عندما أرسل الله عز وجل الأنبياء، كانت هناك فئات من المجتمع ضدهم، مع أنهم مرسلون من قِبَل الله عز وجل، ويملكون كل المعجزات والحقائق، ومع ذلك لم يكن الرد النبوي على هؤلاء العصاة فجاً، بل كان مؤدباً غير مؤذٍ (أطيعوني، اسمعوني، أنا لكم ناصح آمين)، وكثير من الردود النبوية الرائعة.
لكن للأسف الشديد، ابتعد الكثير من الناس في هذه الأيام عن هذا الهدي النبوي، وأصبحوا ومع كل خلاف يسوقون الاتهامات لمخالفيهم، ويخوّنون بعضهم بعضاً لأمور أحياناً تافهة أو غير حقيقية، ومن دون تثبت.
عندما نريد أن ننتقد أي شيء لا بد أن نلتزم بأدب الخلاف، ولا يجب أن نضع الأكاذيب والبهتان في الهجوم على أشخاص أو جماعات من الناس أو أي أحد.
إن وسائل التواصل الاجتماعي -للأسف الشديد- أظهرت لنا المستوى غير اللائق من البعض، والهجوم لمجرد الهجوم، والابتعاد عن الأخلاق الإسلامية والآداب العامة.
إن الحرية التي نتمتع بها -بحمد الله- يجب أن تكون مسؤولة، ويجب علينا أن نراعي الله عز وجل أولاً، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة: 8).
لقد مللنا من الكذب والتدليس في الهجوم على الناس بلا دليل، ورفع الدعاوى التي تنهك الوقت والجيب والسمعة، فيجب على هؤلاء أن يبتعدوا عن الكذب والشائعات، فوالله كل من يروج الشائعات والكذب ويعلم أنه غير صادق له ذنب عظيم، فقد نقل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام في حديث المنام الطويل: «الكلمة لا قيمة لها ولا وزن، وهي في الميزان أثقل من كثير من الذنوب والآثام» (أخرجه البخاري).
ينشر بالتزامن مع صحيفة “الأنباء” الكويتية