يتحول جزء من منزل ريهان شراب في محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة قبل حلول عيد الأضحى المبارك لأشبه بورشة عمل، لتجلس على طاولة مليئة بأدوات تساعدها في صناعة أعمال يدوية مبدعة كحياكة دمى على هيئة الخروف لبيعها في الأسواق تزامناً مع حلول عيد الأضحى المبارك.
الفنانة التشكيلية ريهان شراب (28 عاماً) تعمل ليل نهار منذ 8 أعوام في صناعة الدمى، وما دفعها لذلك هو حبها وشغفها لها، وبدأت بإمكانات بسيطة لتصنع لنفسها اسماً لامعاً، وتوفر مصدر دخل لها ولأسرتها، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها سكان القطاع.
وتقول شراب لـ”المجتمع”: بدأت مشواري عندما نشرت على حسابي في “فيسبوك” صورة صنعتها لدمية الخروف، حينها حصلت على دعم واسع من أهلي ومتابعيّ الذين سألوني عن سعر تلك الدمية.
وأضافت شراب: بعد ذلك تلقيت دفعة قوية وإشادة من قبل متابعيها بدمية الخروف، فبدأت بالتفكير جدياً خارج الصندوق؛ لتطوير ذاتي ومساعدة زوجي في تلبية متطلبات البيت، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعيشها.
وأوضحت أنها تُبرز أعمالها في المواسم من خلال الاهتمام بالمناسبات الدينية ودمجها بعملها، مثل دمى عيد الأضحى التي تكون على شكل الخرفان، ومجسمات الكعبة، وصناعة الفوانيس في شهر رمضان.
وتطرقت شراب إلى ابتكارها أعمالاً فنية في موسم عيد الأضحى، وقالت: صنعت هذا العام مجسمات عبارة عن رجل يذبح الأضحية داخل حديقة، لها سوار خشبي وأعشاب خضراء.
وذكرت أنها تعيد تدوير بعض المواد من البيئة المحيطة بها، لتدخلها إلى أعمالها الفنية، خاصة الكرتون والمواد البلاستيكية التي تستخدم في حفظ المواد الغذائية.
وتواجه شراب صعوبة في توفير المواد الخام اللازمة لصناعة الدمى، إضافة إلى ارتفاع أسعارها، فتحاول قدر المستطاع توفير بدائل حتى لا يكون سعر الدمى غالياً للزبون، مؤكدة أن ذلك إحدى العقبات التي تواجهها في عملها.
وتستغرق وقتاً كبيراً في صناعة مزرعة الخراف التي تتكون من خراف مصنوعة من الصوف، وورق الكرتون، وكاسات عبارة عن أعلاف، وفوم أخضر، وأيضًا عيدان الأسكيمو، عدا عن استخدام السيلكون الذي يوضع بشكل دقيق ومتقن للحفاظ على شكل وصورة المزرعة، لافتة إلى أن سعر المزرعة لا يتجاوز الـ 25 شيكلاً، أما الخراف الكبيرة يصل سعرها إلى 35 شيكلاً، والصغيرة 10 شواكل.
وتتعرض خلال مواسم الأعياد إلى ضغط كبير بسبب إقبال الزبائن على شراء ما تصنعه من دمى الخراف، والمزرعة، إضافة إلى صورة الكعبة، مضيفة خلال المواسم يزداد الطلب على الأعمال اليدوية التي أصنعها، خاصة أن الدمى رخيصة الثمن.
وتضطر الفنانة شراب في مثل هذه المناسبات لضغط الوقت، حيث تسهر ليلًا لتنهي أعمالها اليدوية بشكل أسرع، إذ إن بعض أشكال الخراف تحتاج إلى 3 أيام كونها دقيقة جداً، مبينة أنها تستعين في أوقات الذروة بصديقاتها لمساعدتها وإنتاج الأعمال اليدوية بأسرع وقت.
وتطمح شراب في توسيع مشروعها من خلال افتتاح متجر خاص بها، وتصدير منتجاتها خارج حدود قطاع غزة، والمشاركة في المعارض الدولية.