أشارت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مخاوف من برنامج تجسس علمي لبكين، كسبب إلى رغبتها في منع خطة صينية لبناء مقر لمراكز “أفريقيا للسيطرة على الأمراض والوقاية منها”، في إثيوبيا بكلفة تقدر بـ 80 مليون دولار، وسط منافسة متنامية على النفوذ في القارة السمراء، بحسب صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.
وأبلغ مسئول في الإدارة الأمريكية الصحيفة أن:” هذا تهديد لأفريقيا، فالقارة بها كميات هائلة من البيانات الجينية، والصينيون يرغبون في بناء مراكز ليسرقوا البيانات من المراكز الأخرى في نهاية المطاف”، مشيرا إلى أن هناك 5 محاور إقليمية، تضم مراكز التحكم في المرض، بعضها قامت الولايات المتحدة ببنائها.
وتقع هذه المراكز في مصر ونيجيريا والغابون وكينيا وزامبيا وتعالج فيروسات شديدة الخطورة، وأزمات صحية، وتقوم بالبحث وجمع البيانات.
وانطلق دور المركز في 2017 في أعقاب أزمة تفشي مرض إيبولا القاتل في غرب أفريقيا، وكذلك فيروس كورونا.
وهذه المراكز مملوكة لدول الاتحاد الأفريقي، الذي يمولها جزئيا، بالإضافة إلى الدعم المالي القادم من الولايات المتحدة والصين والبنك الدولي ومتبرعين آخرين من بينهم الكويت واليابان. وتتواجد أمانتها في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا.
ومن المتوقع أن يناقش وزراء الخارجية في دول الاتحاد مسألة المقر الجديد للمرة الأولى يوم الخميس المقبل.
وقال المسئول الأمريكي:” فجأة، الصينيون ينقضون ويريدون بناء مقر لمراكز أفريقيا للسيطرة على الأمراض والوقاية منها”، موضحا أن الولايات المتحدة استثمرت 900 مليون دولار في الـ 15 عاما الماضية لدعم الصحة في أفريقيا.
وأضاف:” لو بنى الصينيون المقر، لن يكن بوسع الولايات المتحدة القيام بأي شيء مع مراكز أفريقيا للسيطرة على الأمراض والوقاية منها”.
ومنحت الولايات المتحدة 14 مليون دولار لمراكز السيطرة على المرض والوقاية منها في عامها الأول من العمل، ولا تزل تدفع مرتب مدير المركز إلى جانب كبار الموظفين الطبيين المبتعثين من أمريكا.
وبنت بكين مركز مؤتمرات الاتحاد الأفريقي بكلفة 200 مليون دولار، الذي يستضيف أمانة مراكز افريقيا للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في أديس أبابا.
وتسبب المبنى في حالة من الجدل في أعقاب دعاوى أثيرت في 2018، حول قيام الصين بالتنصت على المبنى المكون من 19 طابقا وتحميل ذاكرة تخزين مؤقتة ليلية، بما في ذلك تسجيلات صوتية على خوادم صينية على مدار 5 سنوات، وهو ما أنكرتها بكين.
وتوصلت إدارة أوباما في 2016 إلى اتفاق مع بكين لتقديم دعم مشترك إلى مركز أفريقيا للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، وتعزيز العلاقات بين خبراء الصحة الصينيين والأفارقة والأمريكيين.
ولكن التعاون المشترك توقف في ظل إدارة ترامب، بسبب الصدام بين البلدين حول التجارة. واستثمرت الصين مليارات الدولارات في أفريقيا لزيادة قبضتها الاستراتيجية على القارة.
وأبلغت بكين مسئولي الاتحاد الأفريقي أنها ترغب في بناء المقر في 2018، ولكن إدارة ترامب انتقدته على أساس أنه اتفاق غامض لم تراجعه دول الاتحاد الأفريقي الـ 55.