– القمر الجديد مهم لأنه مزود بتقنيات متطورة للغاية من شأنها تعزيز قدرات الكيان الاستخباراتية ومراقبة الدول العربية وإيران
– يعزز قدرات الكيان التنبيهية لإطلاق الصواريخ والتحذيرات الصاروخية ويسمح له بمراقبة تطوير الأسلحة النووية في إيران
– طفرة عربية حالية في إنتاج أقمار صناعية فهي لا تزال مجرد أقمار اتصالات وبث المحطات التلفزيونية الفضائية
في خطوة عسكرية جديدة، أعلن الكيان الصهيوني نجاحه في إطلاق القمر الصناعي الاستطلاعي “أوفيك 16” إلى الفضاء، لينضم إلى أسطول من أقمار التجسس الصهيونية التي تم إطلاقها على مدى العقدين الماضيين.
القمر تم إطلاقه لأغراض تجسسية، ويتميز عن سلسلة الأقمار التي تحمل نفس الاسم “أوفيك” أو “أفق” بأنه أكثر تطوراً؛ لأنه يعمل بتقنية كهروضوئية، ويتمتع بقدرات متطورة للغاية، يضمن لـ”تل أبيب” رؤية بصرية أفضل لمواقع عسكرية في المنطقة العربية وإيران.
و”أفق 16″ ينتمي إلى سلسلة أقمار صناعية تحمل نفس الاسم، أطلق الكيان أول نسخة منها “أفق 1″، في 19 سبتمبر 1988، وسبق أن تولت أقمار من نفس الفئة مهام مراقبة نطاقات جغرافية بعينها، مثل سورية وإيران، والمنطقة العربية ككل.
أهمية القمر الجديد
ترجع أهمية القمر الجديد لأنه مزود بتقنيات متطورة للغاية من شأنها تعزيز قدرات الكيان الاستخباراتية ومراقبة الدول العربية وإيران، كما أنه يسمح له بتمييز التغييرات على مستوى الأرض بشكل أفضل في جميع أنحاء إيران، وكذلك في الأماكن النائية مثل اليمن، حيث هدد الحوثيون بإطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني.
ويعزز القمر الصناعي الجديد قدرات الكيان التنبيهية لإطلاق الصواريخ والتحذيرات الصاروخية، ويسمح له بمراقبة تطوير الأسلحة النووية في إيران، بما في ذلك بناء المنشآت النووية والتحضير للتجارب النووية.
فالقمر الصناعي الصهيوني الجديد “أوفيك” (16 Ofek) يستعمل حساسات كهروضوئية؛ ما يعني أن للقمر القدرة على تغيير معامل الانكسار (أي نسبة سرعة الضوء بين الفراغ وأي وسط يمر به مثل ماء أو زجاج وما شابه) عن طريق الحث الكهربائي، لذلك فالحديث يدور عن قمر استطلاع بصري كهربائي مُزود بقدرات تقنية متقدمة.
ولذلك أعلن مدير الأبحاث وتطوير الوسائل القتالية والبنى التحتية التكنولوجية التابعة للصناعات الجوية لدى وزارة الأمن الصهيونية، أن القمر الصناعي الجديد يعزز قدرة الكيان على الحصول على تحذيرات مبكرة حول الاستعدادات الصاروخية وتجارب الصواريخ الجديدة والمواقع التي يتم فيها تطوير وتصنيع مكونات البرنامج النووي الإيراني.
وأوضح الإعلام العبري أن القمر الجديد يجعل من الصعب على الإيرانيين إخفاء الأشياء لفترة طويلة كلما عبرت الأقمار الصناعية “الإسرائيلية” أكثر من نقطة معينة، قل احتمال الإخفاء، وهذا سيجبر الإيرانيين على العمل تحت الأرض لتطوير الصواريخ وإنتاجها وتخزينها وأسلحتها.
سلسلة التجسس “أوفيك”
يسعى الكيان الصهيوني إلى تقوية قطاع التجسس عبر الفضاء لديه من خلال تطوير أقمار اصطناعية لهذا الهدف، كان آخرها القمر “أوفيك 10″ عام 2014، و”أوفيك 11” عام 2016.
وأطلق الكيان 11 صاروخاً من نوع” أوفيك” كان آخرها 13 سبتمبر 2016، حيث أطلق أول قمر صناعي للتجسس في عام 1988 تحت اسم “أوفيك 1″، ثم أطلق القمر “أوفيك 2” عام 1990، والقمر العاشر أطلق في أبريل عام 2014.
