المولد
ولد عبدالعزيز علي عبدالوهاب المطوع عام 1328هـ/ أكتوبر 1910م، وهو من قبيلة السهول.
تعليمه
تعلم في المدرسة الأحمدية، واشتهر بذكائه الحاد وفطنته، قد تخرج في المدرسة وعمره 11 عاماً، وكان ترتيبه الأول على المدرسة، وهو ما جعله محط إعجاب أساتذته في ذلك الوقت.
نشأ نشأة دينية وأدبية في بيت كريم يرعى حدود الله، ورافق عدداً كبيراً من رجالات الكويت الذين بنوا نهضة البلاد بمختلف أشكالها، خاصة الجانب التعليمي منها.
وكان عضواً بمجلس المعارف في عهد الشيخ عبدالله الجابر الصباح، وعضواً في المجلس البلدي عام 1951-1954م.
صفاته وأخلاقه
كان رحمه الله سباقاً لفعل الخيرات في السر والعلن، أنفق الكثير في الأعمال الخيرية داخل الكويت وخارجها، وكان بحق سفيراً لبلاده بين بلدان العالم، كما كان رمزاً لعطاء الكويت، وكرم أهلها، وكان المحسن داعياً إلى الخير، ملتزماً بتعاليم ربه، كما كان تقياً كريماً، يعطي بيمينه ما لا تعلم شماله، أجرى الله على يديه الخير؛ لذا كان محبوباً من الزعماء المسلمين، والدعاة والعلماء وكذلك من القادة والحكام الصالحين، الذين كون علاقات طيبة معهم لصالح الكويت وأهلها.
أوجه الإحسان في حياته
تعددت أوجه المعروف والبر في حياة المحسن عبدالعزيز المطوع رحمه الله، فشملت:
– عمارة المساجد:
وهي صفة اشترك فيها كثير من أهل الكويت الأبرار ومحسنيها الأخيار، فقد قام المحسن عبدالعزيز علي المطوع بتجديد مسجد عبدالعزيز القناعي عام 1366هـ، في فريج الجناعات، الذي أسسه جده عبدالعزيز علي المطوع عام 1284هـ، كما ورد في الموسوعة الكويتية المختصرة للأستاذ حمد السعيدان.
– في مجال الدعوة والإرشاد:
أسس المحسن عبدالعزيز علي المطوع بالتعاون مع المحسن عبدالعزيز يوسف المزيني جمعية الإرشاد الإسلامية التي تم افتتاحها في عهد المرحوم الشيخ عبدالله السالم، وقد حققت الجمعية نجاحاً عظيماً في مجالات الدعوة والإرشاد والتعليم، برعاية أمير البلاد آنذاك ورئاسة الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، ولفيف من أهل الخير والإحسان بالكويت.
– اللجنة الإسلامية لمساعدة الفلسطينيين وأسر الشهداء:
لم يكتف رحمه الله بما فعل من خير لأبناء بلده فحسب، بل امتد بصره إلى قطر إسلامي آخر شقيق، ولذا فإنه بعد حرب عام 1967م، قام بتأسيس لجنة أسماها “اللجنة الإسلامية لمساعدة الفلسطينيين وأسر الشهداء”، وقد تكفلت هذه اللجنة بإعالة أسر الشهداء والأسرى الفلسطينيين على نفقته الخاصة، كما تكفلت بتعليم أبنائهم.
– مساعدة الفقراء وعلاجهم:
ولما كانت إعانة الفقراء من أفضل أعمال البر، فقد أنشأ الحاج عبدالعزيز العلي المطوع “جمعية مصطفى محمود الخيرية” على أرض مصر، ولها عدة فروع في الأماكن التي تكثر فيها الكثافة السكانية.
ومن مهام هذه الجمعية تقديم العون للفقراء والمساكين، وكذلك تقديم العلاج المجاني للمرضى المسلمين، ساهم مساهمة فعالة في إعادة بناء مستشفى قصر العيني بالقاهرة.
شكر من السادات ومبارك
وقد وجه إليه الرئيس المصري آنذاك محمد أنور السادات الشكر على مساهمته الخيرية.
كما أهداه الرئيس المصري محمد حسني مبارك وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، وذلك في 4 أكتوبر 1982م، ولما كان سيل خيراته يرحمه الله لا ينقطع، فقد قلده الرئيس محمد حسني مبارك مرة ثانية “وسام الجمهورية من الطبقة الأولى”، وذلك في 15 مارس 1988م، تقديراً لأعماله الخيرية التي لم يبتغ منها غير وجه الله تعالى.
