– الشهاب: طرح “طفلي مستقبلي” يوافق رؤية وإستراتيجيات وزارة التربية
– العازمي: ربط المنتج التعليمي بآليات سوق العمل وبما يخدم خطط التنمية
عقدت أمانة العمل الاجتماعي قطاع الثقافة والدعوة – فرع الأندلس نساء في جمعية الإصلاح الاجتماعي، صباح اليوم الثلاثاء، مؤتمراً صحفياً للإعلان عن فعاليات المؤتمر السنوي الخامس “طفلي مسؤوليتي”، تحت شعار “أسلوب تعليم البيداغوجيا”، برعاية محافظ الفروانية الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح.
ويهدف المؤتمر، بحسب القائمين عليه، الذي سيعقد على مدار يومي 13 و14 مارس الجاري، بمقر الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، إلى تسليط الضوء على المجتمع التعليمي بالتعليم الممتع التشاركي، وعرض التجارب الناجحة التطويرية التي تقدم رؤية حديثة تشمل مناهج ووسائل في التعليم الممتع التشاركي، وتوفير فرص التعليم المتطور في بيئة تعليمية مناسبة في ضوء التعليم الممتع، المساهمة في نشر الوعي لتحسين الأداء وزيادة فاعلية التطوير التعليمية، والمساهمة في تشجيع الإبداع والابتكار وتنمية المهارات والقدرات التعليمية.
من جانبها، افتتحت رئيسة وحدة الأندلس لقطاع الثقافة والدعوة بأمانة العمل النسائي السيدة إقبال الشهاب المؤتمر مرحبة بالحضور المشاركين، مشيرة إلى أن هذا المؤتمر يأتي في ظل تسارع الأحداث في العالم وبالأخص في منطقتنا العربية، سواء أكانت هذه الأحداث سياسية أو علمية أو اجتماعية أو قيمية، مما يستدعي وضع الأطر والإستراتيجيات والرؤى اللازمة لجعلها سياجاً قوياً ومتيناً يحتمي فيه أطفالنا من تلك المتغيرات، وبالشكل الإيجابي الذي يكفل لهم مستقبلاً أفضل آمناً وحياة أرحب كريمة.
وطرحت الشهاب المحاور التي سيتم مناقشتها خلال فعاليات المؤتمر والتي تعتمد قضية الأطفال محورها الرئيسي ووضع رؤى وتصور جديد يناسب طبيعة المرحلة من جهة، ومن جهة أخرى يوافق ويخدم تلك السياسات والاستراتيجيات والمناهج التعليمية الجديدة التي تتبناها وزارة التربية الكويتية، مستهدفين من وراء ذلك الاقتراب أكثر من هذه القضية المحورية المتعلقة بأطفالنا، وهي قضية التعليم كونه يمثل البناء الحقيقي لطفل المستقبل الذي ننشده كأسرة وتنشده الدولة الرسمية.
وأوضحت الشهاب في معرض حديثها بأن أطفالنا كانوا ولايزالون محور اهتمامنا، بل إنهم يشغلون الحيز الأكبر من حياتنا وجل اهتماماتنا وخاصة في مجتمعاتنا العربية، مرجعة هذا الاهتمام إلى كون الطفل هو الثروة الحقيقية للمجتمعات الساعية لبناء نهضة مستقبلية تقوم على أسس ودعائم قوية ومتينة، مشيرة إلى أن كلمات صاحب السمو أمير البلاد لا تخلو أبداً من تسليط الضوء على ضرورة الاعتناء بالعنصر البشري، وتوجيه وتسخير كافة الإمكانيات المتاحة من أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع المدني لدعم وتطوير منظومة بناء الإنسان الكويتي، كونه هو الثروة الحقيقية والأهم، وأن الاستثمار في العنصر البشري هو الاستثمار الرابح والأفضل بلا شك.
كما نوهت إلى أن المؤتمر الأول لـ”طفلي مستقبلي” بدأ كنبتة صغيرة أخذت في النمو بعدما منحناها الرعاية عاماً تلو العام حتى أتت ثمارها على كافة الأصعدة والمستويات الأهلية والرسمية.
