«الإرهاب».. من المصطلحات التي أريد لها أن تظل فضفاضة وبها من الميوعة ما يسمح للمنظمات الدولية والدول الكبرى أن تستغله سياسياً في معاقبة من يخرج عن طوعها؛ فرغم قدم المصطلح فإن دلالته لا تزال غير جامعة ولا مانعة، كغيره من المصطلحات والمفاهيم.
ولعل الإسلام بمنظماته وأفراده أكثر من عانوا من هذا «التمييع»؛ حيث تم رفع سيف الاتهام بالإرهاب في وجوههم؛ وهو ما قيّد حركتهم وحدَّ من حريتهم، وقد تم اتهام أبرياء منهم به على أفعالٍ مختلَف في تكييفها؛ بل هي أقرب إلى كونها حريات شخصية، أو تدخلاً في إطار التحرر الوطني المعترف به دولياً، في حين يتم التغاضي عما هو واضح الدلالة الإرهابية وصريحها مما جيء به من غير المسلمين.
ولا شك أن سلاح المصطلحات في عصر العولمة أصبح من الأسلحة الفتاكة التي يحرص القوي على تطويعها والاحتفاظ لنفسه بمصانع إنتاجها بحيث يُخرج منها ما يحقق مخططاته بالقدر والكيفية التي يراها.
كل هذا يقتضي منا أن نعود إلى أدبيادتنا الإسلامية وشريعتنا الشاملة لنقدم بضاعتنا للناس وفق ما أراده الله رب العالمين؛ فنزاحم في صناعة الواقع، ونسعى لتكون لنا المبادرة والمبادأة وليس رد الفعل فقط، كل هذا انطلاقاً من يقيننا بأن هذا هو ما فيه إصلاح البشرية التي تنكّبت الطريق ببعدها عن هدي ربها وسُنة خالقها، لكن هذا يحتاج منا إلى رؤية واضحة وثقة جامحة ووسائل ناجحة.. فهل نحن فاعلون؟!