عاش الطفل الفلسطيني، ياسر أبو النجا، عمره القصير البالغ 12 عاماً، في قطاع غزة، مليئاً بالمآسي، لكنه انتهى بمشهد أكثر مأساوية، حيث أطلق قنّاص “إسرائيلي”، الجمعة الماضي، رصاصة متفجرة على رأسه، ما أدى لتفتيته ومقتله على الفور.
فياسر الذي ولد في سبتمبر 2006، تعرض للتشريد 3 مرات في حياته، حيث هدم الجيش “الإسرائيلي” منزله بشكل كامل، خلال الحروب التي شنها على قطاع غزة خلال الأعوام (2008-2012-2014).
وكابد الطفل أبو النجا، كبقية أفراد أسرته معاناة فقدان البيت والذكريات، والتشرد، والتنقل من بيت لآخر.
كما أنه عاش، كبقية السكان، حياته كاملة، تحت الحصار القاسي الذي تفرضه “إسرائيل” على قطاع غزة، منذ عام 2007.
واستشهد اثنان من أعمامه، وهما هيثم أبو النجا، مطلع انتفاضة الأقصى (عام 2000) وباسل، خلال حرب عام 2014.
وأنهت رصاصة “إسرائيلية” مُتفجرة بالرأس حياة الطفل ياسر أبو النجا، خلال مشاركته في “مسيرات العودة” أول أمس الجمعة؛ قرب السياج الأمني شرقي مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وبحسب عائلته، فإن والده، أمجد أبو النجا، انتظر نحو 18 عامًا، حتى رُزق به، بعد تسع إناث من زوجتين.
وبحسب التقاليد العربية، يحبذ الآباء إنجاب الأطفال الذكور، وهذا ما جرى مع الأب أبو النجا، المتزوج من سيدتين، حيب أنجب أولاً 9 بنات، قبل أن يُرزق بالذكر الأول ياسر.
ولاحقاً، أنجب أبو النجا 8 أطفال آخرين، بينهم 6 ذكور.
ومكث الشهيد الطفل ياسر نحو ثلاث ساعات في ثلاجة الموتى، بالمستشفى الأوروبي شرقي خان يونس، حتى تعرفت عليه والدته من خلال صورة نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم تتمالك سماح أبو النجا (30 عامًا) والدة الشهيد ياسر نفسها وهي تتحدث عن نجلها، حيث قالت، وهي تبكي بحرقة: “كنت أعتمد عليه في كل شيء”.
وأضافت في حوار مع وكالة “الأناضول”: كان ياسر يشارك باستمرار في “مسيرات العودة”، ولم أكن أتوقع يومًا أنه سيُقتل بهذا الشكل والبشاعة.
وأشارت إلى أن طفلها أُصيب برصاصة فجّرت رأسه بشكل شبه كامل.
وتساءلت والدة الشهيد: ما ذنب طفل أعزل؟ طفلي صغير ويلعب كالأطفال الآخرين، وذهابه لـ”مسيرات العودة” لا يُشكل خطرًا على جنود الاحتلال.
وتواصل حديثها بعد أن توقفت قليلاً تبكي بحرقة: ربيت ابني أفضل تربية وكنت أفرح كلما أجده بخير، ومتفوقاً.
وتوضح أن طفلها ظل لعدة ساعات مجهول الهوية، في ثلاجة الموتى بالمستشفى الأوربي، بخانيونس.
وتضيف أنها رأت صورته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرفت عليه، وتوجهت فوراً للمستشفى، لتجد أنه فعلاً ابنها.
وتفاجأت الأم بأن رأس ابنها قد تفجر، وتفتتت جمجمته.
وأضافت: ظُلم وحرام أن يُستخدم عيار ناري مُتفجر مُحرم بحق طفل أعزل.
وتابع: لا أتوقع أن المشهد الدامي الذي ظهر فيه طفلي لحظة استشهاده يقبله أي حر في العالم؛ فلو كان طفلاً يهوديًا أو أي طفل آخر غير الفلسطيني لقامت الدنيا ولم تقعد!
وتتابع: أتحدى العالم أن يكون لديهم طفل عاش ظروفاً كهذه، عدا ذلك تم قتله بدمٍ بارد.
وتساءلت مُجددًا: لماذا غزة وأطفالها مُهمشون، والعالم ينظر لجرائم الاحتلال ويصمت عنها ولا يتحرك؟ لماذا يصمتون على الأطفال الذين يموتون من الحصار ويقتلون بنيران الاحتلال واحد يتبع الآخر ولا أحد يحرك ساكناً؟ أطفال في عمر الزهور تضيع، إلى متى؟!