أكد مساعد وزير الشؤون العامة في إدارة الصحة والخدمات البشرية (HHS) مايكل كابوتو، أمس الأحد، أن بيانات المستشفيات الخاصة بمرضى كورونا سيتم توجيهها أولًا إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بدلاً من إرسالها إلى مراكز مكافحة الأمراض والوقاية.
وقال كابوتو، في بيان: ما يثير الشكوك حول تلك الخطوة هو تراجع شفافية البيانات أمام الجمهور، في وقت ترغب فيه الإدارة الأمريكية الحد من انتشار الوباء.
والثلاثاء الماضي، كشفت إدارة الصحة والخدمات البشرية، لشبكة “سي إن إن”، أن المستشفيات ستبدأ رسميًا في إرسال البيانات إليها.
كما أوضحت أن قاعدة البيانات ستستقبل معلومات جديدة لن تكون متاحة للعوام، ما قد يؤثر على عمل عشرات الباحثين والمسؤولين في القطاع الصحي، الذين يعتمدون على بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية لبناء توقعاتهم حول الجائحة وأخذ القرارات الحاسمة.
من جانبه، قال كبير المراسلين الطبيين د. سانجاي جوبتا: إن هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التعتيم فيما يخص بيانات فيروس كورونا.
وأضاف جويتا: الأجدر بهؤلاء أن يقوموا بترجمة هذه البيانات الصادرة عن أفضل علماء الأوبئة في العالم، وعرضها على الشعب.
تسييس للأزمة
والأربعاء الماضي، وصف المدير السابق لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية، د. ريتشارد بيسر، إرسال بيانات المستشفى لإدارة الرئيس دونالد ترمب، بأنها خطوة إلى الوراء، وأنها مثال آخر على تهميش المركز.
وأبدى قلقه من أن البيانات التي ستذهب مباشرة إلى إدارة الرئيس يمكن أن يتم تسييسها، وهذا هو آخر شيء نريده.
وتواصل إدارة ترمب التصدي لوباء كورونا، الذي أودى بحياة أكثر من 136 ألف أمريكي، في تحركات يُنظر إليها دائماً أنها سياسية.
وانتقد 4 مديرين سابقين في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية تسييس إدارة ترمب لأزمة الوباء.
وحذر المسؤولون السابقون في مركز السيطرة على الأمراض مما وصفوه بـ”لائحة اتهام مأساوية” تجاه جهود المركز، في ظل سعي الرئيس الأمريكي وكبار مسؤوليه لإعادة فتح المدارس.
وأثارت حالة الارتباك رد فعل عنيف ضد مسؤولي الصحة العامة في جميع أنحاء البلاد، حيث تعرض مسؤولون في مركز السيطرة على الأمراض والوقاية للمضايقة والتهديد وإجبارهم على الاستقالة، الأمر الذي وصفه مسؤولو الصحة العامة بـ”غير المعقول والخطير”.
وقال خبراء في الصحة العامة: إنهم يواجهون خصمين؛ “كوفيد 19″، والقادة السياسيين، وغيرهم ممن يحاولون تقويض مركز السيطرة على الأمراض.
وحتى مساء أمس الأحد، تجاوز عدد مصابي كورونا في العالم 14 مليوناً و601 ألف، توفي منهم أكثر من607 آلاف، وتعافى ما يزيد على 8 ملايين و712 ألفاً، وفق موقع “worldometer” المختص برصد ضحايا الفيروس حول العالم.
وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم في وفيات كورونا، بتسجيلها 143 ألفاً و226 حالة.