تواصلت ردود الفعل المنددة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مساء أمس الأربعاء، والخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها، رغم التحذيرات من أن هذه الخطوة ستقوض استقرار المنطقة وتهدد جدياً مستقبل عملية السلام.
ووصف سياسيون وكتَّاب قرار ترمب بأنه انحياز فاضح للاحتلال “الإسرائيلي”، وانتهاك صارخ لقرارات الشرعية الدولية.
وقال الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة: توقيع وإعلان للتاريخ للعار للخيبات لهزائم الحكومات العربية المتتالية والمتخاذلة، ولتبقَ “القدس زهرة المدائن” و”القدس عروس عروبتنا” ما حييت الشعوب العربية الحرة.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. عبدالله الشايجي: تسجيل موقف ضد قرار ترمب الكارثي ومناقشة خطورته وتهوره وانعكاساته على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي وتعزيز قوى التطرف والتشدد -بالإضافة لعدم قانونيته ومخالفته للقانون الدولي- هو أضعف الإيمان للرد على سلب الفلسطينيين حقهم وشرعنة الاحتلال -برغم فيتو ترمب- الذي سيزيد أمريكا عزلة.
وأضاف: الأماكن المقدسة المسلمة والمسيحية تحت السيادة وسلطة الاحتلال “الإسرائيلي” -ما يتعدى ويصادر وصاية الأردن على الأماكن المقدسة- الحرم الشريف والمسجد الأقصى، وينسف المفاوضات حول الوضع النهائي وينهي عملية السلام العقيمة ويدفنها -ويدفع المنطقة للمجهول- أنها بالفعل نكبة جديدة و”وعد بلفور” جديد!
وقال الكاتب السعودي زياد الدريس: سيصفون غضبكم لأجل القدس بأنه عنتريات ومزايدات وظاهرة صوتية… لا تتوقفوا عن التعبير عن مشاعركم، فالقرار بيد غيركم وليس بيدكم، لكن قرار مشاعركم بيدكم فأعلنوها القدس عاصمة فلسطين إلى الأبد.
أما الكاتب والحقوقي الجزائري أنور مالك فقال: لا ترمب يمتلك القدس حتى يمنحها لمن يحب ولا الصهاينة أصحابها حتى يأخذوها عاصمة لكيانهم اللقيط فكل ما يحدث هو مشهد فقط من غارة كبرى على العالم الإسلامي الذي يتخبط في مستنقعات الحروب النجسة والمشاريع المعادية، فلنراجع أخلاقنا قبل أوراقنا.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية د. عبدالله النفيسي أن الشعب الفلسطيني وحده سيتصدى لقرار ترمب قائلاً على “تويتر”: في نهاية المطاف وحده الشعب الفلسطيني سيتصدّى بطريقته الخاصة لقرار ترمب، هل تذكرون كيف تحرّك في حالة “البوّابات”؟ كيف إذن في حالة اختطاف القدس برمّتها؟ ثِقوا بالله وحده، وحّدوا الله.
فيما تساءل القيادي الإسلامي الأردني د. عبدالله فرج الله قائلاً: إعلان القدس عاصمة وبلوغ قمة العلو اليهودي هل يحمل مؤشراً على بدء مرحلة الزوال؟!
وقال الكاتب الفلسطيني محمد سعيد نشوان: مواجهة ترمب ونصرة القدس لا يكون ببيانات الاستنكار وبأننا سنعمل وسنعمل، يجب أن تكون هناك خطوات عملية، أغلقوا السفارات الأمريكية واقطعوا العلاقات معها ما زال عشمنا بالحكومات العربية موجود.
وأوضح د. حاكم المطيري، رئيس حزب الأمة الكويتي: القدس ليست فقط حقاً تاريخياً للفلسطينيين، بل هي أولى القبلتين للمسلمين وثالث الحرمين، ويجب على الأمة كلها خوض معركة تحريرها بالقوة والوقوف مع المجاهدين والمرابطين فيها وإعلان البراءة من كل دولة تقف ضد هذه المعركة مع المحتل الصهيوني وتتحالف معه بدعوى مواجهة الإرهاب!
ووصف الكاتب والداعية الإسلامي د. محمد العوضي القرار الأمريكي بـ”الغبي” وقال: يهود يحتفلون بـقرار ترمب الغبي اعتبار القدس عاصمة لكيان الاغتصاب الصهيوني وما زال صمتنا سيد الموقف.. فلا نامت أعين الجبناء.
وعبر في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”: خروج المسلمين في دول عدة لاستنكار قرار ترمب الغبي يكشف أن الخير متجذر في الأمة، وأن المراهنة على وعي شعوبنا هو خيار مصيري في مواجهة مؤامرات الخارج وعملاء الداخل.
وختم قائلاً: الخزي للساكتين منا والعار كل العار للمطبعين والمطبلين والمهرجين.
وقال وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتي السابق يعقوب الصانع: على دولة فلسطين طلب جلسة عاجلة لمؤتمر القمة الإسلامي وأيضاً رفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد “إسرائيل” رغم اشتراطها موافقة الدولتين معاً وفي حال رفض “إسرائيل” للاختصام للمحكمة ستكون فرصة لكشفها أمام المجتمع الدولي الذي سيرفض الاعتراف بها.
وقال الكاتب والإعلامي القطري جابر الحرمي: القدس ظلت تحت الاحتلال الصليبي 99 عاماً إلى أن جاء صلاح الدين الأيوبي الذي حررها من الدنس الصليبي.. ولن تعجز الأمة من ولادة قائد جديد يحمل لواء التحرير الثاني.
فيما رأت الكاتبة الإماراتية مريم الكعبي أن ترمب الذي أوفى بوعوده الانتخابية الخسيسة على حساب الحقوق العربية جاء ليكمل ما بدأه سلفه، فلا أحد يعتلي منصة الرئاسة الأمريكية دون أن يكون لديه ما يقدمه للمحتل “الإسرائيلي”.
وقالت: إن وعود السلام وإقامة دولة فلسطينية كانت مسكنات للجسد العربي من أجل أن تتمادى “إسرائيل” في التمدد وبناء المستوطنات، وجاءت ثورات الخراب لتمنحها فرصة تاريخية أخرى بعد “وعد بلفور” المشؤوم.
وأضافت: في إعلان ترمب كل شيء مدروس وبدقة، فحتى حالة الغليان العربي والإسلامي بعد الإعلان موضوعة في الحسبان والرهان أنها كل ما سيحدث من تداعيات وبعدها سيخمد الغليان وستمضي الخطة في الاستحواذ على القدس.
وقال الناشط المصري عمرو عبدالهادي: على الجامعة العربية أن تعلن القدس عاصمة فلسطين وعدم اعترافها بـ”وعد بلفور” أو قرار الأمم المتحدة رقم (١٩٤٧)، وإلا لا داعي لبقاء الجامعة العربية من الأساس، مضيفاً: هذه الفرصة الأخيرة للجامعة لاتخاذ قرار عربي موحد ضد الاحتلال الصهيوني.