ذكرت وكالة “قدس برس” للأنباء أن الهيئة الفلسطينية المستقلة لملاحقة جرائم الكيان الصهيوني (توثيق) كشفت النقاب عن استخدام جيش الاحتلال لغازات “غريبة وغير معروفة” خلال محاولته قمع المتظاهرين الفلسطينيين السلميين قرب الشريط الحدودي لقطاع غزة، أمس الجمعة.
وذكر رئيس الهيئة الحكومية، عماد الباز، في حديث لـ “قدس برس”، أن قوات الاحتلال قامت بالأمس و”لأول مرة” بإطلاق غازات غريبة وجديدة تجاه المتظاهرين الفلسطينيين المشاركين في “مسيرة العودة”؛ لا سيما في المنطقة الحدودية القريبة من مدينة رفح (جنوب قطاع غزة)، ما تسبّب بحدوث تشنجات وارتجاجات في جسم مستنشقي هذه الغازات، كما قال.
وأوضح أن المصابين جرّاء استنشاق هذه الغازات فقدوا الوعي لمدة تزيد عن ساعتين، كما اختبروا حالات هستيرية ونوبات من الارتجاجات والهزات العنيفة في كل دقيقة، مشيرا إلى أن مدة فقدان الوعي لدى استنشاق الغاز المنبعث من القنابل المسيلة للدموع التي يستخدمها جيش الاحتلال عادة، لا تزيد في الوضع الطبيعي عن 5 دقائق.
وقال المسؤول الفلسطيني “نحن لا نعرف نوعية هذا الغاز هو يستخدم لأول مرة، وقمنا بأخذ عينات من دم وبول المصابين لفحصها، وقد تظهر نتائج خطيرة في هذا الجانب”.
وأشار إلى أن الغازات الجديدة ذات تركيز عال جدا، ولها تأثير على الجهاز العصبي لجسم الإنسان، بشكل أساسي.
ولفت إلى استخدام جيش الاحتلال لطائرات ومروحيات مسيرة لرش الغازات على أكبر جمع من المتظاهرين الفلسطينيين، بالأمس، ما تسبّب بسقوط عدد كبير من المصابين في مختلف نقاط المواجهات؛ من بينهم 80 مصاباً وصلوا إلى مشفى “أبو يوسف النجار” في رفح، دفعة واحدة.
وكان الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أشرف القدرة، قد أكد أمس في حديثه لـ “قدس برس”، استخدام الاحتلال هذا النوع من الغازات، شرق رفح.
وقال القدرة: “وصل عشرات حالات الاختناق بغاز غير معروف إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح تعاني من تشنجات وتقيؤ وإجهاد عام تم نقلهم من شرق مدينة رفح”.
وفي سياق متصل –حسب “قدس برس”- أكد رئيس “توثيق” أن الرصاص الذي يستخدمه جيش الاحتلال ضد المتظاهرين “رصاص متفجر ومحرم دوليا”، فضلا عن استهداف الفلسطينيين به من مسافات قصيرة، ما يتسبّب بأضرار جسدية كبيرة؛ من بينها إعاقات.
وقال: “هذا الرصاص مجرد دخوله لجسم المصاب يتفجر بشكل كبير ويقوم بعمل تهتك في الأنسجة والأوعية الدموية ويدمر أجزاء كبيرة من الجسم”.
وبيّن الباز أن معظم الشهداء الذين قضوا أمس (وعددهم 10 فلسطينيين) أصيبوا بجراح بليغة في منطقة البطن، نظرا لتعرّضهم للرصاص المتفجر الذي اخترق أجسادهم محدثا فتحات كبيرة في أعضائها الداخلية.
وأشار إلى وجود ما لا يقل عن 55 مصاباً بأعيرة نارية في الأعضاء التناسلية، وهو ما يعني التسبّب بالعقم، موضحا أن هذا الرقم يشير إلى استهداف “إسرائيلي” متعمّد.