عقدت الجماعة مؤتمراً علمياً كبيراً للتكاتف ومواجهة فيروس كورونا وتنحية الخلافات السياسية جانباً فيما يتعلق بمواجهة هذا الوباء
شكلت لجنة متخصصة في الداخل والخارج تضم عدداً من رموز الجماعة والكفاءات من أساتذة الطب والاقتصاديين وعلماء الشريعة والإعلاميين
دعت لإطلاق المساجين والمعتقلين خصوصاً الأطباء وحماية الكوادر الصحي
دعت الشعب المصري إلى الأخذ بالأسباب والالتزام بآراء أهل العلم والمختصين فيما يتعلق بإجراءات السلامة والوقاية من المرض
قدمت رؤية اقتصادية لمواجهة أزمة تفشي فيروس كورونا في مصر، والحد من انعكاساتها السلبية على الاقتصاد والأوضاع المعيشية للمصريين
بعد أسبوع من مطالب عماد الدين حسين، رئيس تحرير “الشروق” الموالية للسلطة في مصر، جماعة الإخوان المسلمين أن “تصدر بياناً تقول فيه: إنها قررت تجميد خلافاتها مع النظام وتطلب من عناصرها التطوع لمساعدة الدولة والمجتمع للبحث عن حلول للأزمة، أو تقليل آثارها”، تحركت الجماعة للرد على تحدي النظام وأصدرت بيانات وعقدت مؤتمراً علمياً كبيراً للتكاتف ومواجهة فيروس كورونا وتنحية الخلافات السياسية جانباً فيما يتعلق بمواجهة هذا الوباء.
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين “تشكيل لجنة متخصصة ومهنية في الداخل والخارج تضم عدداً من رموز الجماعة والكفاءات المتخصصة والمهنية من أساتذة الطب والاقتصاديين وعلماء الشريعة والإعلاميين وغيرهم”، للمساهمة في مواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد.
وقالت الجماعة في مؤتمرها: إنه لا مجال للخلافات السياسية والفكرية، في إطار مواجهة فيروس كورونا، وكشفت عن تشكيل لجنة لمواجهة الفيروس، وأعلنت دعمها مبادرة الأزهر، ودعت لإطلاق المساجين والمعتقلين خصوصاً الأطباء وحماية الكوادر الصحي.
ومع أن مقال رئيس تحرير “الشروق” جاء ضمن حملة إعلامية ضد الإخوان تتهمهم –زوراً– بالسعي لاستغلال الكارثة في التظاهر وإصابة ضباط الجيش بالمرض، وهو ما نفته الجماعة في بيان واعتبرته “خزعبلات”.
وكذا نشر صحف بياناً مزوراً منسوباً للإخوان يقول: إنهم طلبوا من المكاتب الإدارية والأفراد نشر كورونا! وتحريض الشعب على النزول للشوارع، وعدم الاستجابة لدعوات الحكومة بالتزام المنازل، وأن الإخوان ينتظرون نزول الجيش الشارع كي ينزلوا ينشروا العدوى بين أفراده، فقد ردت الجماعة على كل هذه الدعوات بعقد مؤتمر في إسطنبول، الأحد 5 أبريل الجاري، كان رداً قاطعاً وتبرئة ساحة الجماعة من افتراءات الأبواق الإعلامية.
فخلال المؤتمر الذي نظمته الجماعة عبر الفيديو تحت عنوان “أولويات العمل الوطني في مواجهة جائحة كورونا.. التعاون والمشاركة فريضة”، قال أستاذ الأمراض المعدية المتولي زكريا: إنه “رغم ما تواجهه الجماعة من صعوبات، قررت تشكيل لجنة بالخارج تعمل على تدشين مواقع متخصصة لرفع كفاءات الأطباء وفتح مجالات للاستشارات عن بعد بمشاركة متخصصين وتقديم التوعية وعمل قنوات عبر يوتيوب لنشر المعلومة الصحيحة وتحذير الناس من الشائعات وتقديم الدعم النفسي لكل شرائح المجتمع”.
