وجه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عدة رسائل إلى العلماء والشعوب والحكومات والنخب، “تؤكد حق الشعوب في الحرية والكرامة والمشاركة السياسية وتنمية الأوطان، وتدعو الحكومات إلى المصالحة مع شعوبها والنأي عن سياسات الإبعاد والتهميش، وإطلاق سراح كل المظلومين”.
جاء ذلك في البيان الختامي لمجلس أمناء الاتحاد في دورته الرابعة 2014-2018 الذي انطلقت فعاليته السبت الماضي بالعاصمة التركية إسطنبول، واختتم أعماله أمس الإثنين.
كما وجه البيان الختامي للاتحاد رسالة للعلماء لتأكيد مسؤوليتهم في “البيان العلمي الشرعي والفتوى الصحيحة والإرشاد إلى الخير والنفع، والحفاظ على ثوابت الإسلام العقدية والشرعية والأخلاقية والحضارية والإسهام في بناء الأوطان وتوحيد الأمة والنهوض الحضاري وإقامة العدل والحق، وتعظيم حرمة الدماء والأعراض والأموال والعمل على تجنب أسباب الفرقة الدينية والوطنية والإنسانية وترسيخ قيم التعاون والانفتاح وتعزيز المشترك لما فيه مصالح الشعوب والدول والأمم”.
كما دعا الاتحاد جميع مكونات الأمة إلى بذل أقصى الجهود المادية والمعنوية في نصرة قضاياها وأولوياتها وعلى رأس ذلك قضية فلسطين المحتلة والقدس السليب، والتصدي لتهويد القدس والاستيطان والتهجير القسري والتنكيل بالأحرار من سجون الاحتلال في ظل مخالفات صريحة للشرائع السماوية والمعاهدات الدولية، وكذلك التصدي لما يتعرض له شعب الروهنجيا من قتل وتشريد.
القرضاوي: الأمة تحتاج لإعادة تأهيل
من جهته قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي في الجلسة الختامية إن الأمة الإسلامية تحتاج إلى “إعادة تأهيل لتحرير الأوطان”.
وأوضح أن ما جرى في “الربيع العربي أحبطه الغرب الذي يدير المنطقة حاليًا ويثير فيها القلاقل”.
وقال القرضاوي: “نريد أن نجعل الأمة الإسلامية أمة عاملة لنفسها ولمن حولها، الغرب يحكم من وراء ستار، ويحاول القضاء على الثورات العربية في سوريا، واليمن، ويكيد لهم المكائد ليذهب بما تبقى منهم”.
وثيقة العلماء في ثوابت الإسلام
من جانبه، قال علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن الأمة الإسلامية مرت بأزمات كبيرة، ومؤامرات كادت أن تودي بها، ومع ذلك خرجت الأمة قوية من خلال جهود العلماء، والمدارس الإسلامية التي خرّجت العلماء الذين التفوا حول القادة.
وأوضح، خلال كلمته بالمؤتمر، أن واجبنا هو “إعادة الأخوة إلى هذه الأمة، وترتيب البيت الإسلامي”. مشيرًا إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وضع وثيقة علمية تتضمن ثوابت الإسلام التي لا يجوز مخالفتها لأنه يُراد النيل من الإسلام”.
وتابع: “سيتم تعميمها وتوزيعها (الوثيقة العلمية) لتكون من أهم الوثائق التي أصدرها الاتحاد، الوثيقة أطلقنا عليها (وثيقة العلماء في ثوابت الإسلام)، وناقشناها خلال ورش عمل مطولة”، من دون تفاصيل إضافية حول فحواها.
بدوره، قال محمد توفيق، رئيس بلدية إسنلر (شمال شرق) بإسطنبول، إن “الحروب الباردة مستمرة حتى اليوم على الرغم من دخولنا في القرن الحادي والعشرين، والعالم يعاني من أزمات كبيرة، لم تعد هناك أي دولة إسلامية سعيدة ومستقرة”.
وأضاف: “هناك نقاشات عقدية بين صفوف المسلمين أنفسهم، ونأمل أن يكون لاتحاد العلماء المسلمين دور في حل هذه المسائل، ونريد أن يأخذ العلماء الأمة إلى طريق الحق وطريق العدل، فالشيوخ والعلماء دورهم تعليم المسلمين التعليم الصحيح”.
صبري: الأقصى في خطر
من جهته، قال الشيخ عكرمة صبري، المفتي السابق للقدس في كلمته: “نحن في وقت أحوج ما نكون فيه إلى أن نحسن صورة العلماء في هذه الأيام بأن يكونوا قادة فاعلين في المجتمع”.
وحذر من أن “الأقصى يتعرّض للخطر، والشيخ رائد صلاح (رئيس الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل) يتعرّض للخطر لأنه أطلق صرخة لحماية المسجد الأقصى”.