قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية إن بريطانيا تنساق وراء مستشارة الدولة (رئيسة الحكومة) في ميانمار أونغ سان سو تشي، دون أن تلتفت إلى “الانتهاكات الفظيعة” التي يرتكبها جيش ميانمار ضد مسلمي الروهنغيا في إقليم أراكان (راخين)، غربي البلاد.
وقال ديفيد ميفام مدير المنظمة في المملكة المتحدة، في بيان، أمس الأربعاء، إن “وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أشاد بـ “المهارات المميزة” لسو تشي في حل الأزمة، وذلك بعد أسبوعين من الإبلاغ عن مقتل المئات من مسلمي الروهنغيا وحرق منازلهم ونزوح الآلاف بسبب وحشية الجيش في ميانمار”.
وأضاف البيان أنه في وجه تلك التطورات المرعبة “لم تنطق سو تشي بكلمة إدانة”.
وأوضح أن “سو تشي في المقابل تحدثت بشكل غير مسؤول”، قائلة إن “جماعات المساعدات الدولية تدعم الإرهاب”.
وأشار ميفام إلى أن “سمعة سو تشي تلطخت، ومن غير المعقول أن تستمر المملكة المتحدة في الانسياق وراءها”.
ولفت أن الحكومة البريطانية بحاجة إلى التعامل مع الوضع الإنساني على الأرض سواء في بنغلاديش (التي فر إليها النازحون) أو داخل البلاد.
وأضاف أنه “يتعين عليها أيضًا الضغط على حكومة ميانمار من أجل السماح بتحقيق دولي في العديد من “الانتهاكات الفظيعة لمحاسبة المسؤولين عنها”.
ونوّه إلى أنه ينبغي أيضًا على بريطانيا والمجتمع الدولي الضغط على ميانمار من أجل معالجة أسباب الأزمة ومنح المواطنة لنحو مليون من مسلمي الروهنغيا الذين يعيشون في البلاد منذ أجيال.
ومنذ 25 أغسطس/ آب المنصرم، يرتكب جيش ميانمار إبادة جماعية ضد مسلمي الروهنغيا في “أراكان”.
ولا تتوفر إحصائية واضحة بشأن ضحايا الاعتداءات على المسلمين في ميانمار، لكن المجلس الأوروبي للروهنغيا أعلن، في 28 أغسطس/آب الماضي، مقتل ما بين ألفين إلى 3 آلاف مسلم في هجمات جيش ميانمار بأراكان خلال 3 أيام فقط.
فيما أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ارتفاع عدد مسلمي أراكان الذين وصلوا إلى بنغلاديش هربًا من الهجمات التي يشنها الجيش والقوميون البوذيون في أراكان، إلى 146 ألفًا.