في سبتمبر الماضي، خسر الاقتصاد الأمريكي آلاف الوظائف – حوالي 33 ألف وظيفة – للمرة الأولى منذ سبع سنوات، وهذا انحدار ملحوظ بعد أشهر وسنوات من خلق فرص عمل ثابتة، ففي أغسطس الماضي، على سبيل المثال، أضاف الاقتصاد 237 ألف وظيفة، وهذه الأرقام يتم تعديلها موسمياً، لذلك فإنها بالفعل تؤثر في أنماط التوظيف العادية التي تتغير من الصيف إلى الخريف، (وهذا يشمل أشياء مثل المنتجعات الصيفية التي تجعل العاملين يرحلون في الخريف)، ولا يتم حساب الطقس القاسي بتلك الطريقة.
ويبدو أن الاقتصاديين يوافقون على أن الأعاصير هي السبب إلى حد كبير في فقدان تلك الوظائف في الشهر الماضي؛ وذلك لأن معظم ما حدث كان في الصناعات فائقة الحساسية للطقس مثل: التجزئة، والترفيه، والضيافة.
وتظهر إحصاءات وزارة العمل الصادرة يوم الجمعة انخفاضاً بنسبة 8% في وظائف الترفيه والضيافة في سبتمبر مقارنة مع أغسطس.
وتعتمد المطاعم والفنادق اعتماداً كبيراً على العملاء الذين يزورون منشآتهم، وإذا كان العملاء في جميع أنحاء المدينة محاصرين في منازلهم التي غمرت فمن يدفع، ومن ثم تبدأ الشركات في فقدان مال كثير، وعلاوة على ذلك، تضرر العديد من الفنادق والمطاعم في ولاية فلوريدا وتكساس أيضاً، وربما أغلقت مؤقتاً، كل هذا يجعل من المستبعد جداً أنها سوف توسع التوظيف خلال ذلك الوقت.
ومن السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت معظم هذه الوظائف قد فقدت في ولاية فلوريدا وتكساس، كما يقول جد كولكو، كبير الاقتصاديين لمحرك البحث عن وظيفة “Indeed”، لكنه يشير إلى علامة أخرى على أن الأعاصير تضر بسوق العمل: وهي الارتفاع الكبير في نسبة العمال الذين قالوا: إنهم يعملون أقل أو لا يعملون على الإطلاق بسبب الطقس، وقال ما يقرب من 3% من العمال: إن هذه هي الحال في سبتمبر، وهذا لا يبدو صحيحاً بشكل كبير، ولكن يظهر كيف نقارن الوضع بالأشهر الماضية.
ولا يبدو أن الاقتصاديين يشعرون بالانزعاج الشديد إزاء الانخفاض المفاجئ في خلق فرص العمل، ويتوقعون أن يبدأ التوظيف في المطاعم والفنادق في الانتعاش مجدداً في أكتوبر عندما تتعافى تكساس وفلوريدا من العواصف.
وفي الصناعات الأخرى، لا يزال أصحاب العمل يخلقون وظائف جديدة.
وقد أجرى جوناثان رايت، وهو خبير اقتصادي في بروكينجز، تحليلاً لأرقام الوظائف لمحاولة تحديد عدد الخسائر في الوظائف المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالطقس، وخلص إلى أن حوالى 100 ألف وظيفة فقدت في الولايات المتحدة بسبب العواصف، ولولا الطقس فإن الاقتصاد كان سيضيف حوالي 67 ألف وظيفة في سبتمبر.
ولا يزال هذا العدد منخفضاً جداً بالمقارنة بعد زيادة 237 ألف وظيفة جديدة تم إنشاؤها في أغسطس، ولكن لا يبدو أن الأعاصير قد ألحقت أضراراً دائمة بسوق العمل، وبعد كل شيء، انخفض معدل البطالة قليلاً في سبتمبر – من 4.4% إلى 4.2%، وهذا هو أقل مما كان عليه منذ عام 2001.
www.vox.com