– عبو: سنقف مع الجملي إذا أظهر جدية في محاربة الفساد والتصدي للجريمة
– الزعمي: نواب الحزب الحر الدستوري مجموعة تريد الفوضى
– الحامدي: التيار الديمقراطي لم يعد معنياً بالحكم لكنه سيصوّت للحكومة وسنكون معارضة وطنية مسؤولة
نظّم التيار الديمقراطي (22 نائباً) ندوة صحفية، أمس الجمعة، تحدث فيها عن موقفه من المشاركة في حكومة الحبيب الجملي، ومسار المفاوضات لتشكيل الحكومة، والعلاقات مع كل من حركة النهضة، وحركة الشعب، والموقف مما حدث من فوضى جراء سلوكيات نواب الحزب الدستوري الحر بقيادة عبير موسي.
وقال محمد عبو، في الندوة الصحفية، التي حضرتها “المجتمع”: لن نشارك في الحكومة، بيد أن جزءاً من نوابنا سيصوتون لها، وتطرق عبو لحقيبة وزارة الداخلية ونقل عن مسؤولين فيها بأن الفساد استشرى أكثر من زمن بن علي، على حد قوله.
وتابع: عقدت حركة النهضة وكذلك رئيس الحكومة المكلف من قبلها عن آرائنا حول المنشآت العمومية ومصيرها ونحن نعتبر ذلك قضية غير أساسية، كما عرض علينا الجملي حقيبة وزارة العدل، وطلبنا منه اختيار وزير للداخلية يكون مستقلاً، ثم تراجع حتى عن وزارة العدل، وكنا قد قدمنا له أسماء شخصيتين مستقلتين لوزارة الداخلية أحدهما محام والآخر قاض.
وأشار إلى أن التيار الديمقراطي لديه أزمة ثقة في النهضة، ورغم أن رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي شدّد على ضرورة محاربة الفساد والإصلاح، فإننا لن نصدق الكلام ما لم نر الأفعال.
وأكد عبو أن التيار الديمقراطي سيصوت لحكومة الحبيب الجملي رغم أنه سيبقى في المعارضة، وأن التيار ينسق مع حركة الشعب لكنه لا يمارس نفس السياسات ولا يتبنى نفس التمشي.
وعاد عبو في الندوة الصحفية للحديث عمّا وصفها بدولة العصابات التي تحتاج جبهة وطنية للتصدي لها، كما تطرق لقطاع الصحافة وجدد دعم التيار للإذاعات الخاصة التي تواجه صعوبات مالية ولا سيما الإذاعات الجهوية ودعا لإعفائها من معلوم الإرسال.
كما تحدث عن المال السياسي، وذكَّر بأن بعض الأحزاب السياسية ومنها التيار يتنافس مع أصحاب قنوات وحذّر من ردود فعل العاطلين عن العمل والمهمشين إذا لم تتم الاستجابة لحاجياتهم ومتطلباتهم.
وجدّد عبو التأكيد على عدم رغبة التيار الديمقراطي إعادة الانتخابات، وقال: لا يمكننا أن نقامر بذلك، ليس خوفاً، وإنما حتى لا نتحمل نتيجة ذلك، ولا نريد ضرب صورة البلاد.
ونفى عبو أن يكون التيار الديمقراطي يحمل الضغينة لأي طرف سياسي في البلاد ويعني النهضة؛ “نحن لا نكره أحداً، ولا نحمل الضغينة لأحد، وليس لدينا ما يسمى بالعداء الأيديولوجي مع أحد”، وأضاف: سنقف مع الجملي كما وقفنا مع الحبيب الصيد، ويوسف الشاهد من قبله إذا أظهر جدية في محاربة الفساد والتصدي للجريمة.
وعاد عبو للحديث عن وزارة الداخلية، قائلاً: إن وزير الداخلية الحالي قد يكون رصيناً ومحترماً، لكنه غير قادر على إدارة وزارة الداخلية مثل الذين سبقوه، فنحن نحتاج وزيراً يفرض القانون.
ضد الفوضى
وندد القيادي بحزب التيار رضا الزعمي بالفوضى التي يحدثها نواب الحزب الحر الدستوري داخل البرلمان، ووصفهم بأنهم مجموعة تريد الفوضى، تقودها امرأة معروفة بإثارتها للقلاقل، وأدان تصرفاتها وتصرفات حزبها، واعتبر ما قام به نواب الحزب الدستوري الحر، محاولة لضرب المسار الديمقراطي فهي لا تؤمن بالثورة ولا بالدستور ولا بالديمقراطية التي أوصلتها للبرلمان.
ودعا الزعمي القوى الثورية إلى وضع اليد في اليد لتحقيق ما ينتظره التونسيون من عدالة اجتماعية ومقاومة الفساد، ومواجهة الفوضى، في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البلاد.
وضع صعب
ووصف القيادي في التيار الديمقراطي محمد الحامدي، الوضع في البلاد بأنه صعب، ويستوجب تحمل أعباء الحكم، ونضع أيدينا في أيدي بعضنا إذا صدقت النية وفرضت الإرادة، وقال: إن النهضة اختارت الأقل كلفة، رغم أننا تجاوزنا ميلنا إلى المعارضة، وكرر ما قاله عبو حول انخفاض العروض من تعيين مرشح لوزارة العدل إلى طلب اختيار شخصية مستقلة، وتابع: تغاضينا من أجل البلاد، والطرف الذي لا يطلب الكثير موجود (يعني لا يطلب الكثير من النهضة دون تسميته)، وأن التيار الديمقراطي لم يعد معنياً بالحكم، لكنه سيصوّت للحكومة، وسنكون معارضة وطنية مسؤولة.