اعتبر أستاذ القانون الدولي، عبدالله الأشعل، أن إعلان تل أبيب عن تنظيم سفارتها في مصر احتفالًا بالذكرى الـ70 لـ”الاستقلال” (النكبة الفلسطينية) تمهيد لتطبيق “صفقة القرن”.
وقال الأشعل في تصريحات لـ”قدس برس” اليوم الإثنين: إن الإعلان عن الاحتفال “اختبار حالة نفسية للإيحاء للمجتمع المصري بأن قيادات مصرية تتجاوب مع الاحتلال”.
وقد شكك الدبلوماسي المصري الأسبق، بحصول سفارة الكيان الصهيوني بالقاهرة على تصريح أمني من السلطات المصرية للاحتفال، مستطردًا: “هل من المنطقي أن يعلن أحد عن حفل قبله بيومين في فندق؟”.
وأكد: “الأمر كله يبدو تمهيدًا لـ”صفقة القرن”، وأن يذهب القادة العرب إلى القدس حينما يصلها ترمب، ويزوروا “إسرائيل”، ويمهدوا الأرض للموافقة على الصفقة التي يرفضها الشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “اليوم الوطني لـ”إسرائيل” هو تذكير بذكرى اغتصاب فلسطين التي تتجدد فيها الآلام والجراح (النكبة)، والاحتفال في مكان عام بهذه الجريمة في القاهرة يستفز المصريين بعد إحباط “إسرائيل” لثورتهم والتآمر على مياه مصر”.
وذكر الأشعل أن دولة الاحتلال “عصابة تلبس ثوب الدولة، والمشروع الصهيوني صمم خصيصًا لدمار مصر وكبدها (فلسطين)، ولا بد أن تدرك قيادات مصر ذلك”.
ورأى أن الإعلان عن الحفل في القاهرة يبدو كـ”حرب نفسية ضد العرب والفلسطينيين قبل مسيرة العودة الكبرى؛ الجمعة المقبلة”، مؤكدًا أن الاحتفال “استفزازي”.
وشدد على أن اختيار فندق الريتز كارلتون، الذي يقع في محيط ميدان التحرير على نيل القاهرة، لـ”السخرية من ثورة يناير ومن قاموا بها”.
وأردف مساعد وزير الخارجية الأسبق: “عقد الاحتفال في فندق بميدان التحرير معناه القضاء على الثورة ورمز من أهم رموز ثورة يناير، ومثلما تحدوا حق فلسطين في الوجود، يسعون للقضاء على حق المصريين في الثورة والعيش حياة كريمة”.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، قد ذكرت أمس الأحد، أن السفارة “الإسرائيلية” في القاهرة ستُقيم هذا الأسبوع حفل استقبال بمناسبة الذكرى الـ70 لـ”استقلال إسرائيل” (ذكرى النكبة الفلسطينية).
ونوهت الصحيفة العبرية إلى أن الحفل يأتي بعد أكثر من عقد من الزمان، لم يتم خلاله تنظيم أي حدث رسمي للاحتلال في مصر.
وأشارت إلى أن الممثلين “الإسرائيليين” في العاصمة المصرية قاموا في السنوات الأخيرة بتخفيض مستوى ظهورهم، وعادوا إلى القدس، وقبل عامين فقط تم تعيين سفير جديد.
وأعادت ذلك لتحذيرات من الهجمات، والثورة المصرية التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس حسني مبارك واقتحام الجمهور الغاضب لمبنى السفارة “الإسرائيلية” في القاهرة.
ولفتت “يديعوت” النظر إلى أن سفير تل أبيب ديفيد جوبرين، سيعقد الثلاثاء (غدًا)، حفل استقبال لأول مرة في فندق “ريتز كارلتون” الفخم في قلب القاهرة.
وأردفت: “وقد أرسلت السفارة، التي تعمل حاليًا من مقر إقامة السفير، مئات الدعوات إلى الوزراء والبرلمانيين ورجال الأعمال والشخصيات الثقافية والصحفيين”.