في الخامس من أبريل من كل عام، يحتفل الفلسطينيون بيوم الطفل الفلسطيني، فهذا اليوم يعني للفلسطينيين الكثير، في ظل ما تتعرض له الطفولة الفلسطينية من انتهاكات على يد الاحتلال “الإسرائيلي” الذي راهن على مقولته البائسة “الكبار يموتون والصغار ينسون”، سواء كان بالاستهداف المباشر للأطفال بالقتل المتعمد أو الإصابة، أو بعمليات الاعتقال الممنهجة من قبل الاحتلال، حيث زج بآلاف الأطفال خلال السنوات الماضية في السجون، لمشاركتهم في التظاهرات السلمية المنددة بالاحتلال وممارساته القمعية بحقهم.
ويؤكد الفلسطينيون أن يوم الطفل الفلسطيني يحمل الكثير من الألم بالنسبة لهم لواقع الطفولة الفلسطينية المنهار في الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة التي يعانيها الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة المحاصر.
أطفال على خطوط المواجهة
وعلى الرغم من حداثة سنهم وأجسادهم الغضة، فإن حضورهم قوي هذا العام في مسيرات العودة الكبرى على حدود قطاع غزة أمام دبابات وجيبات عسكرية وأسلحة محرمة دولية تستهدف المشاركين هناك، ففي هذا الصعيد شهدت حدود غزة مشاركات واسعة من قبل الأطفال الفلسطينيين بفعاليات مسيرات العودة.
ففي قطاع غزة يتوجه يومياً المئات من الأطفال على الحدود الشرقية لقطاع غزة للتظاهر السلمي ضد ممارسات الاحتلال وعدوانه ضد الشعب الفلسطيني التي انطلقت في ذكرى “يوم الأرض” في الثلاثين من شهر مارس الماضي، ويبادر جيش الاحتلال بإطلاق الرصاص والقنابل الغازية السامة باتجاه الأطفال؛ مما أسفر وفق تقرير صادر عن مركز الميزان لحقوق الإنسان عن إصابة نحو 207 أطفال بجروح، إضافة لإصابة المئات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.
وذكر الطفل محمد أشتيوي (13 عاماً) الذي يقطن شرق مدينة غزة لـ”المجتمع” أنه يحرص كل يوم هو ومجموعة من أصدقائه على القدوم للحدود والمشاركة في المواجهات الشرقية لمدينة غزة، ولا يخاف من الاحتلال قائلاً: “أنا بخافش من جيش الاحتلال، أنا بحب فلسطين ولازم نرجع لأراضينا ولو استشهدنا في غيرنا كتير حيكملوا المشوار”.
فيما قال صديقه محمد حسن: “إحنا أصحاب حق جدي قال إلنا أرض هجرنا منها لازم نرجع عنها ويرحل عنها اليهود، لازم أشوف أرض جدودي وبلدتي الأصلية يافا”.
أما الطفلة الفلسطينية مريم أبو شباب ذات الـ10 أعوام، التي تقدمت الصفوف الأولى في المواجهات مع والدها الصحفي الذي كان يغطي الأحداث، أصيبت هناك بحالة اختناق جراء إطلاق الاحتلال قنابل الغاز السام على المتظاهرين فقالت لـ”المجتمع” وملامح وجهها الذي هو بلون قمح فلسطين تدل على جرأة امتزجت بحب الوطن المحتل: “مابخاف من اليهود، لازم ندافع عن أرضنا، بلدتي الأصلية بئر السبع وأمنيتي أشوفها ونرجع إلها”.
وتؤكد تقارير دولية أن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” قتل العام الماضي 15 طفلاً فلسطينياً في قطاع غزة والضفة الغربية، بالإضافة لإصابة المئات بجروح برصاص الاحتلال.
في السياق، وثقت المؤسسات الحقوقية للدفاع عن الأطفال في فلسطين استشهاد 2018 طفلاً على يد جيش الاحتلال “الإسرائيلي” منذ عام 2000 منهم 546 طفلًا فلسطينيًا خلال عام 2014م معظمهم ارتقوا خلال العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة، يضاف إليهم إصابة المئات بجروح.
أعداد الأسرى الأطفال
وعلى صعيد اعتقال الأطفال الفلسطينيين قال عبدالناصر فروانة، مدير دائرة الإحصاء في هيئة شؤون الأسرى والمحررين لـ”المجتمع”: إن قوات الاحتلال تعتقل في سجونها نحو 350 طفلاً فلسطينياً.
وكشف فروانة عن اعتقال قوات الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى نحو 7 آلاف طفل فلسطيني خضعوا لعمليات تعذيب واستجواب تخالف كل القوانين الدولية التي تنص على حماية الأطفال، وعدم تعريضهم للعنف.
وأكد فراونة أن اعتقال الأطفال يتعارض مع كل الأعراف والقيم التي أقرتها القوانين الدولية باعتبار أن للأطفال الحق في الحرية، واعتقالهم بنظر القانون الدولي جريمة تستوجب الملاحقة.
وقد سنت قوات الاحتلال العديد من القوانين التي أتاحت لمصلحة السجون “الإسرائيلية” محاكمة الأطفال واستجوابهم، في انتهاك واضح لكل القوانين الدولية.
وكشفت تقارير حقوقية فلسطينية وثقت الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال بحق الأطفال الأسرى، أن سلطات الاحتلال تمارس كل أنواع التعذيب بحق الأطفال الأسرى، وكان من بينهم الطفلة عهد التميمي التي أثار اعتقالها ومحاكمتها من قبل الاحتلال ردود فعل فلسطينية ودولية واسعة.
وفي هذا اليوم، قال باسم التميمي والد الطفلة المعتقلة في سجون الاحتلال عهد التميمي لـ”المجتمع” عبر اتصال هاتفي: “أقول لعهد: أنا مشتاق لرؤية وجهك الباسم وقريباً تكونين في أحضان عائلتك التي اشتاقت لرؤيتك”، وأضاف أن طفولة فلسطين مستهدفة وعلى المؤسسات الحقوقية الدولية أن تنتقل من التوثيق إلى مرحلة ملاحقة الاحتلال المجرم.
وتابع: “عهد رمز للطفولة المعذبة في فلسطين المحتلة، وعلى العالم أن يتدخل سريعاً لإنقاذ الأسرى الأطفال”.