أقدم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومستشاروه على ارتكاب جريمة وطنية جديدة، أضيفت إلى سجلّهم الإجرامي السياسي والوطني.
فبعد جرائم الاعتراف بالاحتلال الصهيوني، والتنسيق الأمني، وإسقاط حق العودة، وضرب المقاومة، وحصار قطاع غزة، ورفض الاعتراف بنتائج الانتخابات، ارتكب محمود عباس ومن معه جريمة جديدة على مستوى الوطن، وهي إثارة النعرات الطائفية في فلسطين، والتهجم على المسيحيين والتلاعب بمشاعرهم.
فقد أصدر عباس مرسوماً قبل شهر حدّد فيه عدد مقاعد المسيحيين في المجالس البلدية لعدد من القرى والبلدات التي يعيش فيها مسيحيون فلسطينيون منذ مئات السنين.
ثم قام جبريل الرجوب، عضو اللجنة المركزية في حركة “فتح”، بالتهجم على المسيحيين؛ لأنهم عادة يعطون أصواتهم لحركة “حماس”، ووصفهم بأنهم “جماعة ميري كريسماس”.
وجاءت تصريحات ومواقف عباس، والرجوب لتظهر حجم تخبّط حركة “فتح” وسلطة عباس من إمكانية فوز “حماس” في الانتخابات البلدية، ولتؤكد نيّة هذه السلطة استخدام كل الأسلحة لقمع الخصوم وترهيب المجتمع، ولو وصل الأمر حدّ إهانة شريحة من شرائح المجتمع واللعب على الوتر الطائفي.
ولقيت تصريحات الرجوب استنكاراً واسعاً من جميع القوى والشخصيات والمسلمين والمسيحيين.
فقد أدانت حركة “حماس” تصريحات جبريل الرجوب التي أساء فيها لأبناء الطائفة المسحية كذلك للدين الإسلامي وقيم شعبنا وأخلاقه، مشددة على رفض هذه التصريحات التي وصفتها بـ”المسيئة لديننا ولشعبنا وتاريخنا”.
وقالت “حماس”: نرفض أن يتم وصف أبناء الطائفة المسحية من أبناء شعبنا بجماعة “ميري كريسماس”؛ فهم مواطنون فلسطينيون لهم كامل حقوق المواطنة، ولا يجوز التفرقة على أساس العرق أو الدين أو الجنس.
وأبدت اعتزازها بإعطاء أبناء شعبنا من الطائفة المسيحية وغيرها أصواتهم لتيار المقاومة، مشددة على أن أبسط معايير الديمقراطية هي الإيمان بحقوق الجميع أن يعطوا أصواتهم ويعقدوا تحالفاتهم بالشكل الذي يريدون.
واستنكر المطران عطا الله حنّا تصريحات الرجوب التي لا تسيء فقط للمسيحيين الفلسطينيين بل إلى كل الشعب الفلسطيني الذي تميّز دوماً بوحدة أبنائه، فضلاً عن أن هذه التصريحات غريبة عن ثقافتنا الوطنية.
وأضاف: نودّ أن نقول لهذا السياسي الفلسطيني: إن المسيحيين الفلسطينيين ليسوا جماعة ميري كريسماس، بل هم أبناء الكنيسة المسيحية الأولى التي انطلقت رسالتها من فلسطين، ونحن نفتخر بانتمائنا للمسيحية الشرقية الأصيلة التي بزغ نورها في هذه الأرض المقدسة، وأقول لمن يجب أن يسمع ويعرف: إن المسيحيين الفلسطينيين ليسوا بضاعة مستوردة من الغرب، ولم يؤتَ بهم من هنا أو من هناك.
ونجح عباس وفريقه في إدخال الفلسطينيين في أزمة جديدة، وأثبتوا مرة أخرى أنهم يديرون مزرعة سياسية، ولا يديرون سلطة وطنية؛ وبالتالي فإن هذه المواقف هي تعبير عن تصرّف محموم لتعويم السلطة وحركة “فتح”، في الانتخابات البلدية القادمة، وإفشال الخصوم عبر الضغط على المسيحيين.