بالتزامن مع زيارة رسمية للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تتطرق، بحسب معلومات حكومية، إلى ما يعرف إعلامياً بـ”صفقة القرن” الأمريكية بشأن القضية الفلسطينية، جدد الأزهر الشريف دوره الرافض في المساومة على الأرض والثوابت الفلسطينية في إشارة إلى رفض واضح لما يروج على نطاق واسع حول الصفقة الأمريكية.
رفض أزهري
واستنكر الجامع الأزهر الشريف بمصر، في بيان له، اليوم الأحد، رصدته “المجتمع” على صحفته الرسمية بـ”فيسبوك”، إقرار “الكنيست” الصهيوني خلال دورته الأخيرة 8 قوانين من أصل 60 مشروع قانون لضم أراضي الضفة الغربية إلى الاحتلال.
وثمن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ما نشرته منظمة “ييش دين” بشأن المنظمة التي تُعنى بحقوق الإنسان على أن الضفة الغربية أرض محتلة ولا يسري عليها قانون الكيان الصهيوني، وأنه بمجرد أن يتولى “الكنيست” سلطة التشريع في الضفة الغربية، فهذا يعني سعي الاحتلال إلى ضمِّها وفرض السيطرة عليها، بما يُعدُّ انتهاكًا للقانون الدولي.
وأوضح أن تطبيق سيادة الكيان المغتصب على مليوني فلسطيني في الضفة يعزز من عنصريته، حيث سيُنظر إلى الصهاينة كمواطنين في حين أن الفلسطينيين أصحاب الأرض سكَّان لا حقوق لهم.
وشدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على عروبة كافة الأراضي الفلسطينية -بما فيها الضفة الغربية- المحتلة، محذرًا من مخططات الكيان الصهيوني الخبيثة التي تعمل على قلب الحقائق من خلال سنِّ قوانين تساعد على التوسُّع الاستيطاني والتهويد الكامل لأراضي الشعب الفلسطيني المسلوبة.
وفي ذات الشأن، واصل المرصد الأزهري حملته التوعوية بعنوان “الذي باركنا حوله”؛ بهدف توعية الشباب العربي بمكانة المسجد الأقصى في الإسلام، وتاريخ القضية الفلسطينية، والتأكيد على عروبة فلسطين، باعتبار أن القضية الفلسطينية قضية كل العرب والمسلمين.
وتتناول الحلقات، بحسب المرصد، التي تُنشر على مدار شهر أبريل الجاري، عرضاً لتاريخ القضية الفلسطينية بدءاً من الانتداب البريطاني، مروراً بالاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، وحتى توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قرار نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، وإعلان المدينة عاصمة للكيان الصهيوني.
وتلقي الحملة التي تَنشر وثائق لأول مرة الضوءَ على الدور البارز الذي تمارسه الدولة المصرية في مساندة القضية الفلسطينية العادلة، وأبرز محطات الأزهر المضيئة في دعم الشعب الفلسطيني.
وفي 13 فبراير الماضي، صادق الكنيست الصهيوني بشكل نهائي على مشروع قانون لتطبيق القانون الصهيوني على المؤسسات الأكاديمية في مستوطنات الضفة الغربية في إطار تفعيل قرار اللجنة المركزية لحزب الليكود على فرض السيادة الصهيونية على كافة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأصدر الأزهر في يناير 2018م إعلاناً دولياً تحت عنوان “إعلان الأزهر العالمي لنصرة القدس”، شدد فيه على أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة وأن عروبةَ القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير وهي ثابتة تاريخيًّا منذ آلاف السنين، مؤكداً أنه يجب العمل الجاد على إعلانها رسميًّا والاعتراف الدولي بها وقبول عضويتها الفاعلة في كافة المنظمات والهيئات الدولية.
صفقة القرن
وفي المعسكر الآخر، كشف السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن جولة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الخارجية إلى الولايات المتحدة في منتهى الأهمية، خاصة بهذا التوقيت، مبرراً ذلك بحسب ما نشره موقع جريدة “الأخبار” المملوكة للدولة أن المباحثات المصرية الأمريكية ستتناول الأوضاع الإقليمية بالمنطقة وعلى رأسها ملف “صفقة القرن”.
وأضاف حجازي، في مداخلة هاتفية على فضائية “TEN”، الأحد 7 أبريل، أن القمة العربية اختتمت أعمالها والرئيس سيحمل رؤى المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالقرارات أحادية الجانب للولايات المتحدة بشأن القدس والاعتراف بالسيادة الصهيونية على الجولان، مشيراً إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية شهدت تطورات مهمة على الصعيد الإستراتيجي والأمني والاقتصادي.
وتوقع الكاتب الصحفي المقرب من الرئاسة ورئيس تحرير جريدة “أخبار اليوم” المصرية ياسر رزق في مقال نشره من واشنطن، أن الرئيس المصري يؤكد في القمة المصرية الأمريكية موقف مصر المعروف من القضية الفلسطينية وتحقيق السلام القائم على حل الدولتين مما يؤدي لإنشاء دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت في حرب يونيو 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك بغض النظر عن انتهاء الولايات المتحدة من بلورة مشروع ترمب للسلام الذي يسميه الإعلام بـ”صفقة القرن” أو عدم انتهائها منه أو إرجائها له، لكنه أكد أنه من المتوقع أن يعرض الرئيس المصري لما تحقق من إنجاز على صعيد “العملية الشاملة” بسيناء وتفكيك الجهاز العصبي لجماعات الإرهاب في شمال سيناء.
ونفى أن يكون الهدف من القمة المصرية الأمريكية تقديم الجانب الأمريكي مشروعه للسلام لتتولى مصر “تسويقه” فلسطينياً لدى “فتح” و”حماس” والفصائل الأخرى، عندما تتهيأ الأجواء “إسرائيلياً” بعد إجراء الانتخابات الصهيونية.
يأتي ذلك وسط تقارير صحفية متواترة تتحدث حول وجود تفاهمات سياسية إقليمية متعلقة بشمال سيناء المصرية ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتسوية القضية الفلسطينية المعروفة باسم “صفقة القرن”، لكن السلطات المصرية نفتها مراراً.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قبل أسبوع: إن خطة السلام للشرق الأوسط (صفقة القرن) التي تعتزم الولايات المتحدة طرحها، ستتخلى عن المعايير القديمة التي تتعلق بقضايا مثل القدس والمستوطنات.
واعتبر مايك بومبيو أن هذه كانت المعايير التي احتلت النقاشات سابقاً وقادتنا إلى ما نحن عليه الآن؛ “لا حل”، مشيراً إلى أن الخطة الأمريكية ستستند إلى الحقائق على الأرض، والتقييم الواقعي لما سيقودنا إلى تحقيق نتيجة جيدة.