قالت النائبة إلهان عمر، الأمريكية من أصل صومالي، وأول امرأة محجبة تدخل الكونجرس الأمريكي: إنهم عازمون على جعل الولايات المتحدة الأمريكية بلداً يرتقي أكثر بمبادئ التضامن والحرية الدينية.
جاء ذلك في معرض ردها على أسئلة مراسل وكالة “الأناضول”، على هامش مشاركتها في احتفالية بمناسبة مراسم أداء اليمين التي شهدها الكونجرس الأمريكي، الجمعة الماضي.
وأضافت إلهان أنها متحمسة كثيراً، وفخورة ومعتزة في الوقت نفسه بتمثيل سكان المنطقة الذين انتخبوها، ومنحوها فرصة العمل من أجل “تصحيح مسار الديمقراطية، والكفاح لصالح الإنسانية”.
وفيما يتعلق بأدائها اليمين في الكونجرس على مصحف القرآن الكريم، قالت إلهان: إنها أحضرت تلك النسخة من المصحف الشريف خلال مجيئها إلى الولايات المتحدة كلاجئة صومالية في عام 1995.
وأشارت إلى أن ذلك المصحف هدية جدها لها، قائلة: “جدي هو الشخص الذي كان مصدر إلهام لي فيما يخص اهتمامي بالسياسة، وكان يتوجب أن يكون معنا في هذا اليوم، إلا أن المنية وافته في عام 2013”.
واستطردت: “أعرف جيداً أنه كان يرغب في أن يكون بيننا اليوم في هذا المكان؛ لذلك أردت أن يكون حاضراً معنا معنوياً، ولهذا السبب أديت يميني على مصحف أهداني إياه”.
وذكرت إلهان أن كيس إليثون، الذي انتُخب بمجلس النواب عن ولاية مينيسوتا، في عام 2006، كان أول مسلم يدخل الكونجرس الأمريكي.
وأضافت أن الرؤية التي تبناها إليثون شكلت مصدر إلهام لها بصفتها لاجئة في الماضي، وللعديد من المسلمين المهتمين بالسياسة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتطرقت إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، خلال زيارته إلى مينيسوتا قبيل الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2016، وقالت: إن تلك التصريحات كانت تحمل الكراهية ضد اللاجئين، وإن سكان الولاية نفسها ردوا على ترمب بشكل واضح بعد عامين، عبر انتخابها إياها كنائبة تمثلهم في الكونجرس.
وأوضحت أنها ستكافح طوال فترة ولايتها ضد إدارة الرئيس ترمب.
وخلال الأسبوع الأخير من حملته الانتخابية في عام 2016، هاجم ترمب الصوماليين المقيمين في مينيسوتا، واعتبرهم مسؤولين عن الاضطرابات التي تشهدها الولاية.
ويمثل الصوماليون المقيمون في مينيسوتا ثلث الوافدين من هذا البلد إلى الولايات المتحدة، والبالغ عددهم 25 ألفاً، حسب آخر إحصاء في عام 2010، وفق وسائل إعلام.
وأردفت قائلة: “سنجعل من هذه الأراضي التي سُلبت من أصحابها المحليين، وبُنيت على ظهور العبيد السود، بلداً يرقى بمبادئ التضامن والحرية الدينية، هذا البلد الذي فتح أبوابه في وجه اللاجئين لسنوات طويلة، سيستمر في انتخاب نواب وإرسالهم إلى واشنطن كي يمثلوا الشعب”.
وأفادت إلهان أن دخولها الكونجرس يحمل معاني كبيرة بالنسبة لها، مشيرة إلى أنها جاءت من بلد حظر ترمب دخول مواطنيها إلى الأراضي الأمريكية، وأنه لو كان هذا الحظر موجوداً قبل 23 عاماً، لما حظيت الآن بفرصة تمثيل اللاجئين والشعب الأمريكي.
وتطرقت في ختام حديثها إلى انزعاج اليمين المتطرف في الولايات المتحدة جراء دخولها الكونجرس كامرأة مسلمة، قائلة: “في الوقت الذي سنواصل نحن فيه ممارسة عملنا، ستستمرون أنتم (اليمينيون المتطرفون) بالعيش مع هذه الآلام”.
يُشار إلى أن إلهان تنتمي للحزب الديمقراطي، وفازت بمقعد في مجلس النواب عن مينيسوتا، في نوفمبر 2016، لتصبح أول مسلمة محجبة في مجلس تشريعي بالولايات المتحدة الأمريكية، وثاني امرأة مسلمة في الكونجرس، بعد الأمريكية من أصول فلسطينية رشيدة طليب، التي فازت قبلها بساعات.
وولدت إلهان في عام 1982 بالصومال، وقبل أن تتم عامها التاسع اضطرت مع أهلها إلى الانتقال إلى كينيا المجاورة بسبب اشتعال الحرب في بلادها عام 1991، وبعد 4 سنوات من العيش في مخيمات اللجوء في كينيا، انتقلت العائلة إلى الولايات المتحدة في عام 1995.