سبع سنوات ونصف السنة قضاها السوري حمزة عجوز (70 عاما)، في غياهب السجون السورية، دون توجيه أي تهم ضده، ذاق خلالها مختلف صنوف العذاب، وفقد خلالها خمسة من أصدقائه، وانقطعت صلته بالعالم الخارجي.
وفي حديثه لمراسل الأناضول، أشار عجوز لاعتقاله وتسعة آخرين، أول مرة، مطلع التسعينات، من قبل مسلحي منظمة “بي كا كا” الإرهابية في غابات جبال التركمان، الذين أنشأ الأسد الأب لهم معسكرا على حدود تركيا.
وأوضح أنهم احتجزوا عند المنظمة الإرهابية، مدة 25 يوما، تعرضوا خلالها للتعذيب، ثم أطلق سراحهم لتعتقلهم قوات النظام السوري في نفس اليوم، بإحدى مخافر الشرطة لمدة شهر، نقلوا بعدها إلى سجن صيدنايا سئ الصيت.
ويروي عجوز مشاهداته داخل السجن، الذي فقد فيه خمسة من أصدقائه التسعة، قائلاً “دخلنا السجن عشرة أشخاص، ووضعونا في غرفة تحت الأرض بعدة طوابق، مع عشرين شخصا، لا تعرف فيها التوقيت أو اليوم ولا ترى فيها أشعة الشمس، انقطعت أخبارنا عن العالم الخارجي، ولم تعرف زوجتي وولداي الاثنين شيئا عني”.
وأشار إلى تعرضهم للتعذيب والضرب والإهانة داخل السجن صبحا ومساءً، قائلاً: ” تسمع الصراخ والعويل من كل مكان، هناك صنوف مختلفة للتعذيب، دخلنا عشرة أشخاص خرج منا خمسة فقط بصحة جيدة، من يتعرض أثناء التعذيب للكسور في أضلاعه وجمجمته أو للجروح، لا يعالج، إما أن يشفى بنفسه أو أن يقتله المرض”.
وعند خروجه من السجن أحسّ عجوز بأنه ولد من جديد، قائلاً:”بعد سبع سنوات ونصف السنة خرجت من السجن، عندما التقيت بأسرتي، لا أستطيع أن أصف الفرحة التي غمرتني حينها”.
وأضاف “في الثورة السورية دخل الكثير الكثير إلى السجون، ونشرت صور تعذيبهم وتجويعهم، واليوم مازال هناك الكثير من المعتثلين، كان الله في عونهم، إن التفكير في وضعهم داخل السجون، يصيبني بعذاب شديد”