في تقريرنا هذا الأسبوع، نلقي الضوء على أبرز الأنشطة والفعاليات في أوساط الأقليات المسلمة، ويحمل هذا التقرير هموماً متعددة للمسلمين في 6 دول بمناطق مختلفة من العالم، وتتعدد ما بين علمية ودعوية واجتماعية وخيرية.
ألبانيا: المؤتمر الدولي الأول للعلوم الإسلامية
فمن جنوب شرق أوروبا، وتحت شعار “التحديات التي تواجه مسلمي ألبانيا في القرن الحادي والعشرين”، نظمت كل من المشيخة الإسلامية في ألبانيا، وجامعة بدر الإسلامية، بالعاصمة تيرانا، في 5 إبريل، المؤتمر الدولي الأول للعلوم الإسلامية في القرن الحادي والعشرين، وفقاً للموقع الإلكتروني للمشيخة الإسلامية الألبانية.
يعد هذا المؤتمر هو الأول من نوعه الذي تطرق للتحديات التي تواجه الساحة الإسلامية في منطقة البلقان في القرن الحالي، وشارك فيه نحو 40 أكاديميًا من دول البلقان وفي مختلف المجالات.
وفي تصريح لـ”المجتمع”، قال الشيخ إدوارد شفكي، مدير عام دار الافتاء بمحافظ دورس (غرب ألبانيا): إن المؤتمر شدد على 6 مرتكزات رئيسة، هي:
1- ضرورة تفسير النصوص الشرعية من العلماء الألبانيين من ذوي الخبرة الكبيرة في العلوم الشرعية، وعبر المؤسسات الرسمية الدينية.
2- وجوب تحقيق الأخوة والتعايش بين المسلمين وإن كانت هناك اختلافات بينهم.
3- أهمية نقد الذات كمسلمين؛ والإقرار بأننا كمسلمين أحد أسباب مشكلاتنا، والتأكيد على أن حلول هذه المشكلات يجب أن يكون من منظور إسلامي.
4- التأكيد على أهمية دور المدارس الإسلامية في منطقة البلقان في تخريج العلماء وأئمة المساجد، وضرورة مواكبة العصرنة للمواد الدينية بالمدارس الإسلامية.
5- ضرورة الحفاظ على الهوية الإسلامية لمسلمي البلقان في مواجهة رياح العولمة.
6- أهمية دور العلماء في إبراز الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين، والتشديد على عدم تسييس الدين الإسلامي لأغراض خاصة أو حزبية.
يشار إلى أن ألبانيا هي الدولة الوحيدة في أوروبا المعترف بها من قبل الأمم المتحدة بغالبية إسلامية، وتصل نسبة المسلمين فيها لنحو 70%، يليهم الأرثوذكس 20%، ثم الكاثوليك 10%، ويمثل العرق الألباني نحو 95% من إجمالي السكان.
السويد: انعقاد مؤتمر “ملتقى الأسرة المسلمة” السادس
وإلى شمال غرب أوروبا، انعقد بالعاصمة أستكهولم، على مدار يومين، في الفترة (30/ 3- 1/ 4/ 2018)، مؤتمر “ملتقى الأسرة المسلمة” السادس، بالتزامن مع مؤتمر آخر للأئمة بالسويد تمحور موضوعه حول فتاوى الأسرة المسلمة في الغرب.
وفي تصريحات لـ”المجتمع”، قال الشيخ خالد الديب، رئيس المجلس السويدي للأئمة، وأحد المنظمين للمؤتمر: إن هذا المؤتمر منذ انطلاقه في عام 2013م، يعد بمثابة ملتقى سنوي لتناول قضايا الأسرة المسلمة، ويلتقي فيه أكثر من 5 آلاف من مسلمي السويد، كما يحضره مسؤولون من مؤسسات رسمية وجامعات للتعرف على واقع الأسرة المسلمة في السويد.
