مع استمرار خليفة حفتر في التهديد بالاستيلاء على العاصمة الليبية، تظهر تحالفات متغايرة في البلاد، تعرقل من زحف قواته باتجاه طرابلس.
صباح الجمعة الماضي، ورغم توصل قوات حفتر إلى اتفاق مع قادة مجموعات مسلحة محلية بالدخول إلى مدينة الزاوية الساحلية، دون إطلاق عيار ناري واحد، كان لإحدى المجموعات رأي آخر.
وعوضاً عن تمركز القوات غرب العاصمة -ضمن ما نص عليه الاتفاق- حاصرت مجموعة مسلحة تابعة لمدينة الزاوية قوات حفتر، وأسرت منهم أكثر من 100 مقاتل وصادرت أسلحتهم.
كان ذلك “الكمين” أيضاً دون إطلاق عيار ناري واحد، حسبما قال سكان محليون لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الجمعة، وكما أظهرت لقطات مصورة وثقت الحدث.
وبعد يوم من تقدم حفتر المفاجئ إلى ضواحي طرابلس، تباطأ زحفه يوم الجمعة تقريبًا، مما يشير إلى أن معركة طويلة وغامضة قد تنتظره.
حسب “نيويورك تايمز”، تدخل تحالف من المجموعات المسلحة المتصارعة لمنع حفتر من الوصول إلى طرابلس، إلا أنّ ما حدث في “الزاوية” كان بمثابة تذكير واضح بعدم استقرار التحالفات بين الجماعات المسلحة التي اجتاحت ليبيا منذ اندلاع “الربيع العربي” في عام 2011م، بما في ذلك تلك التي تصطف خلف حفتر وتلك التي تقف ضده.
وقال عماد بادي، باحث ليبي مقيم في العاصمة البريطانية لندن: إنّ حملة حفتر العسكرية “ستكون بطيئة”.
وأضاف لـ”نيويورك تايمز”: سنرى المزيد من التحالفات المتغيرة، وأي مكان تسيطر عليه، قد لا يزيد تحكمك فيه لأكثر من يوم.
وفي هذا الشأن، كان التحول الأكثر أهمية في مجريات هذه المعركة، إعلان قوات حفتر، أمس السبت، سيطرتهم على مطار طرابلس الذي دمرته المعارك عام 2014م، ثم تصريح فتحي باشاغا، وزير الداخلية بحكومة الوفاق، في وقت لاحق من اليوم ذاته، بأنّ قواته أعادت السيطرة بالكامل على المطار.
وحاولت “نيويورك تايمز” تفسير ما حدث في مسألة المطار بأنّ أفراد المجموعات المحلية المسلحة قد احتشدت في محاولة لاستعادة المنطقة (حيث يوجد المطار).
يشار إلى أنه بعد إعلان حفتر، الخميس، شن حملة عسكرية للسيطرة على طرابلس، وتشكيل المجموعات المسلحة في العاصمة “تحالفاً فضفاضاً” -حسب الصحيفة الأمريكية- لوقف تحرك خليفة حفتر، سارع سكان طرابلس في تخزين الطعام والوقود، تحسباً لاندلاع صراع طويل الأمد.
ويأتي التصعيد العسكري من جانب حفتر، مع تحضيرات الأمم المتحدة، لعقد مؤتمر للحوار في مدينة غدامس الليبية (جنوب غرب)، بين 14 و16 أبريل الجاري، ضمن خريطة طريق أممية لحل النزاع في البلد العربي الغني بالنفط.