لعل البعض ينظر إلى العناصر والنقاط السبع التي ذكرتها تحت عنوان ” في التمثيل لنا رأي ” على أنها لا علاقة لها بفنون الدراما والسينما! وبالفعل أيها القارئ الكريم؛ البعض كان يحاورني تحت عنوان ” اشجاب لجاب “!!
أقول: هذا القصور في فهم النصوص، ومن ثم عدم اسقاطها على واقعنا هو أحد الأسباب الرئيسة لتجعلنا ” أمة متخلفة في بعض الأمور والفنون “، ولا شك هي أحد الأسباب الرئيسة أيضًا التي تؤدي إلى انتصار العدو؛ بل استعباد العدو لنا خدمة له، وخدمة لدينه ومبادئه، وهدمًا لديننا وأخلاقنا؛ من خلال هذا الفن الخطير الذي نقصيه باسم الفساد والإفساد أو الأحوط، والعدو يعمل به بكل حرفية وعلمية لإفساد أجيالنا وأبنائنا من خلاله.
حينما نقول ” الحرب خدعة ” لا نعني حروف النص فقط التي لا تتجاوز ” ٩ ” حروف، ولكنها منهج نبوي فيه جوامع الكلم، وجوامع العمل آنيًا ومستقبلًا، ويجب استيعابها أنها محور في كثير من الأحيان يؤدي إلى النصر، أو يؤدي إلى كوارث في حال عدم فهمه متكاملًا بتفاصيله الدقيقة وتداعياته تطويرًا وتوليد الآليات والتقنية المتطورة في هذا المجال.
نعم أيها القارئ الكريم.. هي خدعة؛ وخدعة تعني آنية الموقف، وأيضا تعني بعيدة المدى والنظر وذات النفس الطويل التي تؤسس أجيالًا مخدوعة، أو اجيالًا قوية تواجه الخدعة، وهذه تحتاج إلى المؤسسات الإعلامية والنفسية، والأدبية للكتابة، والتدريب للممثل والمخرج، وكاتب السيناريو والديكور وغيره.
هكذا يجب أن يفهم النص النبوي، أو نستند عليه لدعم هذه العلوم، لا كما يفهمه البعض ممن نخالفهم مع الاحترام للجميع، ولا كما يفهمه أدعياء العقل والدين كهنة القرون الحديثة التي لا فهم لها ولا أرضية في الموضوع!
حينما نتطرق إلى لعب الأحباش يجب أن نلاحظ في الرواية والحادثة ما هو آني، والمستفاد منه مستقبلًا كبناء المسارح ودور السينما، ومكان العرض في أضلاعه المختلفة كما هو معلوم ومعروف اليوم في هذا العلم، “مادة العرض.. مكان العرض.. العارض أو الممثل.. الجمهور” وهذه الرواية أرضية أصيلة تبيح البناء لدور العرض السينما والمسرح، وهي تجعلنا نأخذ من هذه الرواية الأصل الذي ننطلق منه لبناء المسارح ودور العرض، ومراعاة حدوده المقبولة شرعًا بدون شك.
أما قصة سيدنا يوسف، فهي الفصل في الأمر، وهي أعطتنا أن الخديعة من منطلق الشر أتت أكلها لجهل المقابل، وقلة حذره من خلال سيناريو تمت حبكته بدقة، فكانت الثمرة ” ٤٠ ” سنة غبن؛ أي.. مرت الأجيال حتى جاءت فرصة الخدعة الخيرية في قصة وسيناريو ” صواع الملك “، والتي فيها إصلاح ذات البين، ولا شك هذه أرضية لأهل الإعلام والفن؛ من أجل كشف خداع المخادع الخصم من خلال هذا الفن، ومن ثم التوجيه السليم، وأيضًا.. لا يمنع أن ندخل في خداع العدو، وهي تحوي وتندرج تحت:
” الحرب خدعة ” وأيضًا ” لا يجوز الكذب إلا في ثلاث “.
وأيضًا لا ينبغي ان ننسى قول الله تعالى في كتابه الكريم: ” وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ… ” (جزء من الآية 60 الأنفال)..
أي.. أي نوع من القوة التي من خلالها يتم إرهاب العدو، وجعله يحسب ألف حساب لك قبل أن يتمادى عليك بالعدوان؛ سواء كانت القوة صلبة أو ناعمة.. ولا أعتقد أن الآية تستثني الحروب الناعمة، والرسائل الإعلامية في جميع الوسائل والآليات، ولا اعتقد أنها تستثني فن الدراما مادام يخدم الأمة وأجيالها فيما يندرج تحت الاستعداد سواء كان:
ـ تحذير العدو بعدم التمادي.
ـ توجيه الشباب والأجيال حذرًا من العدو وأساليبه في حروبه الناعمة.
ـ بث معلومات فيها تضليل العدو.
ـ كشف ألاعيب العدو وأحابيله لصيد الأجيال وصناعتهم حسب ما يريد العدو ويرغب من أجل إذلال الأمة.
…. إلخ.
نعم أيها القارئ الكريم.. يجب أن نفهم النصوص بشكلها العام المطلق وبالتفاصيل أيضًا مع مجريات الأمور، وما يحدث من تطورات في المجالات والتخصصات المتنوعة، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الأمة لا نبي الحقبة، نبي الإنسانية، وسنته، ومنهجه، والكتاب الذي نزل عليه، حجة على الإنسانية ولها حتى قيام الساعة، ويجاري الأحداث والتطورات لكل ما يطرأ على الإنسانية من إيجابيات لدعمها، ومن سلبيات لتقويمها ومحاربتها.
أخيرًا إخواني الأفاضل.. جزاكم الله خيرًا جميعًا سواء من أيدني في الطرح؛ أو من خالفني والحمد لله رب العالمين..
ــــــــــــــــ
(*) إعلامي كويتي.