انطلق اليوم السبت، المؤتمر الإلكتروني الأول لرواد ورائدات بيت المقدس، بهدف تعزيز الحوار حول دور الأمة لدعم صمود الشعب الفلسطيني، بمشاركة أكثر من 5 آلاف ناشط في مجال الدفاع عن قضية فلسطين.
وينظم المؤتمر، الذي ينعقد على مدى يومين، كل من “الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين” ومركز “علاقات تركيا والعالم الإسلامي” (مقره إسطنبول)، تحت شعار “القدس أمانة والتطبيع خيانة”، عبر منصة إلكترونية يشارك فيها العديد من الشخصيات البارزة والفاعلة في خدمة القضية الفلسطينية من 70 دولة، ليكون المؤتمر الأضخم إلكترونيا.
وألقيت عدة كلمات خلال المؤتمر، تناولت أهداف المؤتمر، والتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة العمل على نصرتها، في ظل التطورات الخطيرة التي تمرّ بها القضية.
كلمة الافتتاح
وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر، قال الأمين العام لـ”الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين”، محمد أكرم العدلوني إن المؤتمر يهدف إلى “توحيد جهود الأمة لمقاومة التطبيع، وكشف آثاره التدميرية، ومنع محاولات اختراق الأنظمة والنخب المهزومة الهادفة إلى تمزيق الأمة وتفتيت قواها”
كما يهدف إلى “إبراز صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، في الداخل والخارج، واستحضار ثقافة الانتصار، بالرغم من التحديات والمعاناة، ومواجهة ثقافة اليأس والانكسار، وتبيان أن المشروع الصهيوني ليس قراراً محتوماً، لذا علينا الوعي بمؤشرات انكماشه وتراجعه، والعمل على الانتقال من مربع مواجهته، إلى مربع تفكيكه وإزالته”.
وبين عدلوني أن المؤتمر يتمحور في عشر نقاط، منها “تبيان تداعيات “صفقة القرن” على الحقوق والثوابت الفلسطينية، وكشف مخططات الاحتلال وحلفائه في تنفيذ بنود هذه الصفقة، المؤدية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وكذلك إدراك التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية والأرض والمقدسات والهوية.
وكذلك “يهدف إلى إبراز الأثقال التي تواجه مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، عبر سياسات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني، واقتحام المستوطنين، وهدم المنازل، واعتقال الرموز، وفي مقدمتهم رمز الأقصى الشيخ رائد صلاح”.
وأكد عدلوني على “تقرير دور الأمة كشريك استراتيجي لدعم صمود الشعبي الفلسطيني، والعمل على الانتقال الجاد من مربع التضامن إلى مربع الانخراط في مشروع التحرير من التفكير إلى التنفيذ”.
وعبّر عن اعتزاز القيمين على المؤتمر “بمواقف شرفاء الأمة وأحرار العالم الرافضة للصهيونية، والمؤيدة للحقوق الفلسطينية”.
ودعا إلى “تقديم الدعم المالي والمادي، بكل أشكاله للشعب الفلسطيني المقاوم والمحاصر والمرابط، لتعزيز صموده في مقاومة الاحتلال، وتثبيت وجوده على أرضه، وللدفاع عن مقدساته”.
وحثّ على “تعزيز دور هذا الائتلاف كإطار جامع بوجود الهيئات والمؤسسات عبر إطلاق مجموعة من الحملات والمبادرات لمواجهة التطبيع؛ من بينها “النحل الإلكتروني”، الذي سيعمل من خلاله آلاف النشطاء الداعمين فلسطين على مواقع التواصل على التغريد لدعم القضية الفلسطينية ونصرة القدس والأقصى، ومشروع “فلسطين بوصلتي”، ومشروع “أكاديمية المعارف المقدسية عن بعد” لتعزيز فعالية رواد العمل لفلسطين في مختلف الأقطار”.
وفي ختام كلمته دعا عدلوني، إلى إطلاق مبادرة لجمع مليون توقيع على ميثاق الأمة وأحرار العالم لرفض التطبيع بكل أشكاله.
وحدة الأمة
من جهته، اعتبر المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في الأردن همام سعيد، أن مشاركة المجتمعين في المؤتمر من إندونيسيا إلى الولايات المتحدة والمغرب، يدل على “وحدة الأمّة في مواجهة المشروع الصهيوني”.
وقال سعيد: “وها أنتم تجتمعون في وقت واحد، وتمثلون أمتكم الواحدة، وتجتمعون على قضيتها المركزية بيت المقدس وفلسطين المباركة. وإن هذه الأمة لم تجتمع على هذا النحو كما اجتمعت اليوم”.
وأضاف: “فلسطين وقف إسلامي لا يوهب ولا يباع ولا يستبدل ولا ينسى. والتطبيع خيانة لله وللرسول وللأمة. والتطبيع خيانة وولاء للمنافقين”.
وتابع “إن من لوازم أمتكم الواحدة حمل القضية الواحدة الجامعة، وقضية المسجد الأقصى وفلسطين هي قضية جامعة، ومن واجب الأمة الإغاثة والنصرة”.
وأكد على أن “الأمة مطالبة بالوقوف في صف واحد، برجالها ونسائها، لتقديم يد العون للمسجد الأقصى لتأدية هذا الفرض الذي أوجبه الله تعالى علينا. وليعلم أي مسلم أن القدس أمانة في عنقه، ورد التطبيع أمانة. إن نصرة فلسطين واجبة، بكل ما تحتاجه هذه النصرة”.
مانديلا: نقف مع الشعب الفلسطيني
وفي كلمة ألقاها النائب في برلمان جنوب أفريقيا زويليفيل مانديلا، أكد وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ومساندة قضاياه.
وقال مانديلا: “إننا نقف اليوم مع الشعب الفلسطيني، وسنكون صوت الذين لا صوت لهم حتى يرحل الاحتلال بعد أكثر من سبعين عاماً، ويحقق الفلسطينيون الحرية”.
وأضاف: “إننا عانينا من الأبرتهايد طوال سنوات، وواجب علينا التضامن مع الشعب الفلسطيني للتخلص من الاحتلال، ولمواجهة العنصرية الإسرائيلية”.
وتابع حديثه: “وكما وقف الفلسطينيون إلى جانبنا أثناء نضالنا ضد نظام الفصل العنصري، كذلك واجبنا اليوم أن نقف إلى جانبهم”.
وأكد أن “الأمم المتحدة مطالبة وكذلك كل أحرار العالم بأن يقفوا موقفاً جريئاً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، من أجل التضامن الإنساني وحق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية”.
صفقة القرن لا قيمة لها
وفي السياق ذاته، قال رئيس لجنة الصداقة التركية الفلسطينية في البرلمان التركي حسن توران، إن “قضية القدس هي قضيتنا أولى، وعلى رأس جدول أعمالنا؛ حتى تحصل على حقوقها وحريتها”.
وأكد أن حزب العدالة والتنمية التركي، رئيساً وأعضاءً مرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالقضية الفلسطينية.
وذكر توران على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قام بعمل لم يتجرأ عليه أحد من قبله، وهو جريمة، من خلال إعلانه القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، مشدداً على أن “صفقة القرن” لا قيمة لها.
وشدد النائب التركي على أن القدس أرض مباركة، و”هي تاريخنا المشترك”.