أكد المحلل النفطي الكویتي محمد الشطي أن ارتفاع اسعار النفط الذي شھدتھ الاسواق العالمیة أمس الأربعاء جاء بسبب سحوبات أسبوعیة من المخزون الامریكي تقدر بأكثر من 9 ملایین برمیل بالإضافة الى عوامل أخرى.
وقال الشطي لوكالة الأنباء الكویتیة (كونا) الیوم الخمیس إن ھذه السحوبات بحسب ما أظھرت أرقام ادارة معلومات الطاقة الأمریكیة ومعھد البترول الامریكي تعد كبیرة جدا وجاءت بثلاثة أضعاف التوقعات التي كانت تقدر بنحو 3 ملایین برمیل فقط.
وأشار الى ان سعر برمیل نفط خام الاشارة مزیج برنت ارتفع 85ر2 دولار لیقفز عند التسویة الى مستوى 01ر67 دولار كما ارتفع سعر برمیل خام القیاس الأمریكي غرب تكساس الوسیط 60ر2 دولار ما یعادل 5ر4 في المئة لیصل عند التسویة الى مستوى 43ر60 دولار.
وأضاف ان سعر برمیل النفط الكویتي ارتفع في تداولات أمس 37ر1 دولار لیبلغ 69ر65 دولار أمریكي لافتا الى ان اوضاع السوق حالیا تعني تحرك سعر برمیل النفط الكویتي بین 60 و70 دولارا.
وأوضح ان ما ساھم أیضا في دعم اسعار النفط ھو إغلاق المشغلین بعض منصات الانتاج والمصافي في خلیج المكسیك قبل تشكل عاصفة مداریة متوقعة قبالة ساحل لویزیانا في الولایات المتحدة الأمریكیة لافتا الى أن التوترات في منطقة الخلیج العربي تساھم أیضا في دعم الأسعار وربما تؤدي دورا أكبر في المستقبل.
وذكر الشطي أن ما دعم اسعار النفط ایضا تقدیرات أولیة من بعض مصادر السوق بأن صادرات النفط الخام من فنزویلا انخفضت من 860 ألف برمیل یومیا في شھر یونیو الى نحو 670 ألف برمیل یومیا في شھر یولیو الجاري.
وافاد بأن ھناك عددا من المؤشرات الایجابیة الأخرى التي تدعم السوق النفطیة ومستویات الاسعار لكنھا لا ترقى لإحداث قفزات كبیرة في الاسعار ومنھا انتھاء اجتماعات مجموعة العشرین والاتفاق الصیني الامریكي على ھامش ھذه الاجتماعات حول استئناف جولة المفاوضات التجاریة بین البلدین
ووقف اي سیاسات من شأنھا الاضرار بالاقتصاد العالمي والمساھمة في تباطؤ التجارة الدولیة والطلب على النفط.
وبین ان من ھذه المؤشرات الایجابیة اجماع منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائھا على تمدید اتفاق خفض الانتاج الى نھایة شھر مارس 2020 والذي أبرز تلاحم وتوافق 24 دولة بالإضافة الى خفض في تقدیرات الانتاج لدول (اوبك) لشھر یونیو وخفض في انتاج روسیا خلال شھر یولیو الى ما دون ال 11 ملیون برمیل یومیا.
وقال ان ھناك مؤشرات ایجابیة ایضا منھا ارتفاع الطلب على النفط خلال النصف الثاني من عام 2019 مع بدء رفع معدل تشغیل المصافي على اساس موسمي إضافة الى التوترات السیاسیة لیس في الخلیج العربي فقط ولكن أیضا في لیبیا وفنزویلا وتأثیراتھا على مستویات الانتاج مؤكدا ان ھذه التطورات اعطت للأسواق التطمینات اللازمة لتدعم استقرارھا وھیأت المناخ المناسب لتعافي الأسعار.
وحول وجود عوامل تعوق ارتفاع الاسعار لفت الشطي الى ان ھناك عوامل عدة منھا المخاوف من تراجع الاقتصاد العالمي وھو ما شجع حركة بیع للعقود قامت بھا بیوت الاستثمار المضاربة مبینا أن ھناك مستجدات ومؤشرات تضغط على اسعار النفط وتحد من ارتفاعھا الى حین بروز مؤشرات جدیدة.
وأضاف ان من تلك العوامل ایضا تباطؤ مؤشر الطلبات الجدیدة والإنتاج الصناعي في المانیا والیابان والولایات المتحدة الأمریكیة وتوقع استمرار ذلك خلال الأشھر المقبلة إضافة إلى ان مستوى المخزون النفطي لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمیة مازال یفوق متوسط السنوات الخمس الماضیة.
وأكد ان أي مؤشرات اقتصادیة تدل على تباطؤ في النشاط الصناعي في ألمانیا والیابان وأمریكا تعزز المخاوف حول تراجع الاقتصاد العالمي مشیرا الى أن الجمیع مازال ینتظر بدء المفاوضات التجاریة بین الولایات المتحدة والصین والتي یعتقد انھا ستبدأ الأسبوع القادم وھي التي ستحدد مسار السوق النفطیة”.