ذكر تقرير جديد صادر عن لجنة حكومية بريطانية، اليوم الخميس، أن الشباب المسلم في المملكة المتحدة يواجه تحديات اجتماعية “هائلة” سواء أثناء الدراسة أو في أماكن العمل، وذلك في ظل بعض حالات التمييز.
وأفاد التقرير الصادر عن لجنة الحراك الاجتماعي اليوم بأن “المسلمين الشباب الذين يعيشون في المملكة المتحدة، يواجهون تحديات هائلة فيما يتعلق بالحراك الاجتماعي في كل مرحلة من حياتهم”.
ويكشف التقرير عن بعض “العوائق الكبيرة التي تحول دون تحسين الحراك الاجتماعي (أمام الشباب المسلم) من المدرسة إلى الجامعة وصولاً إلى مكان العمل”.
ولفت أن العديد من المسلمين يبلغون باستمرار عن حالات من “الإسلاموفوبيا والتمييز والعنصرية”.
ووجد المشاركون في البحث الذي أجرته جامعة “شيفيلد هالام” أنه رغم الالتزام بأخلاقايات العمل والمرونة العالية والنجاح في المدرسة وخارجها، يرى الكثير من المسلمين الشباب أن عليهم بذل عشرة أضعاف ما يبذله أقرانهم من غير المسلمين للحصول على نفس الفرص بسبب الاختلافات الثقافية ومختلف اشكال التمييز”.
وبحسب التقرير، هناك واحد من كل خمسة (19.8%) من المسلمين في إنكلترا وويلز يعملون بدوام كامل، مقارنة بواحد من كل ثلاثة بالنسبة لبقية البريطانيين، ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و74 عامًا.
وبالنسبة للنساء المسلمات في بريطانيا، أشار التقرير إلى أن احتمالات عدم نشاطهن اقتصاديا تزداد بثلاثة أضعاف.
كما أن 6% فقط من المسلمين في “مهن إدارية عليا”، مقارنة بـ 10% من مجموع السكان، بحسب المصدر نفسه.
وأضاف التقرير أن “أكثر من نصف السكان المسلمين (46 %) يعيشون في 10% من مناطق السلطة المحلية الأكثر حرمانا”.
وأوضح أن “انعكاسات هذه المعطيات الجديدة تلقي بظلالها على الشباب المسلم المتواجد في المجتمع البريطاني، لاسيما فيما يتعلق بالحصول على الموارد والالتحاق بالمدارس والتقدم في التعليم العالي وتوافر الوظائف، بما في ذلك الوظائف على مستويات الدراسات العليا أو المستويات الإدارية”.
وقالت البروفيسور جاكلين ستيفنسون، مديرة البحث إن ” المسلمون يستبعدون أو يتعرضون للتمييز أو الفشل، وذلك في جميع مراحل انتقالهم من التعليم إلى العمل”.
وفي السياق نفسه، قال ألان ميلبورن، رئيس لجنة الحراك الاجتماعي إن “هذا التقرير يرسم صورة مقلقة للتحديات التي يواجهونها عند محاولتهم إحراز تقدم اجتماعي خلال مسيرتهم”.
وأضاف أن “الشباب المسلمون أنفسهم يسلطون الضوء على حواجز ثقافية في مجتمعاتهم، وعلى تمييز في نظام التعليم أو سوق العمل، باعتبارها بعض العقبات الرئيسية التي تواجههم”.
وهناك حوالي 3 ملايين مسلم يعيشون في المملكة المتحدة.
وقد شهدت الإسلاموفوبيا والتمييز ارتفاعا كبيرا في أعقاب هجمات مانشستر ولندن أوائل العام الجاري.