حددت صحيفة “إسرائيلية” 3 سيناريوهات متوقعة لمستقبل رئيس وزراء الاحتلال “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو، بعد الاشتباه فيه بالفساد.
ورأت صحيفة “الجروزاليم بوست” العبرية، في عددها الصادر اليوم الإثنين، أن السيناريو الأول الذي يفضله نتنياهو هو عدم الاضطرار للاستقالة، وفي الثاني يطلب الوزراء منه التنحي بعد توجيه لائحة اتهام ضده، ويتم التوجه إلى انتخابات مبكرة.
أما في السيناريو الثالث الذي وصفته بالأكثر واقعية؛ فإن مصير نتنياهو سيتحدد في ربيع العام المقبل 2018م.
وكانت الشرطة “الإسرائيلية” أبلغت محكمة الصلح في مدينة “ريشون لتسيون”، الخميس الماضي، “حول الاشتباه رسميًا بارتشاء نتنياهو وإساءته الأمانة”، لكنه لم يتقرر حتى الآن تقديم لائحة اتهام ضده.
وجاء هذا التطور قبل ساعات من إعلان النيابة العامة “الإسرائيلية” إبرام اتفاق مع المساعد السابق لنتنياهو آري هارو، باعتباره “شاهد ملك”، وعدم الدخول إلى السجن مقابل تقديم معلومات عن شبه الفساد التي تحقق بشأنها الشرطة مع نتنياهو منذ عدة أشهر.
وقالت “هيئة البث الإسرائيلية العامة”، اليوم الإثنين: إن هارو سيغادر اليوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية بموافقة الشرطة “الإسرائيلية”.
وأضافت: يتوقع أن تواصل الشرطة التحقيق معه لدى عودته، دون تحديد موعد رجوعه للبلاد.
ونقلت “المحطة الثانية في التلفاز الإسرائيلي”، مساء أمس، عن هارو قوله لمقربين منه: إنه لا يحاول اتهام رئيس الوزراء بهدف التملص من العقاب في قضية الفساد التي هو شخصيا متورط فيها.
وفي ظل هذه التطورات، رسمت صحيفة “الجروزاليم بوست” هذه السيناريوهات الثلاثة لمصير نتنياهو في هذه القضية.
السيناريو الأول:
بموجب السيناريو الأول، والمفضل لنتنياهو، ستحتاج الشرطة إلى وقت للتحقيق في الإثباتات الجديدة التي ستحصل عليها من هارو، بما يشمل التوجه إلى الولايات المتحدة والتحقيق مع أثرياء مشتبهين بتقديم المنافع لنتنياهو.
وقالت: في هذا السيناريو، فإن الشرطة لا تتمكن من التوصية بتقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو بحلول نهاية العام.
وأضافت: إذا ما جاءت هذه التوصية في مطلع عام 2018م، فسيخضع نتنياهو لجلسات استماع تستغرق وقتاً طويلاً، وقد لا يقرر المستشار القانوني للحكومة أفيخاي ماندلبليت ما إذا كان سيوجه الاتهام إلى نتنياهو إلى ما بعد التاريخ السحري في 23 سبتمبر المقبل، عندما سيكسر نتنياهو الفترة الزمنية التي بقي فيها ديفيد بن جوريون رئيساً للوزراء في “إسرائيل”.
وتابعت: مع مرور هذا التاريخ، وقبول الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نصيحته بمنع إيران من حيازة الأسلحة النووية، فعندها قد يكون نتنياهو قادراً حتى على التفاوض على صفقة لإسقاط الاتهامات ضده مقابل تركه للسياسة.
واستدركت: ويمكن حتى تبرئته أيضاً.
السيناريو الثاني:
وذكرت الصحيفة أن السيناريو الثاني هو أن تحصل الشرطة على معلومات قيمة من هارو، وتقرر على ضوء ذلك تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو الشهر المقبل.
وقالت: يمكن أن تكون الأدلة ضارة جداً بحيث يطلب شركاء الائتلاف من نتنياهو الرحيل، ويجري تصويت ثقة على الحكومة في نوفمبر المقبل بعد عودة “الكنيست” من عطلته الصيفية ويساعد أحد أطراف الائتلاف الحكومي في إسقاط الحكومة من خلال التصويت ضدها.
وأضافت: في هذا السيناريو، من غير المرجح أن يتمكن عضو آخر من أعضاء “الكنيست” من تشكيل حكومة، لذلك ستتم الدعوة إلى انتخابات عامة، وسيسعى أحد قادة الليكود إلى استبدال نتنياهو في رئاسة الحزب.
وتابعت: يمكن إدانة نتنياهو بنهاية العام، ولكن محاكمته ستستمر لفترة طويلة جداً.
السيناريو الثالث:
أما السيناريو الثالث الذي اعتبرته الصحيفة “أكثر واقعية”، مستندة إلى مراسلها للشؤون القانونية يونا جيرمي بوب، فيشير إلى أنه سيستغرق النائب العام “الإسرائيلي” فترة ثلاثة إلى ستة أشهر لاتخاذ قرار بناء على توصية من الشرطة بتوجيه الاتهام إلى نتنياهو.
وقالت: سربت مصادر في الشرطة أنه من المرجح أن تقدم توصيتها في أكتوبر أو نوفمبر، بعد انتهاء العطل اليهودية.
وأضافت: هذا يعني أن مصير نتنياهو سيتقرر في ربيع عام 2018م.
وتابعت: إذا ما قرر المستشار القضائي للحكومة أفيخاي ماندلبليت تبرئة نتنياهو، ستنتهي العملية القانونية هناك، وإذا ما قرر إدانته فإنه سيكثف العملية، وستترتب على ذلك تطورات سياسية، في إشارة إلى حدوث تغيير حكومي.
وأشارت إلى أنه طبقاً لهذا السيناريو، إذا ما قرر ماندلبليت أن نتنياهو يحتاج إلى المغادرة، فإن الانتخابات تصبح أكثر احتمالاً.
وقالت الصحيفة: عندها تصبح الانتخابات مرجحة في خريف عام 2018م، وتكون مكافحة الفساد قضية رئيسة في السباق الانتخابي.