجارات، وفواتير خدمات، ومتطلبات عوائلهم، على أن تموله وزارة المالية.
وأقل جهد يعمله كل فرد منا، ألا ننساهم من الدعاء، فرب دعوة جلبت لهم ولقائلها الخير، ودفعت عنهم وعن صاحبها السوء.
أكبر عامل مسلٍّ لجنودنا، ويزيد من عزمهم ويقوي عزائمهم؛ هو فضل الرباط والاستشهاد، قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾. وقال صلى الله عليه وسلم: “رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها”، وقال: “كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمي له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمن من فتنة القبر”.
* قفلة
في عالم النجاح، لا تيأس من السير في طريق الحق الذي تسلكه، مهما قل عدد سالكيه، ومهما ندر من يدعمك ويشجعك!