طالب تجمع المهنيين السودانيين بفتح تحقيق فيما قال إنها انتهاكات ارتكبتها الشرطة والأجهزة الأمنية ضد المظاهرات السلمية أمس الأربعاء، في حين أعلنت النيابة أنها اعتقلت العشرات ممن وصفتهم بالمنفلتين.
وأضاف التجمع -في بيان صحفي- أن الأجهزة الأمنية استخدمت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والملاحقة والاعتقال التعسفي ضد المتظاهرين.
واعتبر تجمع المهنيين ما حدث خرقا واضحا لحقوق التعبير والتظاهر والتجمع السلمي التي كفلتها الوثيقة الدستورية.
وكانت الشرطة السودانية فرقت أمس -بالغاز المسيل للدموع- مظاهرة كانت متجهة إلى القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم وأخرى خرجت وسط مدينة أم درمان؛ للمطالبة بإسقاط الحكومة الانتقالية وتصحيح مسار الثورة، كما اعتقلت صحفيا يعمل بشبكة الجزيرة خلال عمله، قبل أن تفرج عنه في وقت لاحق.
واعتقلت السلطات الأمنية السودانية الصحفي بقناة الجزيرة علي أبو شلّة في أثناء تغطية مظاهرات الخرطوم.
ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط الحكومة وتصحيح المسار وتحقيق مطالب الثورة، وردد المشاركون في المظاهرة شعارات تؤكد سلمية حراكهم وتندد بسياسات الحكومة، مطالبين بتحقيق العدالة والقصاص لضحايا المظاهرات.
مظاهرات الخرطوم
ولاتزال شوارع الخرطوم ومدينة أم درمان تشهد عمليات كرّ وفرّ بين المتظاهرين وقوات الأمن التي تحاول تفريقهم.
هذا وقد فرقت الشرطة السودانية مظاهرة خرجت بالخرطوم في سياق دعوات من قوى المعارضة لتنظيم مظاهرات لإسقاط حكومة عبد الله حمدوك؛ احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وذلك في الذكرى الثانية لما يعرف بـ”مجزرة القيادة” التي قتل فيها أكثر من 100 متظاهر خلال فض اعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة.
وأطلقت الشرطة أطلقت الغاز المدمع لتفريق متظاهرين قرب محطة السكة الحديد وسط الخرطوم كانوا في طريقهم إلى القصر الرئاسي للانضمام إلى مظاهرات تطالب بإسقاط الحكومة، تلبية لدعوات من قوى المعارضة التي تطالب أيضا بالضغط على الحكومة لتنفيذ أهداف الثورة وتصحيح مسارها.
شعارات متباينة
وأوضح موقع الجزيرة أن المظاهرات في الخرطوم وصلت إلى شارع القصر الجمهوري على بعد أمتار من القصر الرئاسي المطوق بكثافة من قوات الشرطة.
وقال إن المظاهرات حملت شعارات متباينة تشمل إسقاط الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة، والضغط على الحكومة لتغيير سياساتها لمواجهة غلاء الأسعار، وضمان استقلال القضاء، وبناء علاقات خارجية متوازنة.
وأضاف أن المحتجين رفعوا أيضا شعارات تطالب بمحاكمة رموز النظام السابق، والكشف عن قتلة المتظاهرين، مشيرا إلى أن قوات الأمن انتشرت بكثافة وأغلقت الطرق المؤدية إلى القيادة العامة للجيش السوداني جزئيا.
القصاص لضحايا المظاهرات
وخرجت أيضا مظاهرة وسط مدينة أم درمان؛ للمطالبة بإسقاط الحكومة وتصحيح المسار وتحقيق مطالب الثورة، ومن جانبها استخدمت الشرطة قنابل الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين.
وقد رفع المتظاهرون -الذين توجهوا صوب مبنى البرلمان- شعارات تطالب بتحقيق العدالة والقصاص لضحايا المظاهرات، كما عبّر المشاركون عن أسفهم لما عدّوه بيع دماء شهداء الثورة وضياع مطالبها.
ونُظمت الاحتجاجات في الخرطوم وخارجها في ذكرى مظاهرات 30 يونيو/حزيران 2019، كما أنه اليوم الذي يصادف ذكرى الانقلاب العسكري في السودان عام 1989 بقيادة الرئيس المعزول عمر البشير.