يشارك وزير الخارجية الألماني هايكو ماس هذا اليوم الاثنين 22 تموز / يوليو باجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين سيناقشون في باريس الى جانب مسألة إنقاذ اللاجئين بالبحر المتوسط التوتر بمياه منطقة الخليج العربي الذي ارتفعت حدته باحتجاز ايران ناقلة نفط بريطانية بممر هرمز .
ويريد وزير الخارجية الألماني ماس خلال الساعات القليلة المقبلة القيام بوساطة لتهدئة الأوضاع بمنطقة الخليج فهو كان قد زار طهران قبل أسبوعين إثر إعلان حكومة الملالي الايرانية إلغاء بعض بنود الاتفاقية النووية المبرمة مع الدول المعنية بملفها النووي ـ ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين ـ وذلك بعد إلغاء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عضوية بلاده من الاتفاقية، وزيارة جديدة إلى طهران أصبحت واردة ومطلب من بعض السياسيين الألمان من بينهم وزير الخارجية السابق زيغمار جابرييل والرئيس السابق للجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني روبريخت بولنتس الذي يؤكد مسئولية الإدارة الأمريكية لحدة التوتر بالخليج إذ أن زعيم الإدارة الامريكية ترمب متعطش للحرب والدماء أيضاً.
وكانت رئيسة لجنة العلاقات الاقتصادية والصناعية مع إيران في الجمعية الألمانية الاتحادية لغرف الصناعة والاقتصاد الألماني داغمار فون بونشتاين قد رأت في تصريحها لصحيفة / راينيشيه بوست – بريد الراين / التي تصدر بمدينة دوسلدورف في عددها هذا اليوم الاثنين أنه يمكن للدبلوماسية الألمانية التخفيف من التوتر بمياه الخليج العربي من مباحثات مع زعماء طهران / فبرلين تحظى آراءها باحترام من إيران، والتي أصبح الحوار معها ضرورة ملحة لإعطاء الحركة الاقتصادية الثقة بنموها من جديد فالإدارة الأمريكية وملالي إيران وراء برودة الحركة الاقتصادية في ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي وبقية العالم، مؤكدة رفض الاقتصاد الألماني لأي عقوبات تتخذها الحكومة الألمانية ضد إيران إذ سيؤدي ذلك لنتائج وخيمة على الحركة الاقتصادية في ألمانيا بشكل أسوأ من ذي قبل، مشيرة إلى وصول حجم التعاون الاقتصادي بين ألمانيا وإيران إلى حوالي 666 مليون يورو خلال الفترة ما بين كانون ثان / يناير ونهاية أيار /مايو من عام 2019م الحالي بنسبة تراجع تصل إلى 50 % عن عام 2018م الماضي وذلك جراء طبول الحرب بمنطقة الخليج العربي .
لا أحد في واشنطن وطهران ولندن أيضاً يريد الحرب، وهو ما تؤكده الإدارة الأمريكية من خلال تصريحات لوزير خارجيتها مايك بومبيو وطهران من خلال تصريح زعيم الثورة الخمينية علي خامنئي ووزير خارجيته جواد ظريف والرئيس الإيراني حسن روحاني، إلا أن إنزال الإدارة الأمريكية المزيد من الجنود الأمريكيين مع معداتهم بالمنطقة، وإقدام إيران على احتجاز سفينة نقل الوقود البريطانية يوحي رغبة الطراف المتنازعة بالخليج بالحرب، فواشنطن غير مستعدة لفقدان وجهها بالعالم وطهران تريد أن تظهر لدول الخليج والإدارة الأمريكية وغيرها بأنها القوة الرئيسة بمنطقة الشرق الاوسط .
وتتفاوت آراء بعض الصحف الألمانية في أعدادها الصادرة اليوم الاثنين حول الأزمة بمياه الخليج العربي ، ففي حين ترى صحيفة / فيسادنر كوير – صحيفة مدينة فيسبادن / مسئولية إيران عن تفاقم الوضع بمياه الخليج العربي جراء احتجازها لسفينة الوقود البريطانية وأنها تريد بذلك جذب أوروبا إلى الحرب لتحريض الشعوب الإسلامية على الغرب. عزت صحيفة / نورد فيست تسايتونغ – صحيفة الشمال الغربي / التي تصدر بمدينة اولدينبورج / تقع على بحر الشمال / الفوضى بمياه الخليج العربي إلى الحملات الانتخابية الرئاسية بالولايات المتحدة الأمريكية والمداولات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانقسام أوروبا والغرب على نفسه وبالتالي الحرب في اليمن وسوريا والخلاف التركي الأمريكي، كل هذا تستغله إيران لمصالحها الشخصية بمنطقة الخليج العربي، مشيرة إلى أن نهاية المطاف ستسفر عن علاقات قوية بين واشنطن وطهران.