يدلي البرازيليون بأصواتهم، اليوم الأحد، في سباق رئاسي يتصدره ضابط سابق بالجيش ينتمي لأقصى اليمين وأدت إشادته بالأنظمة الدكتاتورية السابقة إلى إثارة غضب منتقديه، لكنه تعهد بشن حملة شرسة على الجريمة والفساد مما ألهب حماس أنصاره.
وحقق المرشح الأوفر حظاً جايير بوسونارو قفزة في استطلاعات الرأي خلال الأسبوع الماضي.
واستفاد بوسونارو من موجة غضب على المؤسسات القائمة بعد الكشف في البرازيل عن أحد أكبر مؤامرات الفساد السياسي على مستوى العالم، كما يجني المرشح اليمين ثمار الاعتراض على عودة حزب العمال اليساري للسلطة الذي يُنحى باللوم عليه في معظم هذا الفساد، وكذلك المخاوف من ارتفاع الجريمة في البرازيل التي تشهد معدلات جرائم قتل أكثر من غيرها.
ولكن البرازيل منقسمة على نفسها بسبب الثمن الذي قد تدفعه ديمقراطيتها إذا اختارت بوسونارو عضو الكونجرس منذ فترة طويلة الذي أشاد مراراً بالحكم العسكري الذي استمر من عام 1964 إلى عام 1985 ولكنه يتعهد الآن بالالتزام بالمثل الديمقراطية وهو تحول يتشكك فيه كثيرون.
وأقرب منافسي بوسونارو هو مرشح حزب العمال فرناندو حداد رئيس بلدية ساو باولو السابق الذي تولى سابقاً وزارة التعليم، ويخوض حداد الانتخابات بدلاً من مؤسس الحزب المسجون الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وأظهر استطلاعان للرأي نشرا في ساعة متأخرة من مساء السبت تعزيز بوسونارو لتقدمه على حداد خلال اليومين الماضيين بحصوله على 36% من الأصوات المحتملة مقابل 22% لحداد، ومن المرجح أن يخوض المرشحان جولة إعادة في 28 أكتوبر إذا لم يحصل مرشح على أغلبية في جولة يوم الأحد.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي (11.00 بتوقيت جرينتش) وستغلق في الخامسة مساء في كل البرازيل باستثناء المناطق الواقعة في أقصى غرب البلاد. ومن المتوقع معرفة نتائج استطلاعات آراء الناخبين في الساعة السابعة مساء، وسيبدأ ظهور النتائج بعد ذلك بقليل لأن البرازيل تستخدم نظام تصويت إلكترونياً.
وسيختار 147 مليون ناخب رئيس البلاد وكل أعضاء مجلس النواب وعددهم 513 عضواً وثلثي أعضاء مجلس الشيوخ المؤلف من 81 عضواً بالإضافة إلى الحكام والنواب في كل ولايات البرازيل السبع والعشرين.
وفي مناشدته الأخيرة للناخبين من خلال بث حي عبر “فيسبوك”، مساء السبت، دعا بوسونارو (63 عاماً)، الذي يعتبر نفسه النسخة البرازيلية من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الناخبين إلى مساعدته على تطهير النظام السياسي والتأسيس لإدارة أفضل لموارد البلاد الغنية معدنياً وزراعياً.
أما حداد، الذي يقدم نفسه بصفته سياسي معتدل يتبع أساليب مالية مسؤولة، فقد قضى اليوم الأخير من الحملة الانتخابية وهو يحاول استمالة الناخبين الذين لم يحددوا موقفهم بعد في ولاية باهيا في شمال شرق البرازيل وهي معقل التأييد لحزب العمال لكنها شهدت في الآونة الأخيرة تحقيق بوسونارو لمكاسب في استطلاعات الرأي.