شيع آلاف المسلمين، أمس الأربعاء، جنازة الشيخ الإمام المحدث المحقق محمد يونس بن شبير أحمد بن شير علي الجَوْنْفوري السَّهَارَنْفوري، الذي وافته المنية الثلاثاء بمقر إقامته في الهند.
وتوفي الثلاثاء الشيخ المُحدِّث محمد يونس الجونفوري، أحد أبرز علماء الحديث في الهند، وشيخ الحديث في جامعة مظاهر العلوم بسهارتفور، عن عمر يناهز 83 عاماً.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو حضور جموع غفيرة في تشييع الشيخ إلى مثواه الأخير، وأصر طلابه على حمل جثمانه من المستشفى إلى جامعة مظاهر العلوم التي قضى جُلّ عمره فيها طالباً ومعلماً للحديث.
وُلد الشيخ رحمه الله في قرية كوريني قرب جَونفور، سنة 1355هـ، وبدأ طلب العلم وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وتخصص بعد ذلك في علم الحديث وأصبح أحد أبرز المتخصصين فيه، بل إن كبار شيوخه وأساتذته كانوا يرجعون إليه بعدما ظهر نبوغه وتميزه في تحقيق المسائل العلمية.
عمل أستاذاً في جامعة مظاهر العلوم بسهارنفور، وشرح صحيح البخاري، وصحيح مسلم وسنن أبي داود، والنسائي، وابن ماجه، والموطأ بروايتيه، وعدداً من كتب الفقه وأصوله.
وللشيخ رحمه الله رسائل وأبحاث عديدة، باللغة العربية والأردية، جمع كثيراً منها أحد تلامذته، وطبع منها 4 مجلدات باسم اليواقيت الغالية، كما جمع أصحاب الشيخ تقريراته الكثيرة على الكتب، وشُرع في طباعة شرح صحيح البخاري منها.
الشيخ رحمه الله كان كثيرا ما يثني على جدته التي أنشأته نشأة صالحة فإن والدته توفيت وهو ابن خمس سنين، وقد ابتلي الشيخ منذ صغره بأمراض كثيرة وقد نصحه بعض مشايخه بترك طلب العلم لكنه رحمه الله أصر حتى صار من كبار العلماء.
والشيخ رحمه الله يعد من العلماء العزاب فإنه لم يتزوج بسبب كثرة الأمراض التي ابتلي بها، ويعد الشيخ من أكثر علماء الأمة عناية بصحيح البخاري حفظاً له وضبطاً لأسانيده ومروياته
من المواقف التي تذكر عنه أنه ذهب لبيت شيخه العلامة زكريا الكاندهلوي ليخطبَ ابنتَه، فناوله شيخه صحيحَ البخاري، فأخذه وتفرغ له طيلةَ حياته ولم يتزوج! ولعل الشيخ محمد يونس الجونفوي كان مِن أعلم أهل الأرض بصحيح البخاري!