– حمام واحد بدون نظام صرف صحي لـ150 شخصاً في معسكرات الروهنجيا
– بينما يستطيع الرجال أحياناً استخدام حمام بالمسجد يجب على النساء والأطفال انتظار دورهم لاستخدام هذا المرحاض الوحيد
الحياة في “بابا نجر” في حيدر آباد بالقرب من “بالابور”، المخيم رقم (3)، للاجئين الروهنجيا، تبدأ في وقت مبكر جداً؛ في الثالثة صباحاً، وبغض النظر عن قلة نومهم، فإن معظم الناس يستيقظون قبل شروق الشمس بوقت طويل، فقط لتجنب طابور متعرج طويل يتشكل خارج الحمام الوحيد في المخيم بأكمله.
والواقع أنه كان يوجد في المخيم حمامان يخدمان حوالي 150 شخصاً، ولكن أحدهما كسر منذ ثلاث سنوات ولم يتم إصلاحه منذ ذلك الحين، ويظل هناك حمام وحيد في المخيم به الكثير من المشكلات أقلها أنه لا يحتوي على نظام صرف مناسب.
ومن ثم، يجب تنظيفه كل شهر، وهذا يكلف 2000 روبية.
يقول نورجان، وهو من سكان المخيم رقم (3): “على كل أسرة دفع 100 روبية لهذا الغرض”.
جدير بالذكر أنه يوجد في حيدر آباد حوالي 20 مخيماً للروهنجيا المسلمين تضم ما يقرب من 1500 شخص، ويحتوي هذا المعسكر الخاص على 45 عائلة، وبين السكان 50 طفلاً، ومعظم سكان المخيم هم من قرية فاكيرا بازار ميانمار فروا من الاضطهاد الممنهج الذي قام به الجيش، ويعيشون في حيدر آباد منذ 8 سنوات طويلة.
ولا توجد مساحات مفتوحة قريبة يمكن للأشخاص استخدامها لقضاء حاجتهم.
لكن بغض النظر عن مقدار ما يقومون بتنظيفه، لا يمكن للمقيمين تجنب أسراب الذباب المتدفقة، مما يثير المخاوف من انتشار الأمراض مثل التيفود والملاريا، وعلاوة على ذلك، فإن الأشخاص الذين يعيشون هناك فقراء للغاية، ولا يستطيعون تحمل تكاليف طبيب إذا أصيب أحدهم بالمرض، كل ما يستطيعون فعله هو ألا يصيبهم أي مرض.
وقد وجدوا طريقة واحدة بارعة لمكافحة الذباب؛ رش الملح على الأرض، لكن هذا لا يمنع الذباب تماماً.
ويزداد الخوف من اقتراب الرياح الموسمية؛ فالأجواء هشة للغاية، ويمكن أن تؤدي عاصفة واحدة قوية من الرياح إلى تفجيرها، وعادة ما تكون الأسطح مصنوعة من الورق المقوى، مع غطاء من القماش أو المشمع يوضع مرتبطًا بحبال من النايلون يوضع فوقه.
وعلى الرغم من أن الظروف المعيشية مروعة للغاية هنا، وحقيقة أنه لا توجد مياه صالحة للشرب، فإن السكان يضطرون إلى دفع 800 روبية في الشهر لمالكيهم.
“في أي مكان آخر يمكننا أن نذهب؟ تتراوح الإيجارات في الأحياء الأخرى بين 1200 و1500 روبية، ولا يمكننا تحمل ذلك، نحن نعمل فقط لمدة 10 أيام في الشهر، حيث نربح من 500-550 روبية في اليوم، كيف يمكننا البقاء في بيوت كهذه؟”، يسأل شمشود، أحد السكان.
وقد كانت الأمور أسوأ من قبل، يشير ابن شقيق شمس الدين جعفر: “في وقت سابق لم تكن هناك مياه في المخيم على الإطلاق، لكن رجلاً مسلماً من الجوار حفر لنا بئر ماء».
وبالعودة إلى فاكيرا بازار، كان شمشود مزارعاً يمتلك مساحة 10 أفدنة من الأرض، حيث كان يزرع البقول والفول السوداني والخضار ويربي الماشية؛ “لم تكن هناك حاجة لنا لشراء أي شيء من الخارج، لقد طورنا كل ما نحتاجه وكنا نبيع الفائض”، واليوم، يكافح لإطعام عائلته ثلاث وجبات في اليوم وللتأكد من أنه يمكنهم استخدام الحمام بأمان.