وأوضح أنه يشرف على هذا المؤتمر السنوي كل من الرابطة الإسلامية في السويد، مؤسسة بن رشد لتعليم الكبار، ومؤسسة اتحاد الشباب المسلم الذي يضم نحو بعضويته أكثر من ألف شاب مسلم بالسويد.
وتابع: مؤتمر هذا العام في نسخته السادسة ركز على محور الارتقاء الإيماني لأفراد الأسرة، كما تناول الجوانب الاجتماعية للأسرة، وبحث في كيفية اندماج الأسرة المسلمة بالسويد في المجتمع إيجابياً عبر المواطنة والتعايش مع الغير.
وأضاف: المحاضرون بالمؤتمر جميعهم من داخل أوروبا لمعرفتهم بالواقع الأوروبي والمشكلات التي تتعرض لها الأسرة المسلمة الأوروبية على اختلاف جنسياتها وأصولها العرقية، مشيراً إلى أن تغطية المؤتمر تتم بلغات متعددة من بينها العربية والإنجليزية والبوسنية والتركية والإرتيرية.
كما لفت إلى أنه تزامن مع هذا المؤتمر مؤتمر آخر للأئمة في السويد تمحور موضوعه حول “الفتوى ودورها في استقرار الأسرة المسلمة”، ومعلناً أنه تم تدشين أول لجنة للفتوى بالسويد، كي تصبح مرجعية لمسلمي السويد في مجال الفتوى.
الفلبين: سلسلة ندوات حول موقف الإسلام من الخلافات والتشدد
وإلى جنوب شرق آسيا، نظم في ١ أبريل، من كلية الإرشاد للدعوة والإمامة، ومعهد دار العربي الإسلامي، ومركز الإرشاد لتحفيظ القرآن الكريم، ندوة بعنوان “الاختلافات المتنامية بين الفرق الإسلامية وموقف الإسلام منها”، تحت رعاية جمعية دار الإرشاد الاجتماعي بالفلبين.
حاضر في الندوة عدد من الدعاة الإسلامية بالمنطقة، وشارك في فعاليتها نحو ٢٠٠ من الشباب العاملين في الحقل الدعوي، وقد تطرقت الندوة لخبرات المحاضرين في العمل الدعوي وألقت الضوء على أبرز التحديات التي يواجهونها مع الفرق المتسمة بالتطرف والتشدد.
وفي تصريحات لـ”المجتمع”، قال الشيخ حبيب عثمان، عميد كلية الإرشاد للدعوة والإمامة، بمدينة كوتاباتو، بجنوب الفلبين: إن هذه هي الندوة الأولى في هذا الموضوع وستكون هناك ندوة ثانية وأخيرة الأحد 8 أبريل الجاري.
وتابع: ركزت الندوة الأولى على موقف الإسلام من التشدد، بينما الندوة القادمة سوف تتطرق لفقه الخلاف بين الأئمة وأثره في العمل الدعوي، ومشيراً إلى أن جمهور الندوتين المستهدف هما الشباب والدعاة العاملين في الحقل الدعوى.
يذكر أن كلية الإرشاد للدعوة والإمامة، كلية جديدة تقع داخل حرم جمعية دار الإرشاد، في قرية “كالسادا سلطان قدارات”، وتعد ضاحية لمدينة كوتاباتو.
روسيا: دورات للأئمة بالمناطق النائية بمحافظة سراتوف
للمرة الأولى من نوعها، وبهدف إعطاء دورة تدريبية للأئمة والدعاة بإحدى المناطق النائية، قام وفد من الإدارة الدينية لمسلمي حوض الفولكا، في ٦ أبريل، بزيارة بلدة غورني، بمحافظة سراتوف، بوسط روسيا.
وفي تصريحات لـ”المجتمع”، قال د. نضال الحيح، نائب مفتي الإدارة الدينية لمسلمي حوض الفولكا: إن هذه الدورة التي سوف تتواصل على مدار ثلاثة أيام بمسجد القرية “تأتي ضمن منظومة الدورات التدريبية والتطويرية للائمة والدعاة التي انطلقت في محافظة سراتوف منذ بداية العام الحالي”.