وسبق للعميد حاييم إيشد، الرئيس السابق لبرنامج الفضاء “الإسرائيلي”، أن ذكر أن برنامج التجسس الفضائي الصهيوني تم تدشينه خصيصاً للتجسس على مصر، بعد معاهدة السلام وإخلاء المستوطنات “الإسرائيلية” بسيناء، وأن “تل أبيب” أطلقت أقمارًا صناعية عسكرية بهدف التجسس على مصر بالدرجة الأولى، ثم الدول العربية وإيران لاحقاً مع تطور أقمار التجسس الصهيونية.
وفي حوار له مع موقع “هايادان” الإسرائيلي، العام الماضي، بمناسبة مرور 20 عامًا على إطلاق القمر “أوفيك 3” من قاعدة “بلماحيم” الجوية، أبريل 1995، كشف رئيس برنامج الفضاء الصهيوني السابق ضمناً عن كيفية تجسس الاستخبارات “الإسرائيلية” على مصر بواسطة أقمار التجسس “أوفيك”، التي أطلقت منها “تل أبيب” 10 أقمار حتى الآن، آخرها في أبريل 2014.
حاييم إيشد قال: عندما شغلت عام 1978 منصب رئيس وحدة البحث والتطوير في الاستخبارات العسكرية، بعد خطاب السادات وبدء الاتصالات لتوقيع معاهدة السلام مع مصر، قالوا لنا: إنه يجب إخلاء سيناء، وإننا مضطرون لإيجاد حل للتجسس على مصر؛ لأنه سيكون من المستحيل إطلاق طائرات للتصوير الجوي فوق مصر في ظل معاهدة سلام.
واستطرد قائلاً: كان من الواضح أن الحل يكمن في قمر صناعي، فجلسنا ندرس المسألة طوال عامين (1978-1979)، وزرنا مواقع في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، وفي وكالة الفضاء الأوروبية، وعدنا بالتوصيات لوزير الدفاع عزرا فايتسمان.
وقد أوكل فايتسمان ذلك لمنس برات الذي كان العالم الأول في وزارة الدفاع، الذي أقام مفاعل ديمونة، وبعد سنوات من الإعداد والتجهيز تم إطلاق الصاروخ “أوفيك 1” عام 1988، وكان قمراً تجريبياً، وبعد ذلك بعامين أطلق الكيان “أوفيك 2”.
أما برنامج القمر الصناعي “أوفيك 3” الذي كان القمر المتكامل الأول، فتم تخصيصه للتجسس على مصر، بعد معاهدة السلام، وأن الفريق الذي زار وكالة “ناسا” الأمريكية ووكالة الفضاء الأوروبية من الخبراء الصهاينة، “بحث سبل التجسس على مصر عبر الفضاء”.
وتابع: كانت هذه نقطة انطلاق مذهلة، حيث فاق أداؤه كثيراً ما كنا نتوقع، وأشار إلى أن الاختبارات الأولية على جودة الصور التي بإمكان القمر التقطاها كانت مفاجئة.
وتتخصص سلسلة الأقمار “أوفيك” في التجسس علي العرب، فعندما أطلق الكيان قمره “أفق-10″، قال: إنه قادر على إمكانية تصوير أجسام بطول 70 سنتيمتراً، لتعمل كلها في سبيل التفوق على العرب وردعهم، وقالت المصادر الصهيونية: إن مهمته جمع المعلومات الاستخبارية، لينضم إلى ما وصفته وسائل الإعلام الصهيونية بـ”عائلة الأقمار الصناعية الإسرائيلية” في الفضاء.
طفرة عربية ترفيهية
ومع أن هناك طفرة عربية حالية في إنتاج أقمار صناعية، فهي لا تزال مجرد أقمار اتصالات ولبث المحطات التلفزيونية الفضائية ونظام تسليم مفتاح من الشرق والغرب، رغم أن خبراء الفضاء يؤكدون أن امتلاك تكنولوجيا الفضاء معناه إنشاء وتطوير صناعات أخرى مرتبطة بها مثل الصناعات المرتبطة بالليزر والمواد الجديدة والإلكترونيات والطائرات وأجهزة الملاحة والاتصالات والبرمجيات.
وصناعات أخرى عديدة مثل “التيفلون” العازل لحرارة الصواريخ وأصبح يستخدم في أواني الطهي، والماء الثقيل اللازم للمفاعلات النووية، وغيرها الكثير.