رعاية المسنين
ولم يشأ المحسن عبدالعزيز المطوع رحمه الله أن يحرم نفسه ثواب إعانة المسنين والتخفيف عنهم، في زمن قلَّ فيه الوفاء وزاد الجحود، فأقام رحمه الله داراً لرعاية المسنين بالتعاون مع جمعية دار المسلم التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية المصرية.
في مجال التعليم
كان المحسن عبدالعزيز المطوع رحمه الله عدواً للجهل، داعياً إلى الخير، طالباً للعلم حتى أواخر أيام حياته، واستحق أن يكون عضواً في مجلس الأمناء بمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، حباً منه رحمه الله في نشر العلم بين المسلمين وخاصة في البلاد التي تعيش فيها أقليات مسلمة، فقد أنشأ لجنة تتولى الإنفاق على الطلبة الأفارقة الراغبين في التعليم وابتعاثهم إلى مدارس وجامعات مصر وذلك على نفقته الخاصة.
وتقديراً لجهوده وتبرعاته السخية، أسس المركز عام 1993م، بعثة دراسية سنوية باسم عبدالعزيز العلي المطوع، تهدف إلى تشجيع البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية ذات العلاقة بالإسلام، وضمت هذه البعثة منطقة آسيا الوسطى.
في مجال التعليم المهني وتحفيظ القرآن
سعياً من المحسن عبدالعزيز المطوع رحمه الله لتوفير سبل الحياة لكريمة لأسر المسلمين وتهيئة فرص عمل للشباب منهم، أنشأ مركزاً للتدريب المهني في مصر بمنطقة بولاق الدكرور، وقد اشترى الأرض وشيد البناء وجهز المركز بالمعدات الفنية والتقنية على نفقته الخاصة، وقد جدده مرة أخرى عام 1987م وألحق به داراً لتحفيظ القرآن الكريم ومركزاً طبياً لعلاج الفقراء بالمجان.
الجمعيات الخيرية
اتجه بصر المحسن عبدالعزيز المطوع رحمه الله إلى هؤلاء المسلمين الفقراء في أقاصي الأرض، فقام بفتح بيوت الخير والجمعيات الخيرية في الهند وباكستان وأفغانستان ولبنان، ومعظم البلاد الإسلامية.
مساجد ومعاهد ومكتبات
ولما كان المحسن عبدالعزيز المطوع رحمه الله سخياً جواداً كالريح المرسلة، فقد أراد أن يبذر بذرة للخير في بعض الدول الأوربية، فقام رحمه الله بفتح بيوت الله والمكتبات والمعاهد الدراسية في الدول الغربية.
إغاثة المنكوبين
عندما هز الزلزال مصر وضرب محافظاتها عام 1992م، تبرع المحسن عبدالعزيز علي المطوع رحمه الله بمبلغ 100 ألف جنيه مصري لمنكوبي الزلزال، وكان قد تعود إرسال مندوبين عنه يحملون زكاة ماله وصدقاته إلى جنوب مصر (النوبة) وإلى بلاد كثيرة في أنحاء العالم التي تظهر فيها المجاعات، طاعة لله ورسوله، ورغبة فيما عند الله تعالى من ثواب.
مؤلفاته
لم يكن المحسن الكريم المحسن عبدالعزيز المطوع رحمه الله متميزاً في الإنفاق المادي فحسب، بل كان كذلك متميزاً في سعة الاطلاع، وعمق الفهم، وحب التأليف، فقام بتأليف عدد من الكتب العلمية، منها: “الرأس والبنكرياس”، و”خواطر باحث”.
وفاته
بعد تلك الرحلة المباركة من البذل والعطاء والإحسان، توفي المحسن عبدالعزيز المطوع رحمه الله في السابع عشر من ذي القعدة 1416هـ/ 7 أبريل 1996م.
رحم الله رجل الخير والإحسان وجعل أعماله في ميزان حسناته وأسكنه فسيح جناته.
_____________________________
1- الكويت.. المدينة الفاضلة، تأليف: الأستاذ عبدالكريم محمد، الناشر “صدى الشرق”.
2- مجلة “المجتمع” الكويت العدد (1196)، 16 أبريل 1996م.
3- الموسوعة الكويتية المختصرة – الأستاذ حمد السعيدان (الجزء الثالث) الطبعة الثالثة.
4- من قديم الكويت – الأستاذ يوسف الشهاب – الطبعة الأولى.
5- محسنون من بلدي – إصدار بيت الزكاة – الجزء الأول – ص 97 –102.
6- وثقت المادة ابنته السيدة نسيبة المطوع، بالإضافة إلى تقرير لابنه السيد أحمد عبدالعزيز العلي وحفيدته السيدة تهاني أحمد الأيوب.
(*) نقلاً عن موقع “تاريخ الكويت”.