ارتفعت أسعار النفط أكثر من 10% في تعاملات محمومة، اليوم الإثنين، بسبب مخاوف من فرض حظر أمريكي وأوروبي على النفط الروسي والتأخير في المحادثات النووية الإيرانية.
وتعد روسيا ثانيَ أكبر مصدر للنفط الخام، حيث تتجاوز صادراتها 10 ملايين برميل يومياً، وهي أيضاً أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم.
وارتفع سعر برنت 12.73 دولار إلى 130.84 دولار، بينما ارتفع الخام الأمريكي 9.92 دولار إلى 125.60 دولار.
وبعد أن ارتفع خام برنت 21% الأسبوع الماضي، صعد الخام مرة أخرى بسبب مخاوف فرض الولايات المتحدة وأوروبا حظراً على النفط الروسي.
وقال إيثان هاريس، كبير الاقتصاديين في “بنك أوف أمريكا”: إذا أوقف الغرب معظم صادرات الطاقة الروسية، فسيكون ذلك صدمة كبيرة للأسواق العالمية.
وقدر هاريس أن فقد الأسواق 5 ملايين برميل من النفط الروسي قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى المثلين، إلى 200 دولار للبرميل، وانخفاض النمو الاقتصادي على مستوى العالم.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أكد، أمس الأحد، أن إدارة بايدن وحلفاءها يناقشون فرض حظر على النفط الروسي، مع تصاعد الضغوط للرد بقوة أكبر على غزو أوكرانيا من خلال الضغط على الصادرات من صناعة الطاقة الروسية الرئيسة، لكنه شدد على أهمية استقرار إمدادات النفط الخام عالمياً.
وأضاف بلينكن، في مقابلة مع شبكة “إن بي سي” (NBC): نجري الآن مناقشات نشطة جداً مع شركائنا الأوروبيين بشأن حظر واردات النفط الروسي إلى بلادنا، بينما نحافظ بالطبع في الوقت ذاته على إمدادات عالمية ثابتة من النفط.
وقال محللون لوكالة “رويترز”: إن أسعار النفط قفزت إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2008 بسبب التأخير في اختتام المحادثات النووية الإيرانية، وبالتالي التأخير في احتمال عودة الخام الإيراني إلى الأسواق العالمية التي تعاني بالفعل من تعطل الإمدادات الروسية.
واستوردت الولايات المتحدة أكثر من 20.4 مليون برميل شهرياً من النفط الخام ومنتجاته المكررة خلال عام 2021 من روسيا، أي نحو 8% من واردات الوقود السائل الأمريكية، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة.
وتزايدت دعوات داخل الولايات المتحدة إلى حظر واردات النفط الروسي عقب غزو موسكو أوكرانيا، لكن شحنات النفط الروسي القادمة إلى واشنطن كانت تتراجع بالفعل مع بدء المشترين فعلياً البحث عن بدائل.
ورغم أنّ خامات النفط الروسية تعرض في الأسواق حالياً بحسومات تراوحت الأسبوع الماضي بين 15 و18 دولاراً للبرميل عن سعر خام برنت، فإنّ بيوت الوساطة التي تتاجر في النفط والمصافي العالمية تتفادى التعاقد على صفقات نفط روسية.
وقالت نشرة “ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس”، في تحليل مساء يوم الثلاثاء الماضي: إنّ المصافي حول العالم توقف معظمها عن شراء النفط الروسي.
وعلى الرغم أنه لم يتم بعد حظر التجارة مع روسيا في الطاقة، فإن الحظر المالي المشدد وطرد العديد من البنوك التجارية الروسية الكبرى من نظام الحوالات المالية الدولية “سويفت” يقلق التجار.
وتجد شركات الوساطة النفطية والمصارف الاستثمارية صعوبة في التعامل مع الشركات النفطية الروسية، بسبب التعقيدات الخاصة بفتح خطابات الاعتمادات المستندية لدى البنوك الغربية وخدمات التسوية المالية للصفقات، وحتى شركات المصافي الصينية المستقلة تتفادى شراء الخامات الروسية.