وأضاف أنه “لا مجال لجعل الخلافات السياسية والفكرية حائلاً لمواجهة الجائحة التي لا تفرق بين مؤيد ومعارض أو حاكم أو مواطن”.
وشدد البيان الختامي للمؤتمر على “أننا (الإخوان) وما نملك فداء لشعبنا العظيم ولوطننا الحبيب مصر، داعية للإفراج عن السجناء لاسيما كبار السن”.
وقالت جماعة الإخوان: إن اللجنة المتخصصة (في الخارج) من رموزها سيقومون بدورهم وواجبهم في إعداد محتوى علمي منهجي لتوعية الشعوب عامة والشعب المصري خاصة، ونشر تعليمات مهنية متعلقة بكيفية مواجهة كورونا.
البيان الختامي
وشدد بيان جماعة الإخوان، الذي صدر في ختام المؤتمر، أن أولوياتها الآن هي مواجهة الوباء من خلال التكاتف والتعاضد المنشود بين جميع أبناء الشعب لإنقاذ البلاد والمحافظة على الشعب.
وأكّد الإخوان المسلمون أن الجماعة وما تملك فداء للشعب والوطن، وأن ما يعانيه أفراد الجماعة من حصار وملاحقة وتضييق لن يمنعهم من التحرك لتقديم ما بوسعهم للوطن والشعب الصابر.
ودعت الجماعة الشعب المصري إلى الأخذ بالأسباب والالتزام بآراء أهل العلم والمختصين فيما يتعلق بإجراءات السلامة والوقاية من المرض، والتزام البقاء في البيوت والصلاة فيها، كما وجهت الدعوة للجميع إلى التحرك بشكل رشيد وبأقصى طاقة لمواجهة كورونا، ودعت وسائل الإعلام لتحري للدقة وعدم نقل الشائعات عن أن الإخوان يدعون للنزول للشارع للإصابة بالوباء.
كما دعت الجماعة إلى “ضرورة إخراج المعتقلين والسجناء باعتباره أحد العوامل المهمة في مقاومة الوباء، وهي الخطوة التي اتخذها العديد من دول العالم لضرورتها الصحية والإنسانية، خاصة مع تزايد معدلات انتشار الوباء”، مؤكده أن كفاءات مصر من أطباء ومهنيين بالداخل والخارج سيكونون دوماً في خدمة وطنهم وشعبهم.
وأعلنت جماعة الإخوان أن “الأولوية الأولى لدينا الآن هي مواجهة هذا الوباء، من خلال التكاتف والتعاضد المنشود بين جميع أبناء الشعب المصري، إنقاذا لبلادنا وحفاظاً على شعبها الأصيل”.
وأوضحت أن “ما نعانيه من حصار وملاحقات وتضييقيات لن يمنعنا من التحرك، لتقديم كل ما بوسعنا لوطننا ولشعبنا الصابر الأبي، في هذه المعركة المحتدمة، مُعتبرين أن ذلك هو واجب وفريضة على كل مصري صادق في انتمائه لوطنه”.
وقالت: إن “إخراج المعتقلين والسجناء -من كافة الاتجاهات-هو عامل مهم في مقاومة هذا الوباء، وهي خطوة قد اتخذتها العديد من دول العالم لضرورتها الصحية والإنسانية.
“فالسجون المكتظة التي تفتقد لأساسيات الرعاية الصحية تُعد قنبلة موقوتة شديدة الخطورة على المحتجزين وعلى المجتمع كله، خاصة مع تزايد معدلات انتشار هذا الوباء، وما لا يحتمل أي تأجيل هو إطلاق سراح كبار السن وأصحاب الحالات الأمراض المزمنة من المرضى وكبار السن والنساء”.
كما قدمت الجماعة رؤية اقتصادية لمواجهة أزمة تفشي فيروس كورونا في مصر، والحد من انعكاساتها السلبية على الاقتصاد والأوضاع المعيشية للمصريين، تقوم على تضافر الجهود بين الجميع؛ رجال الأعمال (من مستثمرين وتجار)، وأفراد المجتمع (من مستهلكين ومدخرين)، والجمعيات الخيرية، وقبل كل ذلك الحكومة، لعلاج هذه الأزمة الوقتية.