من جانبها، أكدت رئيسة اللجنة العليا للمؤتمر د. عائشة العازمي أن المؤتمر يتبنى طرحاً وطنياً يهدف إلى المساهمة في خلق جيل واعٍ ومبدع من الأطفال، يكون قادراً على مواكبة التطورات المختلفة والمستحدثة في ظل تحديات عديدة يحملها الحاضر والمستقبل، مبينة بأن ذلك يتطلب مراعاة العامل الحاسم الذي يحدد قوة أي أمة أو مجتمع، وهو مقدار ومستوى تنمية الموارد البشرية لديها، حيث إن مؤسسات التعليم هي وعاء صناعة البشر الذين يمثلون الثروة التي لا تضاهيها أي ثروة أخرى، مفسرة بذلك سر عودة المؤتمر بفكر جديد وطرح مختلف لمفاهيم أصبحت من الماضي، وذلك من خلال تسليط الضوء على جانب مهم وجديد في العملية التعليمية والمتعلقة بأطفالنا ومستقبلهم، فمنذ ظهور علوم التربية والبحث متواصل من أجل عقلنة وترشيد العملية التعليمية، والتي استفادت مما وصلت إليه الدراسات والأبحاث في عدد من فروع علوم التربية، خاصة ما يتصل منها بشكل مباشر بالفعل التعليمي وبشروط إنجازه كما خلصت النظريات العلمية الحديثة.
واستطردت في توضيحها بأن التربية والتعليم في العصر الحديث لم يعودا كما كانا في الماضي، بل تطورت المفاهيم ونتج عن ذلك نظريات جديدة ترسم خريطة ذهنية واضحة للمنتج التعليمي، تلتزم فيه الوزارات والهيئات المعنية بضرورة ربط المنتج التعليمي بآليات سوق العمل الآنية والمستقبلية، وبما يخدم خطط التنمية الحكومية ويسهم في تنفيذها بالشكل المطلوب، موضحة بأن هذا ما حدا بالمتخصصين والمشتغلين في الحقل التربوي والتعليمي إلى طرح تلك الأساليب القديمة جانباً، والمتمثلة في التلقين والتسميع للدروس وقياس ذكاء طلابنا بهذا الأسلوب الجامد، لتبني سياسات ونظريات تربوية وتعليمية جديدة ، تتحول من خلالها العملية التعليمية داخل الصف وخارجه إلى نشاط ومشروع له أهداف ونتائج محددة تخضع للقياس والتقنين، وذلك من خلال تقنيات تسهم في تحويل الجانب النظري إلى واقع عملي ملموس، بما يسهم بشكل كبير وفعال في تحقيق أهداف العملية التعليمية المنشودة.
وشددت العازمي في ختام حديثها على أن إيماننا الراسخ بالقيم والمبادئ التي نشأنا عليها وتمثل لنا نحن الكويتيين نبراساً نهتدي به في طريق حياتنا، والتي أيضاً باتت تشكل وجداناً وروحاً نستقي منها تلك المعاني والأهداف النبيلة، للمساهمة في تقديم كل ما من شأنه أن يشكل لبنة في بناء هذا الوطن، جعلنا نقرر تحمل المسؤولية الأخلاقية تجاه مجتمعنا ووطننا من خلال عقد هذا المؤتمر السنوي الدوري الخاص بالأطفال، الذي ألقى على عاتقنا مزيداً من المسؤولية في تقديم وطرح قضايا تعنى في المقام الأول بالقيم والمبادئ والهوية الكويتية، مؤكدة أن استحضار هذه المعاني ونحن نربي جيلاً من أطفالنا غاية في الأهمية، يستوجب أن يلمس أطفالنا وطلابنا من خلال علاقتنا بهم أننا نعطي هذا الجانب الأخلاقي أهمية خاصة، من خلال تجسيدها واقعاً عملياً يمارسونه في حياتهم اليومية، بما ينعكس إيجاباً على الواقع الأخلاقي والعلمي والتربوي في المجتمع الكويتي.