نعى كتَّاب وأدباء فلسطينيون الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد، الذي وافته المنية، اليوم الإثنين، في مدينة “ميساساجا” الكندية عن عمر ناهز 93 عاماً.
ومن خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر الأدباء الفلسطينيون عن حزنهم العميق لراحيل الشاعر الكبير هارون هاشم رشيد.
فتحت عنوان “شاعر العودة يترجل”، كتب علي بدوان، عضو اتحاد الكتَّاب العرب: رحل من الدنيا الفانية أبو الأمين، شاعر العودة، من كتب نشيد عائدون، ورددناه يومياً في مدارسنا قبل الدخول للشعب الصفية في الصباح الباكر.
وأضاف: امتاز شعر الراحل بروح التمرد والثورة، ويُعدّ من أكثر الشعراء الفلسطينيين استعمالاً لمفردات العودة، فأطلق عليه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة لقب (شاعر القرار 194).
وعن إنجازاته، قال بدوان: أصدر الشاعر الراحل عشرين ديوانًا، وكان أحد المؤسسين الأوائل لاتحاد كتاب فلسطين، كما أنه شغل منصب مندوب فلسطين المناوب في الجامعة العربية.
الباحث الفلسطيني أسامة الأشقر، نشر عبر صفحته على “فيسبوك”، محطات سرد فيها ذكرياته مع الشاعر الراحل، واصفاً إياه بأنه كان “واحداً من أيقونات القضية الفلسطينية وأوابدها الخالدة”.
وأضاف التقيته أول مرة في دمشق عام 2006 على هامش ندوة تأبينية عن نزار قباني، وكنا حينها قد أطلقنا مشروعنا الثقافي الكبير في “مؤسسة فلسطين للثقافة” الفكرة التي لاقت ترحيب الشاعر الراحل.
وذكر الأشقر كيف كان الشاعر الراحل في بداياته يتردد على كبار الأدباء ليعرض عليهم كل جديد من كتاباته وتلقي ملاحظاتهم عليها كسعيد فليفل، وشريف برزق الذي يعتبر موجه هارون هاشم رشيد ومرجعيته في الأدب.
وأضاف: برز بقوة في خمسينيات القرن الماضي قبل أن يظهر أدباء نهاية الستينيات وبداية السبعينيات غسان كنفاني، ومحمود درويش مع أسماء أخرى كبيرة.
وبحسب الأشقر فقد كان الشاعر الراحل عميق الصلة بأحمد الشقيري، أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولقبه الشهيد خليل الوزير “أبو جهاد” بـ “شاعر الثورة” عام 1967 بعد قصيدته “الأرض والدم”.
وأشار إلى أن القيمة الأكبر في شعره أن قصائده غناها الكثير في الستينيات والسبعينيات.
أما الكاتب والباحث الفلسطيني خليل الصمادي، فقد وصف الراحل بـ شاعر فلسطين الكبير”، مشيراً إلى أنه “أثرى في قصائد جمة (أشعار) تتغنى بفلسطين وتداعب أحلام العودة، ومن أشهرها نشيد “عائدون عائدون إننا لعائدون”، الذي كنا نردده ونحن صغار في مدارس الأونروا”.
سيرة ومسيرة
وولد الشاعر الرشيد في حي الزيتون بمدينة غزة، عام 1927، وأنهى دراسة الثانوية العامة فيها عام 1947، وبعدها حصل على الدبلوم العالي لتدريب المعلمين من كلية غزة، وظلّ يعمل في سلك التعليم حتّى عام 1954، وفي العام نفسه انتقل للعمل كمدير لإذاعة “صوت العرب” في القطاع.
وفي بداية عام 1967 اختارته منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً لها داخل قطاع غزة، وذلك وفقاً لما ورد في دراسةٍ نشرتها الباحثة نجية الحمود عام 2013، وتناولت صورة اللاجئ في أعمال الرشيد.
وأشارت الباحثة الأكاديمية إلى أنّ “إسرائيل” أجبرت الشاعر الرشيد بعد حرب يونيو 1967 على مغادرة القطاع، فاتجه للقاهرة، حيث عمل هناك ممثلاً لفلسطين بجامعة الدول العربية، وبعد ذلك شغل منصب مدير تحرير مجلة “شؤون عربية” الصادرة عن الجامعة، إضافة لمشاركته في تحرير عدد آخر من الصحف العربية والفلسطينية.
وصدر للشاعر عشرات الأعمال الأدبية، تنوعت بين دواوين شعرية ومسرحيات ودراسات وأبحاث، ومنها كان “مع الغرباء”، “عدة الغرباء”، “غزة في خط النار”، “أرض الثورات”، “حتى يعود شعبنا”، “سفينة الغضب”، “رسالتان”، “رحلة العاصفة” “فدائيون”، “مزامير الأرض والدم”، “الرجوع”، “مفكرة عاشق”، “المجموعة الشعرية الكاملة”، “يوميات الصمود والحزن”، “ثورة الحجارة”.
بالإضافة إلى مسرحيات “السؤال”، و”عصافير الشوك”، و”سقوط بارليف”، كما نُشر له دراسات متعددة منها “الكلمة المقاتلة في فلسطين”، الشعر المقاتل في الأرض المحتلة”، “مدينة وشاعر، حيفا والبحيري”.