تقع الكاميرون في منطقة وسط غرب أفريقيا بين جمهورية أفريقيا الوسطى ونيجيريا، وعاصمتها «ياواندي»، ويبلغ عدد سكانها 24 مليوناً، ولغتهم هي الفرنسية والإنجليزية، بالإضافة إلى لهجات أخرى، ولا توجد إحصائية دقيقة بعدد المسلمين في البلاد، ويقدر عددهم بـ7 ملايين بنسبة 30% تقريباً من السكان.
وتنتشر القبائل المسلمة على الجانب الأيمن من نهر «ساناجا»، وفي هضبة «أداماوا»، وفي حوض «ينوي»، وفي القسم الشمالي من البلاد في حوض بحيرة «تشاد»، وفي جبال «ماندرا»، وهضبة «النولوب باموم»، كما يتواجد المسلمون في معظم المدن الجنوبية بالكاميرون.
ومن أهم القبائل المسلمة في الكاميرون: الفولاني، الباموم، التيكار، الماندرا، الشاوية العرب، وقبائل الكيردي، وينتمى كثير منهم للمذهب المالكي.
أولاً: حقوق المسلمين في المجتمع:
يتمتع المسلمون بحريتهم الدينية التي كفلها الدستور دون تمييز؛ فحق الاعتقاد مكفولٌ للجميع؛ حيث يوجد بالكاميرون أكثر من ألف مسجد، وتنتشر المساجد في جميع المدن والقرى، فقلّ أن تجد مدينة أو قرية تحتوي على عدد من المسلمين إلا وتجد فيها مسجداً أو مصلى أو أثراً إسلامياً، ولا تمنع الدولة بناء المساجد بالتبرعات، وتسمح برفع الأذان وإقامة الصلاة في الخلاء كصلاة العيد، واتخذت الدولة الأعياد الإسلامية عطلة رسمية للبلاد، ويحضر حاكم كل منطقة صلاة العيد -نيابة عن رئيس الدولة- لتهنئة المسلمين، وتوجد للمسلمين 50 مدرسة ابتدائية، و5 مدارس إعدادية (فرنسية وعربية) تهتم بتعليم الإسلام ونشر الثقافة الإسلامية.
وتسمح لرموز المسلمين بالظهور في وسائل الإعلام المختلفة، وتقديم بعض البرامج الدينية، مثل «البرنامج الإسلامي» في إذاعة الكاميرون الرسمية، لكن تأثير المسلمين في صنع القرار السياسي ضعيف، لا يتناسب مع نسبتهم؛ بسبب عدم توحدهم في أحزاب ليكون لهم وزن في المعترك السياسي، وبالرغم من ذلك، فإنهم يشاركون في بعض المناصب الإدارية في الدولة.
ثانياً: الهيئات الإسلامية:
يوجد بالكاميرون لجان وهيئات تشرف على شؤون المسلمين، منها: «المجلس الوطني الإسلامي»، و»لجنة ترجمة القرآن الكريم»، و»الجمعية الثقافية»، و»جمعية الكاميرون الإسلامية» التي تأسست عام 1963م.
لكن روابط الصلة بين الكاميرون والعالم الإسلامي ضعيفة، تقتصر على بعض المنح التي تقدِّمها جامعات إسلامية للطلاب الكاميرونيين الذين يجيدون اللغة العربية ويحفظون أجزاء من القرآن الكريم للدراسة في جامعة الأزهر بمصر، والجامعة الإسلامية بالسعودية.
ثالثاً: التحديات التي تواجه مسلمي الكاميرون:
– جهل كثير من المسلمين هناك بالشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى قلة العلماء والدعاة المتخصصين في العلوم الشرعية.
– انتشار الفقر والأمية في مناطق المسلمين وفي مدنهم الكبرى؛ في ناروا وماروا وساميان، حتى إن الأب قد لا يستطيع الإنفاق على تعليم أولاده، وقد يعجز كثير منهم عن تأمين المعيشة اليومية لأسرته، ومن ثمّ فإنهم يحتاجون إلى الدعم المادي الذي لا يصل إليهم منه إلا القليل من بعض مؤسسات الإغاثة من الكويت والإمارات اللتين قامتا بإنشاء عدد من المدارس والمراكز الإسلامية في العاصمة «ياوندي» التي يعيش فيها أكثر من 900 ألف مسلم.
– انتشار منظمات التنصير بين الأحياء المسلمة الفقيرة؛ حيث يقدمون لهم المساعدات في جميع المجالات التي يحتاجونها، فتوجد في مناطق جنوب الكاميرون بعثات تبشيرية مكثفة ومؤسسات إعلامية تعرض مشاريعها في التعليم والعمل الإغاثي، ولجأ بعضها أخيراً إلى فتح باب الحوار الإسلامي المسيحي، ويؤثر نشاطهم في المسلمين الفقراء والأميين، ومن ليس لديهم ثقافة إسلامية.
___________________________________________________________________________
1- سيد عبدالمجيد بكر: الأقليات المسلمة في أفريقيا، إدارة الصحافة والنشر، مكة المكرمة 1995.
2- د. محمد عاشور: دليل الدول الأفريقية، جامعة القاهرة، معهد البحوث والدراسات الأفريقية، 2007م، ص 278.
3- د. أحمد محمود السيد: الأقليات الإسلامية في الكاميرون، مجلة البيان، 6/4/2011م.
4- حوار مع الداعية الكاميروني د. أحمد جروز، صحيفة الجزيرة السعودية، آفاق إسلامية، العدد 12552، الجمعة 21 محرم 1428هـ.