بكلمات مؤثرة، قال معاذ نجل الشهيد القائد في “كتاب القسام” أحمد الجعبري خلال حفل تخرجه من الجامعة الإسلامية في غزة: “رغم كل هذا لم تلن العزيمة، وما زلت مستمراً على الطريق الذي أرادني إياه..”.
معاذ ألقى كلمته مستعرضًا تضحيات عائلته، ومؤكدًا إصراره على مواصلة الطريق رغم الآلام والتضحيات، قال فيها: أقف اليوم أمامكم والمشاعر تمتزج بين فرح وألم؛ فرحة التخرج التي لا يوازيها أي فرحة، وألم الفقد الذي لا يوازيه أي ألم.
وأضاف: أفتقد والدي ملهمي ومعلمي رجل العلم والبندقية الشهيد أحمد سعيد الجعبري، لقد كان طالباً في هذه الجامعة الغراء، وأتم شهادة البكالوريوس، وكان ليتم شهادة الماجستير ولكن شهادة الآخرة كانت أحق وأبقى.
وتابع: كان والدي قد أوصاني قبل استشهاده بأيام معدودة أن ألتحق بهذه الجامعة وبكلية الشريعة والقانون، وها أنا يا أبي أتخرج فيها وبامتياز، بفضل الله.
وختم قائلاً: رغم كل الآلام والصعاب التي واجهت عائلتي مروراً بسنوات الأسْر التي قضاها والدي وسنوات المطاردة والمجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق عائلتي عام 2004، رغم كل هذا لم تلن العزيمة، وما زلت مستمراً على الطريق الذي أرادني إياه.
وأقدمت قوات الاحتلال عبر طائراتها الحربية على اغتيال الجعبري أثناء مروره في سيارته بأحد شوارع مدينة غزة، عصر يوم الأربعاء 14 نوفمبر 2012، وهو ما فجَّر حرب الأيام السبعة (معركة “حجارة السجيل”) التي سجلت فيها المقاومة نصرًا مؤزرًا.
وكان الجعبري أحد أعضاء وفد “حماس” الذي فاوض الاحتلال الصهيوني بشكل غير مباشر بوساطة المخابرات المصرية، وهي المفاوضات التي أثمرت عن إبرام “صفقة شاليط”، في أكتوبر 2011.