لم يبقَ شَطٌّ إليهِ ترجعُ السُفُنُ .:. ولا مطارٌ.. عليهِ يهبطُ الشَجِنُ
لا شيءَ إلا أمانينا تُصبّرُنا ؟ .:. الحمد لله .. لا أهـلٌ ولا وطـنُ!
خُذلتِ يا درنةُ ، يا أُمّي ومُرضعتي .:. ومسقِطَ الحُبِّ .. ماذا يا تُرى الثمنُ؟!
إني لأخجلُ من أنّي بقيتُ على .:. قيد الحياةِ.. وأمّي لفّها الكفنُ!
***
بمَ التعللُ؟ قلبي صارَ يُنكرُني .:. سلّم على الموتِ فيهِ العَيشُ والسَكنُ
فكيفَ أحيا وتحتَ الأرضِ أوردتي .:. وفي الترابِ مِنَ الأحبابِ لي مُدنُ
وأينَ أذهبُ .. كل الأرضِ تُرفُضنا .:. وتزدرينا، وكلُّ الأرضِ تمتَهنُ
ونحنُ من نحنُ؟ نحنُ الشمسُ فوقهمُ .:. ونحنُ ما نحنُ؟ نحنُ العينُ والأذُنُ
كلُّ الخرائطِ جزءٌ من خريطتنا .:. فكيفَ تعلو على أسيادها الجُبُنُ؟!
***
يا أيُّها الموتُ ما أحلاكَ من وطنٍ .:. لمن أتاكَ شهيداً جرحهُ الوطنُ!
ودعتُ درنه وقلبي في أزقتها .:. وذكرياتي وروحاً عافها البدنُ
وسرتُ أشكو لربي ضيقَ دامعتي .:. عمّا بنفسي.. ومالا يُنصِفُ الحَزَنُ
***
كلُّ الذينَ تأملنَا بنُصرتهم .:. لنا، تخلّوا.. فسجّل أيُّها الزمنُ
أهلُ الفنادقِ لا عزّت كروشهُمُ .:. يزدادُ فيهم غباهُم كلّما سَمِنوا
ويقلقونَ صباحاً بعدما رقدوا .:. ويقلقونَ مساءً إن هُمُ سكنوا
يستنكرونَ على الشاشاتِ مجزرةً .:. وكلُّهم بدماها كفّهُ دَرِنُ
***
يا تاركَ الفرضِ مُستغنٍ بنافلةٍ .:. واللهِ يومَ اللقا لا تشفعُ السُننُ
يا درنةُ لو كانتِ الأحلامُ تُنقذُنا .:. كُنّـا حَلِمنا ولكن كلُّها دَخنُ
***
فكانَ لا بُدَّ من حربٍ نُعيدُ بها .:. عصرَ النبيِّ .. وفيها تُدرأُ الفتنُ
نريدُ أن ترجعَ الدنيا لقبضتنا .:. أن يُعبدَ اللهُ لا أن يُعبدَ الوثَنُ
نُريدُ أن نُرجِعَ الأمجادَ دولتها .:. أيامَ كنّا يداً تنئا بها المِحنُ
أيامَ إن عارضت صنعاء عارضةٌ .:. صاحت دمشقُ وبغدادٌ هنا اليمنُ!
***
الفرحُ ما كانَ لولا قبلَهُ حَزَنُ .:. والسرُّ ما طالَ إلا بعدهُ علنُ
والطفلُ مهما لهُ قدّمتَ من اُكُلٍ .:. يظلُّ أطيبُ شيءٍ عندهُ اللبنُ
لذا أحنُّ ومثليّ كلُّ مُمتَهَنٍ .:. إلى الزمانِ الذي مافيهِ مُمتَهنُ
فكيفَ أسكنُ بيتاً أطمئنُّ بهِ .:. وطفلةٌ في بلادي ما لها سكنُ
وكيفَ ألتذُّ أو أهنا بمائدةٍ .:. ويُشتهى في بلادي الخبزُ والجُبُنُ
***
يا طائراتُ اقصفي ، يا أُمّـةُ امتعضي .:. يا ساسةُ استنكروا، يا قومُ لا تَهِنوا
تكفَّلَ اللهُ فيكم للنبيِّ فلا .:. خوفٌ عليكم منَ الدنيا ولا حَزَنُ
الأرضُ مهما لنا في الغربةِ اتسعت * يظلُّ أرحبَ من أرجائها الوطنُ
قل للطبيبِ وشمسُ العمرِ غاربةٌ .:. إذا انقضى أجلي، ما تنفعُ الحُقنُ؟
باللهِ ربّ السما والأرضِ مُعتصمي .:. وفيهِ صبري، إليهِ السرُّ والعلنُ
ولستُ أقطعُ آمالي بثورتنا .:. لكلِّ وجهٍ قبيحٍ آخرٌ حسنُ…..