وأضاف: شارك معنا في هذه الدورة ٢٨ من الدعاة والنشاطين في مجالات الدعوة والتعليم الإسلامي بالمنطقة من الرجال و النساء، وتم تقسيمهم إلى مستويين.
وتابع: في بداية الدورة ألقيت محاضرة عامة للجميع حول أهمية الدعوة إلى الله والسير على خطى الحبيب محمد عليه السلام، ثم بدأ درس القرآن الكريم لكل مستوى على حدة، وتتواصل الدورة السبت والأحد وسوف يحضر من خارج المنطقة دعاة وداعيات آخرين لإلقاء دورس في الفقه والقرآن.
يشار إلى أن مسجد بلدة غورني تم بناؤه عام ٢٠٠٨م، ويبلغ عدد سكان البلدة حوالي ١٠ آلاف نسمة، منهم ما يقارب ١٣٠٠ شخص مسلم، ويمثلون قوميات مختلفة أكبرها الكازاخية.
ومحافظة سراتوف هي إحدى الوحدات الفيدرالية التي تتشكل منها روسيا المعاصرة وتصل لـ85 وحدة فيدرالية، ويوجد فيها 41 مسجداً، ومساحتها 105 آلاف كم مربع، وعدد سكانها 2.5 مليون نسمة، ونسبة المسلمين 12% معظمهم من القومية التتارية والكازاخية، والباقي من غير المسلمين وأغلبهم من الروس.
ودخلها الإسلام أيام الخلافة العباسية في العام 922م، وتقع على نهر الفولكا بوسط روسيا، ولها حدود مع جمهورية كازاخستان.
“الإغاثة التركية” تفتتح أكبر مركز لرعاية الأيتام في بنجلاديش
وإلى شمال شرق “القارة” الهندية، وفي بلد يعد أكثر مناطق العالم كثافة بالأيتام، حيث يتجاوز عددهم 5 ملايين طفل؛ افتتحت هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات التركية (IHH)، بالتعاون مع دار الخير للأطفال، أكبر دار لرعاية الأيتام في بنجلاديش لإيواء 170 طفلاً يتيماً، وفقاً لم نشره موقع الهيئة الإلكتروني في 2 إبريل.
المركز الذي يتكون من 3 طوابق، يحتوي على 32 غرفة، بالإضافة لصفوف دراسية، ومستوصف، ومطبخ، ورفة ألعاب، وصالة اجتماعات، وحمامات، وغرف للمعلمين ومكتبة. ويعد بذلك أكبر مركز لرعاية الأيتام في بنجلاديش، وهو العاشر من حيث عدد مراكز رعاية الأيتام التي أنشأتها الهيئة التركية في بنجلاديش.
كندا: مؤسسة خيرية تقدم 400 ألف دولار للبطل المعاق أيمن
قدمت المؤسسة الخيرية الإسلامية الكندية (دعوة نت)، للبطل أيمن دربالي، المعاق مدى الحياة، مبلغ 400 ألف دولار، كانت قد جمعته من المتبرعين حول العالم، لمساعدة أيمن على شراء منزل وتجهيزه ليتلاءم مع حالته الصحية، وفقاً لصفحة المؤسسة على “فيسبوك” في الأول من أبريل الجاري.
ووصفه الشيخ حسن غية، الإمام والناشط في مجالات الدعوة والإعلام في كندا على صفحته الخاصة بـ”فيسبوك” بأنه الشهيد الحي الذي جعل من جسده درعاً بشرية لحماية إخوته المصلين من القتل خلال الاعتداء الإرهابي على مسجد كيبيك الكبير، العام الماضي، في 29 يناير 2017م، وبهذا فقد قدَّم لنا مثالاً رائعاً للتضحية والإيثار والصمود.
وكان الشيخ غية قد ثمن على صفحته موقف الكنيسة الإنجليكانية في كندا، والتي أقامت حفل تكريم للبطل أيمن، الشهر الماضي في مدينة كيبيك وبهدف جمع التبرعات لمساعدته.